رغم مطالبات المطورين العقاريين وزارة الإسكان بمد المشروع القومى للإسكان بالمرافق، وفى المقابل وعود الوزارة إنجازها دون جدوى يستمر المشروع الذى شارف على الانتهاء دون طرق ومياه وصرف صحى أو كهرباء، مما دفع العملاء الحاجزين بالمشروع للإحجام عن السكن لتكشف أرض الواقع عمارات كاملة التشطيب تسكنها الاشباح .
وكشفت جولة ميدانية لـ «المال » لعدة مشروعات منتهية التنفيذ عن خلو المشروع من السكان إلا فى نطاق ضيق على الرغم من انتهاء جميع الأعمال الإنشائية بما فيها التشطيبات الخارجية للعمارات بالكامل فضلا عن أعمال اللاند سكيب وانتهاء التشطيبات الداخلية للعديد من الوحدات دون سكن، وذلك لغياب المرافق الرئيسية التى تشجع أى عميل على الإقامة بالمشروع .
ومن جانبه قال المهندس شحاتة محمد شحاتة، رئيس مجلس إدارة شركة المدينة المنورة للاستثمار العقارى ان وزارة الإسكان عجزت خلال 7 سنوات عن الوفاء بالتزاماتها فى مد المشروع القومى للإسكان بالمرافق حيث إنه منذ اطلاقه عام 2005 وحتى الآن لم يتم توصيل المرافق الرئيسية من طرق وصرف صحى ومياه وكهرباء فى الوقت الذى تشن فيه الوزارة حرباً على المستثمرين وترفض تسليمهم الاجزاء المتبقية من الأراضى بحجة انتهاء البرنامج الزمنى للمشروع، متسائلا عن برنامج الوزارة الزمنى للمرافق؟
واشار شحاتة إلى أن الشركات العقارية العاملة بالمشروع مهددة بفقدان ثقة عملائها، حيث إنه رغم انتهاء العديد من الشركات من تسويق مشروعاتها بالكامل لكن غياب المرافق حال دون استفادة العملاء من وحداتهم .
وقال شحاتة إن شركته انتهت من تسويق نحو %97 من وحدات المشروع البالغ عددها 600 وحدة، كما انتهت من تنفيذ جميع الأعمال الانشائية والتشطيبات الخارجية للعمارات وكذلك المرافق الداخلية بالمشروع إلا أن الحاجزين للوحدات لم يسكنوا فيها بسبب غياب المرافق الرئيسية حيث إن نسبة الإشغال حاليا %0.
وأضاف شحاتة أن مطالبات المطورين العقاريين لوزارة الإسكان بمد المرافق الرئيسية للمشروع آلت إلى أدراج المسؤلين دون اتخاذ أى إجراء على ارض الواقع .
ولفت شحاتة إلى ان الشركة تقوم بتوصيل المياه للعملاء الراغبين فى تشطيب وحداتهم الداخلية من خلال فناطيس مياه يتم شراءها على نفقة الشركة لمحاولة الحفاظ على سمعتها امام عملائها الذين تعاقدوا على شراء وحدات كاملة المرافق .
وعلى صعيد متصل أضاف أحمد ماهر مسئول خدمة العملاء بشركة بيتا ايجيبت للتنمية العمرانية أن نسبة الاشغالات بالمشروع لم تتجاوز %10 على الرغم من الانتهاء من تسويق كامل الوحدات حيث باعت الشركة 1000 وحدة اجمالى عدد وحدات المشروع بالكامل فى حين لم يسكن بالكومبوند سوى 10 عملاء ضمن 120 وحدة انتهى أصحابها من تشطيبها بالكامل .
وأرجع ماهر انخفاض نسبة الاشغال بالمشروع إلى غياب المرافق الرئيسية من مياه وصرف صحى وكهرباء، فضلا عن تخوف العديد من العملاء من السكن بالمشروع نظرا لعدم استواء الطرق الرئيسية المؤدية اليه بالاضافة إلى عدم وجود انارة على طول طريق مصر الفيوم الصحراوى مما يعوق العملاء فى الوصول إليه خاصة فى ظل الظروف الراهنة التى تشهدها البلاد والتى يتجسد أهمها فى الانفلات الامنى .
