انطلقت الدورة الـ 74 لمهرجان كان السينمائي الدولي مؤخرا ، التي تتميز بحضور عربي ملفت سواء على مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، أو على مستوى لجان التحكيم، ففي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، يتواجد الممثل الجزائري الأصل، طاهر رحيم، الذي شارك لأول مرة في هذا المهرجان بفيلمه “النبي” للمخرج جاك أوديار، عام 2009، وحصل على إعجاب النقاد حينها، ثم عاد في الدورة التالية ليفوز بجائزة سيزار لأفضل ممثل واعد.
كذلك ينضم للجنة تحكيم مسابقتي الأفلام القصيرة ومسابقة “سيني فونداسيون” كل من المخرجة التونسية، كوثر بن هنية، التي ترشح فيلمها “الرجل الذي باع جلده” لجائزة الأوسكار هذا العام، حيث نافس في فئة الأفلام الروائية الدولية، والمخرج المصري، سامح علاء، الذي فاز العام الماضي بالجائزة الأولى والسعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير في دورة العام الماضي للمهرجان عن فيلمه “أخشى أن أنسى وجهك”.
تتصدر المشاركة العربية في المهرجان هذا العام السينما المغربية بفيلم “إيقاعات كازابلانكا” للمخرج، نبيل عيوش، وتعد أول مشاركة مغربية للتنافس على السعفة الذهبية، وتدور أحداث الفيلم حول مغني راب شاب يدرّب شباب الحي على غناء موسيقى الهيب هوب، ويحاول مساعدتهم في التعبير عن أنفسهم من خلال هذا الفن، والتحرر من التقاليد والأعراف المحافظة.
لكن يغيب الفيلم المصري عن مهرجان كان السينمائي هذا العام ويحلل ذلك النقاد في هذا التقرير :
ماجدة خير الله : ليس ضروريا مشاركة فيلم مصري كل عام في كان السينمائي
وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ”المال”، إن غياب الفيلم المصري عن مهرجان كان السينمائي هذا العام يرجع ، لأن السينما المصرية والعربية تعاني من أزمة حقيقية بسبب سوء الموضوعات المقدمة فيها وبالطبع لن نستطيع تقديم فيلم سينمائي تجاري مثلما نقدم طيلة الوقت في السينما المصرية في مهرجان مثل كان.
ولفتت إلى أنه ليس ضروريا أن يشارك فيلم مصري في مهرجان سينمائي عالمي مثل كان كل عام ، ففي العام الماضي فاز فيلم مصري “16” بالسعفة الذهبية بمهرجان كان ، وقبله حصل فيلم سعاد على جائزة في المهرجان أيضا.
وأوضحت ماجدة خير الله، أنه مجرد مطالبتنا بضرورة مشاركة فيلم مصري في مهرجان كان كل عام ، هو من الخيال ولا يمكن تصديقه خاصة في ظل ظروف السينما المصرية الحالية ، بالإضافة لسوء ما يقدم سينمائيا أغلب الأوقات في السينما من حيث نوعية الأفلام والموضوعات.
فايزة هنداوي : الأفلام الطويلة مستواها لا يؤهلها للمشاركة في مهرجانات عالمية مثل كان
وعلقت الناقدة فايزة هنداوي فقالت : إن مستوى الأفلام السينمائية المصرية الطويلة لا يمكن أن تشارك في مهرجان عالمي مثل كان أبدا ، مؤكدة أنها شاركت في لجنة جائزة الأوسكار وكان من الصعب وجود فيلم مصري مشارك فيها بسبب سوء مستوى الأفلام المقدمة والمشاركة.
وقالت أيضا إن الأفلام الروائية القصيرة تشارك في مهرجان كان ومهرجانات عالمية أخرى وتحصل على جوائز أيضا ، أما الأفلام الطويلة فلا يوجد فيلم سينمائي واحد منها حتى الآن جودته يمكن أن تؤهله للمشاركة في مهرجان عالمي مثل كان.
ونوهت أنه ليس معنى تحقيق أفلام سينمائية طويلة إيرادات مرتفعة في دور العرض ، أنها أفلام سينمائية تتواجد بها العناصر الفنية المطلوبة للمشاركة في مهرجانات عالمية سواء كان أو غيرها ، وذلك ليس عيبا فيها لأن صناعها يقدموها بشكل لا يناسب المهرجانات وإنما الهدف منها تحقيق نجاح تجاري ومادي وجماهيري فقط.