ساحة انتظار ضخمة وسط القاهرة ومطلة على النيل الخالد، كانت بمثابة الأم الرحيمة بأبنائها، فراقت الحياة يوم الاثنين، عقب نحو 30 عاما من فتح أبوابها لاستقبال سيارات أبناء أعرق مباني الإذاعة والتلفزيون بمصر، وهو ماسبيرو .
و بدء من أول يونيو تم إغلاق الجراج استعدادا لهدمه لتنضم أرضه لمسطح مشروع مثلث ماسبيرو العملاق الذي يبنى حول مبنى الإذاعة والتلفزيون العريق.
وجاء إغلاق جراج ماسبيرو ليشكل عبئا نفسيا وماديا لكثير من العاملين بالإذاعة والتلفزيون فى مبنى ماسبيرو، وفق ما تحدثت معهم “المال”، إذ أنه يتعلق في أذهانهم بالكثير من الذكريات فى مكان عملهم الذين قضوا فيه سنوات ، كما يشكل هذا القرار أيضاً عبئا ماديا كبيرا بالنسبة للعاملين فى ماسبيرو.
وتحدث البعض عن أن تكلفة جراج ماسبيرو في اليوم الواحد، كانت فى حدود 5 جنيهات مقارنة بالجراجات الأخرى في المنطقة، والتى تبدأ من 30 جينها حتى 80 جنيها ، وهو عبء مادي إضافي كبير فى ظل زيادة الاسعار، فضلا عن أبناء ماسبيرو سيتحملون عبء إهدار وقتهم في الانتقال من والى الجراجات المحيطة بماسبيرو ، وخاصة العاملات فى ماسبيرو منهم المذيعات اللواتي يعانين حاليا من السير إلى ماسبيرو فى منطفة بها أعمال حفر و بناء .
المرجاوى : فى أول يوم بعد هدم جراج ماسبيرو العاملين عانوا بشدة
وعن الموقف في أول يوم بعد غلق جراج ماسبيرو ، أكد إيهاب المرجاوى، مخرج بالنيل للاخبار، إن العاملين فى ماسبيرو عانوا بشدة من هذا القرار ويشعرون بعدم الرضا عنه.
وقال المرجاوي إن العاملين بماسبيرو حاولوا البحث عن أماكن لركن سياراتهم فى أماكن بعيدة عن ماسبيرو مثل منطقة عبد المنعم رياض ، والذهاب إلى المبنى سيرا، مما جعل العديد منهم يتأخرون على أوقات النشرات والبرامج.
وأشار إلى الزيادة الكبيرة في تكلفة الجراجات الاخرى مقارنة بجراج ماسبيرو التى كانت لاتتعدى 5 جنيه ، بينما تصل تكلفة الركن حاليا مابين 70 و 80 جنيها ، مما يشكل عبئا ماديا جديدا كبيرا عليهم .
وأوضح المرجاوى أن ماسبيرو سيهد الجراج على حسابه الخاص بالرغم من أن الشركة التابعة لوزارة الإسكان هى التى ستستفيد من الجراج موضحا أن تكلفة هدم المبنى تتراوح ما بين مليون أو 2 مليون جنيه .
ولفت المرجاوى إلى أن الهيئة الوطنية للإعلام كانت وعدها بأن تحصل على جراج تحت الأرض خلال عامين .
ولفت المرجاوى إلى أن الدكتورة درية شرف الدين رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب كانت وعدت أن تحل مشكلة غلق الجراج مع وزارة الإسكان لكنها لم تصل إلى شئ بعد.
حسام محرز: الجراجات المجاورة لماسبيرو تكلفتها ستشكل عبئا جديدا فى ميزانية العاملين لا تقل عن 30 و40 جنيها فى اليوم
و من جانبه ، أوضح حسام محرز ، مذيع بقناة نايل سبورت، أن قرار غلق الجراج كان سيطبق منذ 6 شهور ، مؤكدا أنه لا توجد أى بدائل لقرار إغلاقه.
وأكد محرز أن العاملين سيعانون من هذا القرار؛ لأن الأماكن المتواجدة بجانب ماسبيرو هى منطقة عبد المنعم رياض وهى أيضا ممتلئة ، فذلك سيشكل صعوبة على العاملين فى برامج الهواء وتوقيتاتهم فى الذهاب للعمل نظراً لبعد المكان .