وأشار ماهر إلى شكاوى العديد من العملاء لعدم القدرة على استكمال تشطيب الوحدات لعدم وجود المياه، حيث توصل الشركة المياه للعملاء الحاليين من خلال الخزانات التى تستمد المياه من خلال محطة الشيخ زايد الأمر الذى يصعب معه التشطيب، حيث تصل سعة الخزان إلى 3 آلاف لتر مكعب .
ونوه مسؤل خدمة العملاء بشركة بيتا ايجيبت للتنمية العمرانية بمخاطبة الشركة لجهاز مدينة 6 أكتوبر مرارا عديدة لاستكمال المرافق الرئيسة بالمشروع، خاصة شبكات المياه والصرف الصحى وانارة الطريق الرئيسى إلا أن الجهاز لا يأخذ اجراءات فعلية على ارض الواقع ويكتفى بالوعود .
ولفت ماهر إلى أن شبكات المياه بمنطقة حدائق أكتوبر موجودة بالفعل إلى ان جهاز المدينة يرفض التوقيع على قرار الاستكمال للشركة المنفذة دون اسباب واضحة، كما توجد خطوط الصرف الصحى والشبكات لكن دون ربط، فضلا عن عدم تخطيط وزارة الإسكان لموقع المحطة الرئيسية للصرف مما دفع الشركة لعمل بيارات صرف يتم تطهيرها على فترات .
وقال ماهر إن الشركة تتحمل نفقات تطهير بيارات الصرف الصحى وتوصيل المياء للخزانات، حيث ان العقود المبرمة مع العملاء تشير لبيع الوحدات كاملة المرافق، وبالتالى يجب على الشركة احترام تعاقداتها كما تتحمل الشركة تكلفة شراء المياه لرى اللاند سكيب .
وفى سياق مواز أشار ماهر إلى ارتفاع نسبة تعثر العملاء عن سداد الأقساط، خاصة ان معظم حاجزى المشروع القومى للإسكان من فئة الشباب أو حديثى الزواج وتعاقدوا على الوحدات للحاجة الفعلية للسكن، كما ان غياب المرافق يجعلهم يلجأون لتأجير وحدات بمناطق اخرى لحين اكتمال المرافق مما يعوقهم عن الالتزام بسداد أقساط الوحدة ودفع قيمة إيجارية لوحدة اخرى .
والتقت «المال » بأحد ساكنى المشروع ويدعى رمضان عبدالحميد الذى أكد معاناته لاستكمال التشطيبات الداخلية للوحدة فى ظل انقطاع التيار الكهربائى بشكل دورى فضلا عن عن قلة المياه التى تصل للوحدة من خلال الخزانات .
وأشار رمضان إلى نيته الإقامة بالمشروع خلال الشهرين المقبلين ولكن العائق يكمن فى غياب الانارة بالكامل على الطرق الرئيسية مما يجعل الوصول للمشروع عقب الساعة السادسة مساء على اقصى تقدير مجازفة عالية فضلا عن عدم وجود خدمات لغياب السكان .
تعاقدت شركة بيتا ايجيبت مع وزارة الإسكان على 42 فداناً ضمن المشروع القومى للإسكان على ان يتم تخصيص %50 من المشروع لوحدات 63 متراً والباقى إسكان حر وتبلغ التكلفة الاجمالية للمشروع 300 مليون جنيه منها 90 مليون جنيه للجزء القومى «63» متراً والذى يضم 1000 وحدة سكنية على مساحة 21 فداناً، ويقع المشروع بالامتداد الجنوبى لمدينة السادس من أكتوبر بين طريقى الواحات والفيوم .
وانتهت الشركة من الأعمال الانشائية للجزء القومى بالكامل وبلغت نسبة التسويق %100 ، بينما انتهت من تنفيذ 9 عمارات سكنية بالجزء الحر ضمن 31 عمارة اجمالى المشروع .
