أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر لتبلغ ذروة عشر سنوات مدفوعة بارتفاع أسعار الحبوب والزيوت النباتية، بحسب وكالة “رويترز”.
ورفعت فاو ومقرها روما توقعاتها قليلا لإنتاج الحبوب عالميا في 2021 إلى مستوى قياسي عند 2.8 مليار طن من 2.788 مليار طن في تقديرات الشهر الماضي. لكنها قالت إن هذه التوقعات القياسية تظل أقل من الاستهلاك المتوقع.
مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء يسجل 130 نقطة الشهر الماضي
وسجل مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، الذي يرصد الأسعار العالمية للسلع الغذائية الأكثر تداولا، 130 نقطة في المتوسط الشهر الماضي، وهي القراءة الأعلى منذ سبتمبر 2011، بالمقارنة مع القراءة المعدلة لشهر أغسطس عند 128.5 نقطة.. وكانت قراءة شهر أغسطس السابقة 127.4 نقطة.
وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار 32.8 % في سبتمبر .
وارتفعت أسعار السلع الزراعية بشدة العام الماضي مدفوعة بضعف المحاصيل والطلب القوي من الصين.
أسعار الغذاء عالمياً تصعد بنسبة 33% في أغسطس
وأظهرت بيانات الفاو أن أسعار الغذاء عالمياً ارتفعت بنسبة 33% في أغسطس على أساس سنوي، مع ارتفاع أسعار العديد من السلع مثل الزيوت النباتية والحبوب واللحوم.
وليس من المرجح أن تتحسن المشكلة بسبب الطقس القاسي وارتفاع تكاليف الشحن والأسمدة واختناقات الشحن ونقص العمالة، كما أن تضاؤل احتياطيات العملات الأجنبية يؤدي إلى إعاقة قدرة بعض الدول على استيراد الغذاء.
من أوروبا إلى تركيا والهند، يقدم السياسيون حالياً المزيد من المساعدات، ويوجهون البائعين لخفض الأسعار والتدخل في قواعد التجارة للتخفيف من التأثير على المستهلكين.
والمشكلة أكثر حدة في الأسواق الناشئة، حيث تمثل تكلفة الغذاء جزءاً أكبر من إنفاق الأسر، وفي الدول المتضررة من الأزمات، ففي لبنان على سبيل المثال، أحكم حزب الله قبضته على البلاد من خلال توزيع المواد الغذائية، لكن حتى الولايات المتحدة تتخذ إجراءات لمعالجة القدرة على تحمل التكاليف والتي أصبحت أكثر إلحاحاً أثناء جائحة فيروس كورونا.
خبير: يمكن للحكومات أن تتدخل وتلتزم بدعم خفض أسعار المستهلكين لفترة من الوقت
وقال كولين هندريكس، الزميل البارز غير المقيم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: «يمكن للحكومات أن تتدخل وتلتزم بدعم خفض أسعار المستهلكين لفترة من الوقت، لكنها لا تستطيع فعل ذلك إلى أجل غير مسمى».
وتزايد السخط مرة أخرى، حيث تحولت الاضطرابات في جنوب أفريقيا، التي فجرها اعتقال الرئيس السابق جاكوب زوما في يوليو، إلى الطعام، حيث نهب الناس محال البقالة والمطاعم، وأدى نقص مواد الغذاء في كوبا إلى اندلاع أكبر احتجاجات منذ عقود.
ووفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بعد تعديلها وفقاً للتضخم والمحدد على أساس سنوي، أصبحت التكاليف أعلى بالفعل حالياً مما كانت عليه في أي وقت تقريباً خلال 60 عاماً الماضية.
وقال أليستر سميث، الزميل الأول في مجال التنمية المستدامة العالمية بجامعة وارويك في بريطانيا، «الغذاء أغلى اليوم مما كان عليه مقارنة بالغالبية العظمى من التاريخ المسجل الحديث».