قالت بحوث شركة “فاروس القابضة”، إن منتجي الأسمدة النيتروجينية عانوا بشكل واضح في العام المالي 2020 مثل باقي الشركات العاملة في مجال الكيماويات الزراعية بعد حالة من تقلبات الأسعار في السوق للتكيف مع وضعية تفشي وباء عالمي.
وأوضحت أن أسعار اليوريا سجلت أدنى مستوياتها بعدما بلغ سعر الطن 200 دولار في معظم أوقات العام قبل أن تعود إلى مستوياتها الطبيعية عند 245 دولار للطن.
فيما أشارت إلي عدة عوامل قد تُدعم الأسعار حاليًا موضحةً أن معظم مؤشرات الأسعار تقترب من مستويات جيدة عند 300 – 350 دولار.
وأشارت “فاروس” في تقرير بحثي لها حصلت “المال” على نسخة منهُ، إلى أن الداعم الأول يتمثل ارتفاع أسعار الحبوب لضعف النشاط الزراعي في الولايات المتحدة وبعض المناطق في أوروبا لتجدد مخاوف تأزم الأوضاع في السوق، فضلا عن زيادة حركة استيراد القمح من السوق الصيني بعدما حجزت كميات استثنائية من دولتي الولايات المتحدة وفرنسا.
وثانيًا ارتفاع الطلب على اليوريا في الولايات المتحدة ودول أوروبا وتركيا لأن المزارعين حريصون على تحقيق أكبر نفع من الارتفاع الكبير في أسعار الحبوب.
فيما تمثل العامل الثالث في انخفاض مستويات المخزون وركود حركة الشراء في عدة أسواق وفقًا لأحدث الأبحاث في السوق، نظرًا لعدد من العوامل الأخرى التي مكنت المنتجين من الحفاظ على الأسعار عند مستويات مرتفعة بالتزامن مع حركات البيع.
وجاء العامل الرابع في ارتفاع أسعار الطاقة، بما في ذلك الزيادة الأخيرة في أسعار الفحم، نتيجة زيادة معدل الطلب في أسيا لتعافي هذه المناطق من تداعيات كورونا وموجات الطقس البارد.
وأشارت “فاروس” أنهُ من الطبيعي ذكر أسعار الفحم في هذا السياق لأن معظم مصانع اليوريا في الصين تستخدمه كواحد من مصادر الطاقة الضرورية في عملية الإنتاج.
ولفتت أن هذا الأمر أكسب دولة الصين صفة الترمومتر المحدد للأسعار وفقًا لتكلفة الإنتاج المعلنة، وتستحوذ الصين على 35% من إجمالي الطاقة الإنتاجية لليوريا عالميًا.
وأضافت “فاروس” أن حركة صادرات اليوريا من الصين تباطأت لنقص بعض الموارد الطبيعية التي دفعت إلى توجيه استخدامها في أغراض التدفئة المنزلية بدلا من توريدها لمصانع اليوريا.
من ناحية آخرى قالت إن القارة الأوروبية شهدت زيادة في أسعار الغاز الطبيعي لارتفاع معدلات الطلب من الأنشطة الصناعية وانتهاء موجات الطقس البارد، موضحةً أن كافة تلك العوامل وتحديدًا أسعار الطاقة دفعت المنتجين إلى رفع أسعار بيع اليوريا في محاولة للحفاظ على مستويات هوامش مقبولة لهم.
وأشارت أن شركات الأسمدة النيتروجينية في مصر (أبو قير للأسمدة، وموبكو) قدمت أداءً متماسكًا في العام المالي 2019-2020 والعام المالي 2020-2021 على الرغم من تداعيات كورونا السلبية على أسعار اليوريا وحركة التجارة العالمية.