من جانبه قال المهندس يحيى عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة شركة إيمكس للمقاولات والاستثمار العقارى، إن المشروع القومى للإسكان الذى طرحته وزارة الإسكان على شركات المقاولات فى عام 2005 من المفترض أن يتم تسليمه للحاجزين خلال العام الحالى، وعلى الرغم من ذلك لم توصل الحكومة المرافق والبنية الأساسية الخاصة بالمشروع ما قلص نسبة الإشغال لتصل إلى %0 فى المشروع الخاص بشركته فى حدائق أكتوبر على الرغم من انه قام بتسويق نسبة 50 % من المشروع .
ولفت إلى ان شركته انتهت من المرحلة الأولى فى المشروع بمدينة السادس من أكتوبر، والذى يتكون من 25 عمارة سكنية تحتوى على 600 وحدة، و ينقسم إلى 4 مراحل تتضمن المراحل الثلاث الاولى إنشاء العمارات السكنية بواقع 8 عمارات لكل مرحلة فيما تشمل المرحلة الرابعة والاخيرة انشاء الخدمات اللازمة للمشروع من مولات تجارية ومستشفيات ومساجد وناد .
وقال عبدالعزيز إن عدم اكتمال البنية التحتية للمشروع والخاصة بشبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء وعدم رصف الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى المشروع نتيجة عدم اكتمال شبكات المرافق تحت الأرض، ساهمت فى عدم استفادة العملاء من وحداتهم .
واستنكر عبدالعزيز تهديد وزارة الإسكان من حين لآخر بسحب الأراضى المخصصة للشركات بالمشروع بحجة انتهاء البرنامج الزمنى دون التزامها باشتراطات التعاقد والتى تشير إلى ان الأراضى المخصصة للمشروع كاملة المرافق .
وأشار عبدالعزيز إلى العديد من العقبات التى أدت إلى تقليص نسبة الإشغال بالمشروع وعلى رأسها عدم حصول شركته على العقد الخاص بالمرحلة الرابعة والأخيرة من المشروع والذى يصدر بموجبه تراخيص بناء الخدمات من مولات ومساجد ومدارس ومستشفيات ونواد .
وقال إن من بين العقبات أيضا عدم اكتمال البنية التحتية للمشروع والخاصة بشبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء والتى أنجز منها 60 % وتحت التجربة لم تعمل، فيما أدى ذلك إلى عدم رصف الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى المشروع نتيجة عدم اكتمال شبكات المرافق تحت الأرض، علاوة على طول الوقت الذى تأخذه الجهات المعنية لإصدار التراخيص الخاصة ببناء المشروع والتى تصل إلى 6 شهور .
وأوضح أن القوات المسلحة أبلغت شركته بأن الارتفاع المسموح به فى الأرض التى حصل عليها من الحكومة لبناء المشروع القومى للإسكان 6 أمتار بواقع أرضى وطابقين فى حين ان رخصة المشروع أرضى و 5 طوابق، وهذا يكبد شركته خسائر كبيرة لأنه تم بناء المراحل الثلاث التى انتهت منها الشركة وتم الحجز فيها أرضى و 5 طوابق حسب الرخصة المصدرة والمعمول بها فى المشروع .
واشار المهندس مجدى عارف، رئيس مجلس إدارة شركة إيرا للتنمية العقارية إحدى الشركات العاملة فى المشروع القومى للإسكان، إلى أن نسبة الإشغال فى المشروع الخاص بشركته من المفترض أن تكون %75 حسب ما تم تسويقه ولكنها لم تصل إلى 5 % لغياب المرافق الأساسية للمشروع والتى لم تنته الحكومة من تنفيذها بعد والمتمثلة فى الصرف الصحى وشبكات الكهرباء والمياه ورصف الطرق التى تؤدى من وإلى أماكن المشروع فى المدن الجديدة .
وأضاف عارف أن شركته تقوم بمد قاطنى المشروع فى الوقت الحالى بالمياه عن طريق الفناطيس لحين انتهاء الحكومة من توصيل المرافق للمشروع، علاوة على عمل أتوبيسات خاصة بشركة لنقل المواطنين من المشروع إلى الأماكن الحيوية لحين رصف الطرق الرئيسية ودخول شبكة مواصلات حكومية وغير حكومية .