غينيا تبحث صفقات تجارية مع مصر والاستفادة من تجربة إنشاء عاصمة إدارية جديدة

كما تم استعراض سُبل تعزيز التعاون في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك

غينيا تبحث صفقات تجارية مع مصر والاستفادة من تجربة إنشاء عاصمة إدارية جديدة
صفية حمدي

صفية حمدي

5:16 م, الثلاثاء, 11 يونيو 24

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وتيدورو أوبيانج، نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية، جلسة مباحثات مُوسّعة تم خلالها استعراض سُبل تعزيز التعاون في مجموعة من الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وحضر المباحثات من الجانب المصري الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، ومحمود توفيق، وزير الداخلية، والدكتور عاصم الجزّار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وأحمد كجوك، نائب وزير المالية للسياسات المالية، والسفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، ومسئولي الجهات المعنية.

فيما حضر المباحثات من جانب غينيا الاستوائية سيميون أويونو، وزير الخارجية والعلاقات الدولية والشتات، ونيكولاس أوباما، وزير الدولة للأمن القومي، وميتوها أوندو، وزير الصحة والرفاهية الاجتماعية، وخوسيه خوان ميكينا، وزير الزراعة والإنتاج الحيواني والتنمية الريفية، وعدد من مسئولي وزارتي الدفاع والمالية في جمهورية غينيا الاستوائية.

في مستهل المباحثات، تقدّم رئيس الوزراء بالتهنئة لتيدورو أوبيانج بمناسبة إعادة تعيينه نائبًا لرئيس جمهورية غينيا الاستوائية.

وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره لإعلان غينيا الاستوائية عن تبرع بقيمة ٥٠٠ ألف يورو لأهالي قطاع غزة عبر الهلال الأحمر المصري؛ للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها سكان القطاع.

وأكد استعداد الدولة المصرية لدعم مجالات التعاون الاقتصادية والأمنية مع جمهورية غينيا الاستوائية، عبر إيفاد خبراء مصريين إلى مالابو لدعم تطوير منظومة الأمن الداخلي.

وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين مصر وغينيا الاستوائية واستعداده لدعم توقيع صفقات تجارية لتوريد المنتجات الغذائية بأنواعها المختلفة، بما يُساهم في زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

كما أعرب عن رغبته في أن تقوم حكومة غينيا الاستوائية بإسناد المزيد من مشروعات البنية التحتية إلى شركة المقاولون العرب في مالابو، خاصة مشروعات محطات المياه، ومحطات الصرف الصحي والطرق عبر تقديم التسهيلات اللازمة لعمل الشركات المصرية الخاصة في غينيا الاستوائية، مؤكدًا في سياق متصل دعم مصر لاستكمال مشروع مصفاة البترول في العاصمة مالابو التي يتم إنشاؤها من خلال تعاون حكومة غينيا الاستوائية مع كل من شركة “بيتروجيت” و”المقاولون العرب”.

وأكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة المصرية للتعاون مع غينيا الاستوائية في تنفيذ المقترح الخاص بإنشاء أكاديمية للدبلوماسية في مالابو بدعم من الخبرات الدبلوماسية المصرية، وتسيير خط طيران بين القاهرة ومالابو، وأيضا، استعداد الحكومة لدراسة تأجير وزراعة أراض في غينيا الاستوائية من قبل الشركات المصرية لزراعة المحاصيل ذات الأولوية، فضلًا عن تعاون الجانب المصري في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الاستوائية.

ورحّب الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون المشترك لإنشاء مصنع للدواء في غينيا الاستوائية، لتغطية احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى دول الجوار، مُعربًا عن استعداد الحكومة كذلك لإبرام صفقات تجارية بمجال الدواء مع غينيا الاستوائية، والتعاون في مجال الرعاية الصحية من خلال توفير المستلزمات الطبية بأسعار مناسبة للمستشفيات الحكومية في البلد الأفريقي الشقيق.

وأعرب رئيس الوزراء عن ترحيب مصر باستقبال أي من مواطني غينيا الاستوائية لتلقى العلاج الطبي بالمستشفيات المصرية بأسعار تنافسية مقارنة بنظيراتها العالمية.

وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالمشروع الذي تتبناه غينيا الاستوائية الخاص بإنشاء عاصمة إدارية جديدة، مُعربًا عن أن الحكومة المصرية مستعدة لتبادل الخبرات اللازمة حول المشروع، كما أن الشركات المصرية على أتم الاستعداد لتحقيق هذا الحلم لشعب غينيا الاستوائية الشقيق.

وبدوره، تقدّم تيدورو أوبيانج، نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، بالشكر لرئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال له وللوفد المرافق، مؤكدًا عمق العلاقات الوطيدة التي تربط بين القاهرة ومالابو، قائلًا: “مصر بلد شقيق ونموذج محوري للتضامن والتعاون الأفريقي”.

وفي سياق متصل، أعرب “أوبيانج” عن تقديره الشديد للدور المهم والمحوري الذي تلعبه مصر لدعم الاتحاد الأفريقي؛ بما يساهم في إحلال السلام والرخاء في القارة السمراء.

وتوجّه بالشكر للدولة المصرية لمجهوداتها لحفظ الأمن وحرصها على إحلال السلام في القارة الأفريقية وفي منطقة الشرق الأوسط.

وأكد “أوبيانج” رفض بلاده لما يحدث للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما يحدث من أعمال قصف وقتل بحق المدنيين العُزل في القطاع، مؤكدًا أن غينيا الاستوائية تُدين هذه الممارسات بشدة، ودعا كل دول العالم لمواصلة دعمها للشعب الفلسطيني وحقه في أن يكون له دولة مستقلة.

