ضغط ارتفاع تكاليف الإنتاج على شركات الدواجن المقيدة بالبورصة المصرية، لتسجل غالبيتها خسائر، ما أرجعه خبراء وشركات بالقطاع إلى تدنى الأسعار فى مواجهة ارتفاعات التكاليف وخاصة الأعلاف، والأدوية.
ويقول خبراء الصناعة إن الفجوة بين التكاليف والأسعار تولد خسارة بنحو %10 للشركات، نتيجة استيراد الأدوية والأعلاف والتى تمثل %80 من مدخلات الإنتاج للصناعة، فيما يرى خبراء التحليل الفنى أن الشركات تتمتع بأصول جيدة، وتحركات إيجابية لأسهمها مع إقبال المستثمرين العرب على شراء أسهمها، لكن النتائج المالية لا تعكس ذلك.
ويضم قطاع الدواجن بالبورصة المصرية 4 شركات هى القاهرة للداوجن، والمنصورة للدواجن، والمصرية للدواجن، والإسماعيلية مصر للدواجن، وجميعها تراوحت نتائجها المالية بين ارتفاع الخسائر، والتحول للخسارة، فيما ارتفعت أرباح القاهرة للدواجن بشكل هامشي.
وأظهرت النتائج المالية لجميع الشركات ارتفاع المصروفات البيعية والإدارية والعمومية، خلال الفترة المالية المعلنة مؤخرا.
القاهرة للدواجن
وأظهرت النتائج المالية نصف السنوية للقاهرة للدواجن ارتفاع أرباحها هامشيا بنسبة %2.5 لتسجل 80 مليون جنيه، مقارنة مع 78 مليون جنيه الفترة المناظرة من العام الماضي.
وتراجع إجمالى أرباح الشركة خلال الفترة من يناير إلى يونيو العام الحالى إلى 264 مليون جنيه مقارنة مع 304 ملايين جنيه الفترة المماثلة من العام الماضي.
وسجلت مصروفات البيع والتوزيع خلال الفترة المذكورة 79 مليون جنيه، مقابل 75 مليون جنيه الفترة المماثلة، كما بلغت المصروفات العمومية والإدارية 77.4 مليون جنيه.
المنصورة للدواجن
تحولت المنصورة للدواجن للخسارة نهاية النصف الأول من العام الحالى بصافى خسارة 8.8 مليون جنيه، قبل خصم الضرائب، مقارنة مع 18.8 مليون جنيه أرباحا فى الفترة المماثلة من العام الماضى.
وقالت المنصورة إن فيروس كورونا ليس له تأثير على وضع الشركة الاقتصادى حاليا (نتائج أعمالها ومركزها المالى وتدفقاتها النقدية)، وقد يكون له آثار على نشاط الشركة وقوائمها المالية مستقبلا، وهذا لا يمكن تحديده بشكل دقيق فى الوقت الحالي.
المصرية للدواجن
أظهرت القوائم المالية المجمعة لشركة المصرية للدواجن خلال النصف الأول من العام الجارى ارتفاع خسائرها بنحو %139 على أساس سنوي.
وحققت صافى خسائر خلال الفترة بلغ 4.33 مليون جنيه، مقابل خسائر بلغت 1.8 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتراجعت إيرادات النشاط خلال النصف الأول من 2021، لتصل إلى 1.34 مليون جنيه، مقارنه مع 2.018 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2020.
وارتفعت المصروفات الإدارية والعمومية للشركة خلال الفترة المذكورة إلى 4 ملايين جنيه، مقارنة مع 3 ملايين جنيه الفترة المناظرة من العام الماضي،
الاسماعيلية للدواجن
كشفت القوائم المالية المجمعة لشركة الإسماعيلية مصر للدواجن، عن الربع الأول من العام الجاري، ارتفاع الخسائر بنسبة %836 على أساس سنوي.
وأوضحت الشركة فى بيان لبورصة مصر، اليوم، أنها سجلت صافى خسارة بلغ 6.46 مليون جنيه، مقابل 690.52 ألف جنيه أرباحاً خلال نفس الفترة من العام الماضي.
الإسماعيلية للدواجن:%90 من مستلزمات الإنتاج مستوردة
وارتفعت مبيعات الشركة خلال الثلاثة أشهر، حيث سجلت 106.18 مليون جنيه بنهاية مارس، مقابل 89.14 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وانعكست نتائج الشركات على تحركات أسهمها وهو ما ظهر فى تحركات المؤشر القطاعى للأغذية والمشروبات بالبورصة المصرية، والذى ارتفع بنسبة %5 فقط منذ بداية العام الحالي، وحتى جلسة 17 أغسطس، من مستوى 688 نقطة، إلى 722 نقطة.
