أعلنت شعبة الذهب والمجوهرات أن أسعار الدهب حققت قمة تاريخية جديدة، خلال الساعات الماضية، بعد يوم من التقلبات، مدفوعة بحالة التوتر الاقتصادي الدولي الناتج عن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود صارمة على صادرات الدول والتكتلات التي تشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الأمريكي ، وبدأ تنفيذ قرار فرض جمارك بنسبة 10% على البضائع المستوردة من الصين.
وأضافت الشعبة أن الأمر دفع الصين لاتخاذ رد فعل أكثر قوة، وقامت بفرض تعريفات جمركية انتقامية على البضائع الأمريكية بنسبة 15%، مما دفع الدولار إلى الصعود لفترة، قبل أن يعود للانخفاض بفعل قرار ترامب تأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر التي تقدر نسبتها بـ25%، مما دفع المستثمرين للاتجاه نحو الملاذ الآمن والاستثمار في الذهب.
تأتي هذه الزيادة الناتجة عن قرارات فرض الرسوم الجمركية على البضائع لتدفع سعر الذهب العالمي نحو الارتفاع، بعد حالة استقرار، منذ بداية العام، فوق مستوى 2800 دولار للأوقية.
وعلى الرغم من انفراجة الهدنة وترقب المحللين استقرار سعر الذهب بقدرٍ ما، خلال الفترة الماضية، لكن استمرار التوترات السياسية والحرب الاقتصادية المشتعلة بين أمريكا والعديد من الدول المعنية بتصدير بضائعها للأراضي الأمريكية، أثّر بشكل ما على تذبذب الدولار الأمريكي، ليصب الأمر في اتجاه ارتفاع أسعار الذهب.
وسجل سعر الذهب العالمي قمة جديدة، مع الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 5 فبراير، حيث اقترب من حاجز 2850 دولارًا للأوقية، ليصل إلى قمة تاريخية لم تحقق من قبل.
وبذلك يكون الذهب قد حقق ارتفاعًا بمقدار 0.14% خلال 24 ساعة، وحقق ارتفاعًا قدره 7.82% خلال الشهر الماضي، ليثبت أحقيته بلقب الملاذ الآمن.
وعلى الرغم من ذلك لا يزال الحذر مسيطرًا على قرارات المستثمرين مع هبوط الدولار أمام سلة العملات الرئيسية تاركًا القمة للدولار الكندي ومِن بعده اليورو والإسترليني، وتلويح الصين بفتح تحقيقات محلية مع شركة جوجل وبعض الشركات الأمريكية الكبرى. وتكبد السندات الأمريكية خسائر واضحة بانخفاض عوائدها بشكل ملحوظ.
كل هذه التقلبات الاقتصادية والسياسية دفعت الذهب نحو الصعود متخطية حاجز 2850 دولارًا، ليصل إلى 2870 دولارًا للأوقية حتى كتابة البيان.
وانعكست هذه التقلبات وارتفاع السعر العالمي على السوق المصرية التي شهدت ارتفاعًا في أسعار الذهب مؤخرًا بعد فترة من الهدوء كان سببها تراجع الطلب وزيادة المعروض، خلال الشهر الماضي، مع نقص السيولة الشديد والتي تم توجيهها لصالح قطاع البناء بعد فتح تصريحات البناء العقاري في المناطق التي مُنعت من التصريح بالبناء لمدة عدة سنوات.
أسعار الذهب في مصر
وارتفع سعر الذهب في مصر ليصل إلى 4592 لعيار 24، ويتخطى عيار 21 لأول مرة حاجز الـ4000 جنيه ليحقق حاليًّا سعر 4010 جنيهات للجرام في السوق المصرية.
بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 32080 جنيهًا مصريًّا قبل احتساب المصنعية والضريبة.
ويرى المهندس هاني ميلاد جيد، رئيس مجلس إدارة الشعبة العامة للذهب والمجوهرات، أن الظروف السياسية والاقتصادية العالمية ستنعكس حتمًا على سعر الذهب في مصر،
وأضاف أن المؤشرات تشير إلى طول فترة التقلبات في انتظار نتائج تطبيق التعريفات الجمركية الأمريكية والصينية، وانتظار تطبيق التعريفات الجمركية القادمة على المكسيك وكندا الشهر المقبل، مما يرجح استمرار أسعار الذهب عالميًّا في الصعود خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن السوق المصرية تمر بمرحلة هدوء واستقرار نسبي، خلال الفترة الماضية، أدى لانخفاض السعر نتيجة تراجع الطلب على شراء الذهب وزيادة المعروض وميل البعض لبيع المدّخرات من الذهب لجني الأرباح. إلا أن ارتفاع الأسعار العالمية يدفع السعر المحلي للارتفاع رغم تراجع الطلب وقلة السيولة.