وأشاد نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية بما رآه في العاصمة الإدارية الجديدة من إنجازات مهمة تحققت خلال فترة قصيرة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز “يمنحهم مزيدا من الطاقة والأمل والإرادة لأن يحذو حذو هذه التجربة وأن يكون لديهم نماذج مثيلة”.

وفي هذا السياق، طلب “أوبيانج” تعاون الحكومة المصرية في إنشاء مكتب مشترك لمساعدة بلاده في إعداد التصميمات والاستشارات الهندسية اللازمة الخاصة بإنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في غينيا الاستوائية، قائلًا: نرغب في بناء عاصمتنا الجديدة على غرار العاصمة الإدارية بمصر، ونتطلع لدعم مصر في ذلك، كما نتطلع لافتتاح مقر سفارة جديدة هنا في العاصمة الإدارية الجديدة”.

وتوجّه بالشكر للمجهودات غير المسبوقة التي تبذلها الشركات المصرية في غينيا الاستوائية وعلى رأسها شركة المقاولون العرب التي تنفذ عددًا من مشروعات البنية التحتية في بلاده داعيًا الشركات المصرية إلى الاستثمار في غينيا الاستوائية وعقد شراكات مع نظيراتها في بلاده.

وطلب دعم مصر في مجال تصنيع الدواء لما لمصر من تجارب ريادية في هذا المجال، كما طلب الاستفادة بالتجارب المصرية للقضاء على الأمراض والأوبئة مثل تجربة القضاء على فيروس سي.

وأشاد “أوبيانج” بمذكرات التفاهم والاتفاقات التي تم توقيعها اليوم بين الجانبين بما في ذلك توقيع اتفاق بشأن الإعفاء المُتبادل من شرط الحصول على التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة، وتوقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى توسيع روابط التعاون الأكاديمي بين مصر وجمهورية غينيا الاستوائية، لاسيما بمجال تدريب وإعداد الدبلوماسيين، فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهُم في مجال التعاون الأمني والتبادُل المنتظم للخبرات، بين وزارة الداخلية المصرية، ووزارة الأمن القومي بغينيا الاستوائية.

كما أعرب عن تطلعه لدعم مصر في تنمية وتطوير قطاع السياحة في غينيا الاستوائية لما لمصر من خبرات كبيرة بهذا المجال.

وطلب قيام الجامعات المصرية بتقديم المزيد من المنح في التخصصات المختلفة للطلاب من جمهورية غينيا الاستوائية.

وقدّم “أوبيانج” دعوة رسمية للدكتور مصطفى مدبولي لزيارة غينيا الاستوائية، وهو ما رحّب به رئيس الوزراء وأكد تطلعه للقيام بهذه الزيارة بما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والانتقال بها لآفاق أرحب.

وخلال الاجتماع، أشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى أنه التقى وزير الصحة في غينيا الاستوائية، وتم التوافق خلال اللقاء على إيفاد قوافل علاجية من مصر إلى غينيا الاستوائية في العديد من التخصصات، كما تم الاتفاق على توفير أطباء متخصصين للسفر إلى غينيا الاستوائية بشكل دوري لتقديم الخدمات العلاجية أو لأغراض التدريب وبناء القدرات، وتم كذلك الاتفاق على استقبال وفود من الأطباء من غينيا الاستوائية كي يتلقوا أحدث البرامج التدريبية في المنشآت الصحية المصرية.

وفيما يتعلق بالتعاون مع غينيا الاستوائية في مجال الأدوية، أشار “عبدالغفار” إلى أن وزارة الصحة مستعدة لاستقبال قائمة الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة وتوريدها إلى غينيا الإستوائية في مدة زمنية قصيرة.

وبدوره، قال وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إنه رافق أمس نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية والوفد المرافق له في جولة بمدينة العلمين الجديدة، حيث أبدى “أوبيانج” رغبته في الاستفادة من التجربة المصرية بمجال التنمية والتطوير العمراني ومد المرافق الخاصة، مضيفًا: “من جانبنا أبدينا استعدادًا للتعاون مع غينيا الاستوائية في هذه المجالات”.

وفيما يتعلق بالمكتب الاستشاري الهندسي المشترك الذي طلب نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية إنشاءه بالتعاون مع مصر، أكد “الجزّار” استعداد وزارة الإسكان ومعها شركات المقاولات والخبراء الاستشاريين للمساهمة في تقديم جميع صور الدعم الممكنة لذلك المشروع.

وفي غضون ذلك، قال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن مقابلته مع نظيره من غينيا الاستوائية شهدت مناقشات مهمة لتعزيز التعاون بمجال الإنتاج الزراعي والحيواني والثروة الداجنة، فضلًا عن تطرقها لمناقشة إمكان تقديم تدريب لرفع كفاءات وقدرات الكوادر من غينيا الاستوائية في مراكز البحوث الزراعية في مصر، أو إيفاد بعثات تدريبية من مصر إلى مالابو.

وأشار إلى أنه تم التوافق على تشكيل لجنة تُعقد بشكل افتراضي لتحديد أولويات ملفات التعاون المشتركة في المرحلة المقبلة.

وفي ختام الاجتماع، جدد رئيس الوزراء دعمه الكامل لمختلف المشروعات التي ترغب غينيا الاستوائية في تنفيذها مع مصر سواء بمجال الرعاية الصحية أو الأدوية أو إنشاء مكتب استشاري هندسي مشترك، مؤكدًا ترحيبه برغبة مالابو بإنشاء سفارة لها في العاصمة الإدارية الجديدة، ومعربًا عن أنه سيبحث هذا الأمر في أقرب وقت مع الجهات المعنية.