وفى المقابل تباينت تحركات أسهم الشركات، منذ بداية العام الحالى وحتى نهاية تعاملات 17 أغسطس، حيث ارتفع سهم القاهرة للدواجن بنسبة %13 من 3.11 جنيه، إلى 3.52 جنيه، فيما كان أعلى سعر وصل له السهم 4.42 جنيه بداية أغسطس، وقفز سهم المنصورة للدواجن بنسبة %168 من مستوى 17.21 جنيه، إلى 46.13 جنيه، وسهم المصرية للدواجن بنسبة %39 من 3.26 جنيه بداية العام إلى 4.6 جنيه، بينما هبط سهم الإسماعيلية مصر بشكل حاد بنسبة %29 من مستوى 9.17 جنيه، إلى 6.5 جنيه.
شعبة الدواجن: %20 عجز بين المصروفات والايرادات
وقال دكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية إن اتساع الفجوة بين الزيادة المطردة فى تكاليف الإنتاج، إضافة إلى المصروفات الثابتة، وتدنى أسعار البيع، يقود إلى خسارة نسبتها %20 للمربين.
ولفت عبدالعزيز إلى أن الشركات تعانى منذ تحرير سعر الصرف فى ظل استيراد نحو %80 من مستلزمات الإنتاج الممثلة فى الأعلاف و الأدوية، ما يمثل عبئا قويا على الشركات، إضافة إلى المشكلات التى واجهتها الشركات مع اندلاع أزمة فيروس كورونا من ارتفاع تكاليف النقل.
وأشار عبدالعزيز إلى أن الشركات ذات الحلقات المتكاملة، كالقاهرة للدواجن، تعانى من خسائر أقل مقارنة بمربي الدواجن الذين يعانون من خسائر كبيرة، لافتا إلى أن تكلفة الكتكوت تبلغ نحو 5 جنيهات، بينما يتم بيعه بـ3.5 جنيهات.
وأكد عبدالعزيز أن حل هذه الأزمات يتطلب زراعة مساحات أكبر من الذرة الصفراء، وفول الصويا، مع انتقاء تقاوى توفر كمية أكبر من المحصول.
وأضافت الإسماعيلية للدواجن فى بيان قوائمها المالية إن أسعار مستلزمات الإنتاج ارتفعت بشكل كبير منذ تحرير سعر الصرف، حيث يتم استيراد %90 منها، مقارنة بـ %10 المكون المحلى فقط للصناعة.
وقالت الشركة أن أسعار الخامات العلفية ارتفعت بنسبة %100 لبعض الخامات كالذرة الصفراء، وكسب فول الصويا، اللذان يمثلان %90 من تركيبة العلف المستخدم، فضلا عن ارتفاع أسعار الأدوية بنسب تراوحت بين 100 و %200 خلال الفترة التى أعقبت تحرير سعر الصرف، إضافة إلى ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج من قطع الغيار اللازمة للتشغيل بسبب استيرادها من الخارج.
وأشارت الشركة إلى أنه فى الوقت نفسه لم تشهد أسعار المبيعات لجميع منتجاتها ارتفاعا بنسب زيادة تكاليف الإنتاج والمبيعات.
ووفقا للأسعار العالمية ارتفعت أسعار الذرة الصفراء من بداية العام الحالى %45 لتسجل 561 دولار/ بوشل، وزاد فود الصويا زاد حوالى %45 إلى 1367 دولاراً للبوشل.
تايكون: صعود التكلفة عبء يبحث عن حلول
وقالت دعاء زيدان رئيس قسم التحليل الفنى فى شركة تايكون لتداول الأوراق المالية إن ارتفاع التكاليف، يضغط على الشركات بقوة، ما يؤدى إلى تكبدها خسائر، فيما تحاول بعض الشركات إضافة أنشطة جديدة للخروج من هذه الخسائر.
وقامت شركة المصرية للدواجن مؤخرا بإضافة نشاط الاستثمار العقارى فى مناطق المجتمعات العمرانية الجديدة لأنشطتها، إلا أنها لم تتخذ أى خطوات فى هذا الشأن بعد.
لكن زيدان لفتت فى الوقت نفسه إلى وجود اتجاه شرائى من المستثمرين العرب نحو أسهم القطاع.
بايونيرز: الكيانات لديها أصول قوية غير معبر عنها فى النتائج المالية
وقال عامر عبدالقادر رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، إن الشركات تتمتع بأصول قوية، ولكن ذلك لا ينعكس على نتائجها المالية التى تظهر خسائر.