ليس من مصلحتنا فض الاعتصام بالقوة أو بقاؤه، ليس من مصلحتنا دحر الإخوان أو انتصارهم، ليس من مصلحتنا نهاية المعركة أو استمرارها، نحن أمام معادلة صفرية بامتياز؛ من نحن؟
خفتت شعارات وأهداف الثورة فى طريق صعب بين نقطتى 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013، لم تعد بهذا الوضوح الذى صرخت به الميادين، أى حرية نريد، ولمن، وبأى ثمن؟ لأى عيش نسعى، وهل تراجع حلم العدالة أمام شهوة القصاص؟، إلى متى نبقى بين رحى الإخوان والعسكر والفلول، نستنزف أيامنا ومشاعرنا، وتتكالب الأزمات النفسية علينا لأتفه الأسباب؟
صرنا أقرب للاكتئاب والإحباط والخمول، هل قصرنا فى استيعاب الدرس؟ هل حصلنا على الخبرات المهمة؟ هل تحركت الأحوال للأفضل؟ كل شيء غامض، كل شيء مُريب، لا معلومة مؤكدة، بما فى ذلك عدد النعوش، وهل يكذب الموتى؟ ربما!
لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين، إذن، إيماننا بالثورة غير حسن، أكثر من عامين ونصف العام ولم نرَ مشروعًا ثوريًا، المشروع لا يكون ثوريًا يا أحبائى إلا إذا دافع الشعب عنه وترددت ملامحه فى أحاديثهم العادية. الناس ــ فى مشهد لا يُنسى من الصورة ـــ هتفت للسيسى بصوت أعلى من هتافها بالحد الأدنى للأجور!
أى حديثٍ عن التفاؤل وسط هذا الوضع سيكون محض ادِّعاء؛ هل ادِّعاء الأمل خيرٌ من اليأس؟ بكل تأكيد.