"غضب سعودي من قرار واشنطن".. "فاينانشيال تايمز" تكشف سر الخفض المفاجئ لإنتاج النفط

الرياض تجدد رسائلها إلى واشنطن بأن العالم لم يعد "أحادي القطب"

"غضب سعودي من قرار واشنطن".. "فاينانشيال تايمز" تكشف سر الخفض المفاجئ لإنتاج النفط
أيمن عزام

أيمن عزام

10:35 م, الأحد, 2 أبريل 23

قررت السعودية خفض إنتاج النفط كرد فعل غاضب على قرار واشنطن بتأجيل مشترياتها الخاصة بإعادة بناء المخزون الاستراتيجي للنفط، بحسب ما نقلته صحيفة فاينانشيال تايمز عن مصادر.

وبحسب الصحيفة، فإن الرياض كانت تعول على “تطمينات أمريكية” بأنها ستتدخل في حال تراجع أسعار النفط، عبر إجراء مشتريات لدعم مخزونها الاستراتيجي بالشكل الذي يضمن دعم الأسعار.

وكانت أمريكا قد استنزفت في العام الماضي مخزوناتها الاستراتيجية من النفط بينما كان البيت الأبيض يكافح لترويض التضخم.

ومع ذلك، أعلنت إدارة الريس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي استبعاد أي مشتريات جديدة من النفط الخام لتجديد المخزون الاستراتيجي، بل وأكدت أن إعادة بناء المخزون قد يستغرق “سنوات”.

وجاء الإعلان الأمريكي، رغم تراجع أسعار النفط الشهر الماضي صوب 70 دولارا للبرميل مسجلة أدنى مستوى في 15 شهرا وسط مخاوف من أن تضر الأزمة المصرفية العالمية بالطلب.

“مسار تصادمي”

وقالت “فاينانشيال تايمز” إن إعلان السعودية وأعضاء آخرين في مجموعة أوبك+ عن تخفيضات مفاجئة في إنتاج النفط بلغ مجموعها أكثر من مليون برميل يوميًا، يضع الرياض في مسار تصادمي مع الولايات المتحدة.

وقالت السعودية إنها ستنفذ “خفضًا طوعيًا” قدره 500 ألف برميل يوميًا (أقل بقليل من 5% من إنتاجها) بالتنسيق مع بعض الدول الأخرى في أوبك وغير الأعضاء.

وقالت روسيا ، العضو في أوبك + ، إنها ستمدد خفض إنتاجها الحالي البالغ 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام.

وبحسب الصحيفة، فإن تلك التخفيضات المفاجئة قد تعيد إشعال الخلافات بين الرياض والولايات المتحدة.

وفي أكتوبر الماضي، اتهم البيت الأبيض، السعودية، بالانحياز الفعال إلى جانب روسيا التي تغزو أوكرانيا.

الرياض تتبنى “استراتيجية مستقلة”

وقالت هيليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في RBC كابيتال ماركتس، إن السعودية تتبنى استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة، بعد تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن في ظل إدارة بايدن.

وأوضحت: “إنها سياسة السعودية أولاً”، مشيرة إلى أن الصفقة الدبلوماسية الأخيرة بوساطة الصين بين السعودية وإيران، كانت بمثابة رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها “لم تعد في عالم أحادي القطب”.