كما أتفق محرز مع المرجاوي على أن تكلفة الجراجات الأخرى لاتقل عن 30 و 40 جنيها وهذا سيكون عبئا جديدا على ميزانية العاملين فى ماسبيرو ، إذا ما قارنا هذه التكلفة بتكلفة الجراج الذي سيتم هدمه، و التي لم تكن تزيد عن 5 جنيهات .
هبه ماهر :نرجو إعادة النظر في قرار هدمه
بدورها، قالت هبه ماهر ، إحدى العاملات بماسبيرو ، على صفحة ماسبيرو الأصل بفيسبوك: “لن تتحدث بمنطق العاطفة و الذكريات فقط و لكن سؤال للسادة المسئولين : هل تعرف معنى القلق علي مكان عملك ، القلق علي قوت يومك ، القلق علي مستقبلك؟”
وأضافت: “نرجو إعادة النظر في قرار هدمه بل واعادة الحياة للمبنى من جديد فهو بيت الريادة الاعلامية و بيت المهنية
بدوره، قال حسن توفيق ، أحد العاملين فى ماسبيرو : “اليوم تنفيذ حكم الاعدام، أشهد أن لا اله الا الله وأن سيدنا محمد رسول الله لى طلب وحيد قبل تنفيذ الحكم لاتنفذوا قبل أن أصل من الإسكندرية لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة”.
وأضاف: “فى المكان الذى آوانا كثيرا من حر القاهرة الحارق وكان راحة و سكينة عندما كنا ننام فى سياراتنا انتظارا لموعد أورداراتنا أو عندما نرجع من أوردارات سفر فى الساعات الأولى من الفجر أو حتى عندما نختبر قدره سياراتنا أثناء صعوده الحلزونى الجميل، وكنا نأتمنه على أولادنا وأشيائنا القيمة داخل سياراتنا بدون اغلاق، اليوم سيكون هدمه وإغلاق للإبد”.
وتابع بلغة حزينة: “أرجوكم لى طلبا أخيرا قبل أن تطلقوا رصاصة اللارحمة، أهدموه بلاقسوة، وأعطوه مخدر ،أو أعدموه بحقنة حتى لا يشعر بغدر من احتضنهم بين أدواره وأتمنوه على ممتلكاتهم ، ثم تخلى عنه الجميع وكان يظن يوما ما أن المسؤلين الكبار الذين احتموا به سيحمونه وكانت هديه عيد ميلاده إعدامه، آسفين يا حته من قلوبنا، وداعا جراج ماسبيرو الأصل.
يذكر أنه في 1991، كان افتتاح العمل بهذا الجراج عام 1991 تزامنا مع عيد الإعلامين.
تقع في نطاق حي بولاق أبوالعلا بمحافظة القاهرة، ويحدها كورنيش النيل من الجهة الغربية، وشارع 26 يوليو من الجهة الشمالية، وشارع الجلاء من الجهة الشرقية، وميدان عبد المنعم رياض من الجهة الجنوبية، ويبلغ طول الواجهة المائية للمنطقة حوالي 900 م
وجارٍ تنفيذ مشروع الأبراج ضمن مشروع تطوير منطقة مثلث ماسبيرو، ويتكون المشروع من دور بدروم (جراج سفلى) بمسطح 19220 م2، سعة 353 سيارة، ودور أرضي (تجاري) بمسطح 16970 م2، ودور أول (جراج علوى) بمسطح 15800 م2، سعة 280 سيارة.
ويضم أيضا برجين للسكن البديل لمن وافق من سكان منطقة “مثلث ماسبيرو”، على خيار العودة إليها بعد تطويرها، ويتكون كل منهما من عدد 18 دورا سكنيا بإجمالي 468 وحدة سكنية، وبلغت نسبة التنفيذ نحو 74 %.
وبرج ثالث بارتفاع 23 دورا سكنيا بإجمالي 134 وحدة سكنية، وبلغت نسبة تنفيذه نحو 72%، وبرج رابع (برج إداري) يتكون من بدروم ودور أرضى تجارى، وعدد 15 دورا متكررا بإجمالي مسطح 10200 م2، وبلغت نسبة تنفيذه نحو 63%.