بالتزامن مع سوق الانتقالات الصيفية الساخن في مصر خلال الفترة الحالية، يشهد الدوري المصري خلال الفترة الأخيرة بحث الأندية المصرية بكافة انتماءاتها وألوانها عن العنصر الأجنبي لتدعيم الصفوف بشكل مكثف، سواء من الناحية التدريبية بالتعاقد مع مدير فني أجنبي، أو بالاعتماد على لاعبين محترفين داخل الشرق الأوسط أو خارجه في أوروبا وإفريقيا.
واتجهت 7 أندية فى الدوري المصري إلى التعاقد مع المدرب الأجنبي، اعتبارًا من الموسم الجديد؛ أملًا في الظهور المميز ومحاولة التتويج بالبطولات فى الموسم الجديد بالاعتماد على الأجانب.
وتستعد جميع الأندية المصرية فى الوقت الحالى لتدعيم صفوفها وتجهز لاعبيها من أجل الموسم المقبل من بطولة الدورى وكأس مصر للظهور بشكل مميز.
7 مدربين أجانب يغزون الأندية الشعبية والاستثمارية
تدخل 7 أندية الموسم الجديد وعلى رأس القيادة الفنية لها مدرب أجنبي، حيث سيطرت الجنسيتان البرتغالية واليونانية على اختيارات الأندية بالتواجد على رأس ناديين لكل منها، فيما جاءت الجنسية الإسبانية والصربية والسويسرية على رأس قيادة كل نادى فقط.
فاستقر الزمالك على بقاء البرتغالى جوسفالدو فيريرا، بعد النجاح الكبير الذي حققه مع الفريق الأول لكرة القدم، رغم الظروف والصعوبات التي تعرض لها الفريق مؤخرًا، حيث توّج معهم بلقب الدوري المصري، إلى جانب كأس مصر للنسخة السابقة أمام الغريم الأهلي.
وفي الجزيرة، حيث ملعب التتش، نجح مجلس إدارة الأهلي في التوقيع مع السويسري مارسيل كولر، بعد فسخ التعاقد مع البرتغالي ريكاردو سواريش، لعدم الاقتناع الفني بما يقدمه أو ما سيقدمه اعتبارًا من الموسم الجديد.
وفي الجهة الأخرى، استمر اليوناني تاكيس جونياس مع نادي بيراميدز، بعد تحقيقه معهم للمركز الثاني في بطولة الدوري، للمرة الأولى في تاريخ النادي بمسماه الجديد.
بينما وقع فاركو مع البرتغالي نونو ألميدا، وغزل المحلة مع اليوناني بابا فاسيلو، والاتحاد مع الصربي زوران مانولوفيتش وأخيرًا الإسماعيلي مع الإسباني خوان كارلوس جاريدو، المدير الفني السابق للأهلي، الذي توّج معهم بلقب كأس الكونفدرالية للمرة الأولى في تاريخ القلعة الحمراء.
السؤال يطرح نفسه.. كيف يؤثر “الغزو الأجنبي” على الكرة المصرية؟
أكد علاء عبدالعال، المدير الفني لفريق طلائع الجيش، أن كبار الأندية المصرية وعلى رأسهم الأهلي والزمالك والإسماعيلي وبيراميدز نجحوا في التعاقد مع مدربين مميزين، وهم قادرين على تحقيق نتائج إيجابية معهم.
وأشار عبدالعال، خلال حديثه مع “المال” إلى أن الإسماعيلي نجح في استقطاب جاريدو وهو مدرب له خبرة إفريقية كبيرة ونجح مع الأهلي وبالتالي فهو يعد صفقة رابحة لهم، لكن في المقابل هناك بعض الأندية تعاقدت مع مدربين أجانب لا يختلفون عن مدربين مصريين متواجدين كان من الممكن أن ينالوا تلك الفرصة أفضل.
ويرى ضياء السيد، المدرب العام السابق لمنتخب مصر، أن تواجد المدربين الأجانب في حد ذاته داخل مصر، ليس بالأمر السيء على الإطلاق، وإنما قد يكون أمرًا مفيدًا لصالح الكرة المصرية، والمشاهد بشكل عام.
ورفض ضياء السيد، خلال تصريحاته لـ “المال” تصنيف جنسية المدربين وتفضيل المدرب المصري عن نظيره العربي أو الأجنبي، مُبينًا أن المعيار الأهم في مرحلة التقييم هو تقديم الأداء المرغوب وتنفيذ الخطة التي يضعها مجلس إدارة النادي مع الجهاز الفني المُعين.
بينما يرى حمادة صدقي، لاعب الأهلي السابق، أن التعاقد مع المدربين الأجانب خلال الفترة الحالية والتي تشهد 7 مدربين يستعدون لانطلاق الموسم الجديد، يتم بشكل عشوائي.
وأضاف صدقي، في حديثه مع “المال”: “الأندية عندها فلوس كتير مش عارفة تعمل بيها أية، فيروح يتعاقد مع مدربين أجانب”.
هذه الإجابات تنقلنا إلى سؤال آخر.. ما الهدف من كافة التعاقدات التي نشهدها حاليًا؟
ويرد حمادة صدقي على هذا السؤال: “يجب أن يكون هناك خطة موضوعة من جانب مجلس إدارة النادي مع المدير الفني من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من التعاقد مع المدرب الأجنبي بهذا المبلغ الضخم.
وعن هل ستسفيد الكرة المصرية بذلك، أكد أنه من الممكن أن يتم الاستفادة ولكن في حالة واحدة، هو التعاقد مع مدربين أجانب من التصنيف الأول، حتى يمدوا اللاعبين بالخبرات.
أما ضياء السيد، فيرى أنه من حق الأندية أن تتعاقد مع المدرب الذي يتناسب مع فكرها ويكون قادر على تحقيق طموحات الجماهير الخاصة بها، ولا يوجد ما يمنع من تواجد المدربين الأجانب في الدوري المصري بهذا العدد.