«فاينانشال تايمز»: كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان

الصحيفة: لم تكن هناك دولة فاعلة في البداية

«فاينانشال تايمز»: كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان
أحمد فراج

أحمد فراج

12:09 م, الأربعاء, 20 سبتمبر 23

نشرت صحيفة “فايناشال تايمز” البريطانية تقريرا بعنوان “كارثة الفيضانات في ليبيا من صنع الإنسان جزئيا”.

وقالت الصحيفة عندما هبت العاصفة دانيال عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه المنطقة الساحلية الشرقية لليبيا، كان لدى المسئولين المحليين إنذار كاف باقتراب العاصفة من سواحلهم. وكانت العاصفة قبل أيام تسببت في فيضانات في اليونان وتركيا وبلغاريا أودت بحياة أكثر من عشرة أشخاص.

وبحسب الصحيفة ، لم يكن أحد مستعدا لحجم الكارثة التي كانت على وشك الوقوع. ومع هطول الأمطار الغزيرة والرياح القوية على المنطقة، انهار سدان على التلال فوق درنة، مما أدى إلى سيل من المياه اجتاح قلب المدينة.

وأشارت “فاينانشال تايمز” إلى أن “العدد الدقيق للضحايا ليس معلوما إلى الآن ولكن تم إصدار شهادات وفاة لنحو أربعة آلاف شخص”.

مثل هذه الكارثة قد تشكل تحديات لأي دولة

وترى الصحيفة إن مثل هذه الكارثة قد تشكل تحديات لأي دولة، لكن في ليبيا لم تكن هناك دولة فاعلة في البداية، وبدلاً من ذلك، هناك فصائل سياسية متنافسة، مشهورة بالفساد وتدعمها الميليشيات، قسمت البلاد على مدى العقد الماضي بين الشرق والغرب”.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الفصائل المتناحرة عليها الآن أن تتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية عن المأساة التي حلت بالليبيين.

وتقول “فاينانشال تايمز” إن الضرر الكبير الذي حل بالمدينة نجم عن انهيار السدين القديمين اللذين كانا على ما يبدو في حالة سيئة، ولطالما حذر الخبراء من المخاطر التي تشكلها إذا لم يتم الاعتناء بها بشكل صحيح. وتضيف أن تقريرا صادرا عن هيئة تدقيق تديرها الدولة حذر قبل عامين من مغبة عدم القيام بأعمال الصيانة للسدين على الرغم من تلقي السلطات أكثر من مليوني دولار لإصلاحها في عامي 2012 و2013. وفي نوفمبر، حذرت دراسة نشرتها مجلة جامعية ليبية من شقوق في السدود و”عواقب وخيمة” في حال انهيارهما.

وتقول الصحيفة إن ليبيا الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تدخل فيها الغرب، تحت لواء حلف شمال الأطلسي، خلال عام 2011.

وتضيف أن الدول الغربية التي شاركت في تدخل حلف شمال الأطلسي لم تبد اهتماما كبيرا بعملية إعادة الإعمار. وترى أن الولايات المتحدة تنظر إلى ليبيا في المقام الأول من خلال منظور مكافحة الإرهاب.