باتت قائمة ضيوف اجتماع دافوس السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي أقصر بمئات الأسماء، في ظل غياب عمالقة تمويل كثيرين بطريقة جلية.
لن يحضر رئيسا مجموعة “جولدمان ساكس” و”جيه بي مورجان تشيس أند كو”. ولا لاري فينك من “بلاك روك” ولا ستيف شوارزمان، ملياردير استثمار الأسهم الخاصة.
غياب أسماء كبيرة من قائمة ضيوف اجتماع دافوس
يأتي من بين الغائبين أيضاً المجموعة المعتادة من أقطاب الأعمال الروس الأثرياء حيث تعرض العديد ممن حضروا في عام 2020 لتطبيق العقوبات في الوقت الحالي – والعديد من نظرائهم الصينيين.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبرج، التوقيت والطقس سيئان: فبدلاً من الجليد المتساقط كما كان معتاداً وهواء يناير المنعش، فإن توقعات طقس مدينة دافوس خلال شهر مايو الجاري تشير إلى تساقط الأمطار. (قام المنتدى الاقتصادي العالمي بإدراج مظلات واقية عوضاً عن النعال المعدنية المضادة للانزلاق في حزمة الترحيب المقدمة للوفود المشاركة).
يشكل تواصل الجائحة وتصاعد معدلات التضخم وتراجع أسواق الأسهم والحرب في أوكرانيا، خلفية قاتمة للفعالية التي ستستمر على مدى 5 أيام. يلوح في الأفق موضوع السنة الحالية والذي يمثل طنطنة مشؤومة: “التاريخ يمر بمرحلة تحول”.
قالت ويندي كرافت، رئيسة الموظفين في شركة “فولكروم إيكويتز”، مكتب إدارة استثمارات عائلية يقع مقره في نيويورك: “اعتقد أن الحماس قد غاب.. فالأسواق والحرب والوباء لا يقدمون المساعدة قطعاً”.
ما زال من المتوقع أن يجذب الحدث نحو ألفي شخص، دون احتساب عشرات الأشخاص الآخرين الذين يأتون ولكن لا يحضرون الفعاليات الرسمية. وسيكون من بين الحضور جين فريزر من “سيتي جروب” وبريان موينيهان من “بنك أوف أمريكا”.
عدم حضور العديد من أغنى الأغنياء
وكذلك الأمر أيضاً بالنسبة لما يصل إلى 90 مليارديراً يتعقبهم مؤشر بلومبرج للمليارديرات. ويشمل ذلك رجلا المؤسسات الخيرية بيل جيتس وجورج سوروس، وقطب صناديق التحوط راي داليو، وغاوتام أداني من الهند، الذي ارتفعت ثروته الشخصية خلال السنة الحالية، ما جعل منه سادس أغنى شخص على مستوى العالم.
في المقابل، اجتمع 119 مليارديراً على الأقل في المدينة خلال شهر يناير 2020، مع بدء تفشي وباء فيروس كورونا بالضبط. وكان من بينهم جيمي ديمون، الذي كان يقيم آنذاك في نيويورك من أجل فعالية يوم المستثمر الخاصة بـ”جيه بي مورجان”. وسترسل مجموعة “جولدمان” حفنة من كبار المديرين، لكن ليس من بينهم ديفيد سليمان، رئيسها التنفيذي.
بينما من المقرر أن يحضر نحو 50 رئيس دولة أو حكومة، فإن المستشار الألماني أولاف شولتس هو الزعيم الوحيد المتواجد من بين مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.
بينما خطف الرئيس دونالد ترمب الأضواء في عام 2020، ستترأس الوفد الأمريكي العام الحالي وزيرة التجارة جينا ريموندو. فيما سيكون أكبر مسؤول صيني حاضراً هو زي زينهوا، المبعوث الخاص للتغير المناخي.
وسيلقي رجل اللحظة الراهنة، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كلمة أمام الحشد من مدينة كييف التي دمرتها الحرب في يوم الاثنين.
بمجرد أن يحضر الضيوف سلسلة من اللجان، يمكنهم، كالعادة، صعود 33 درجة سلم حجري إلى فندق “شتايغنبيرغر غراند بيلفيدير” لحضور اجتماعات مغلقة.
عدد حفلات أقل في المساء
سيكون لديهم عدد حفلات أقل في المساء للاختيار من بينها. على سبيل المثال، لن تستضيف “جيه بي مورجان” فعاليتها التقليدية في معرض فني محلي.
رغم ذلك، يجد العديد من الحاضرين خلال العام الحالي شعوراً بسعادة غامرة إزاء عودة الحياة إلى طبيعتها، من اجتماعات ومصافحات واحتساء مشروب “مونستينر” وشراب الشعير المحلي المصنوع في مصنع الجعة على أعلى ارتفاع في أوروبا في “بيانو بار”.
قال تيم جوكي، الرئيس التنفيذي لشركة “برودريدج فاينانشال سوليوشنز”، والتي يقع مقرها الرئيسي في مدينة ليك ساكسس في نيويورك: “إنني متحمس لمقابلة الناس شخصياً.
من جهته، قال ديفيد سبرينغ، مؤسس شركة “رانواي جروث كابيتال” ، لإقراض الديون المخاطرة، إنه اختار التخلي عن تصريح الدخول الخاص به إلى الاجتماع نفسه خلال العام الحالي وإنه يعتزم الذهاب فقط إلى الفعاليات المقامة خارج الموقع، بما فيها بعض الفعاليات التي ساعد في تنظيمها.
قال سبرينغ: “اتضح لي أنه في استطاعتي تحقيق أهدافي الجديدة بدون الحصول على شارة بيضاء”.
ربما يكون الاختلاف الأكبر على الإطلاق هو حالة الطقس.
كما سخر أحد المديرين التنفيذيين في وول ستريت قائلاً لأحد المشاركين: دافوس لم يعد دافوس بدون الجليد.