عودة ورش الكتابة لدراما رمضان: نقاد: تضعف المسلسلات فنيا وتتسبب في نسيان المشاهد لها

تعود ورش الكتابة للدراما الرمضانية مرة ثانية هذا العام بموسم رمضان 2025 ، بمسلسلات مختلفة وهي "النص" التي تضم شريف عبد الفتاح وعبد الرحمن جاويش ووجيه صبري.

عودة ورش الكتابة لدراما رمضان: نقاد: تضعف المسلسلات فنيا وتتسبب في نسيان المشاهد لها
أحمد حمدي

أحمد حمدي

12:59 ص, السبت, 18 يناير 25

تعود ورش الكتابة للدراما الرمضانية مرة ثانية هذا العام بموسم رمضان 2025، بمسلسلات مختلفة وهي “النص” التي تضم شريف عبدالفتاح وعبدالرحمن جاويش ووجيه صبري.

كذلك مسلسل كامل العدد 3 التي تضم رنا أبو الريش ويسر طاهر ، ومسلسل الكابتن التي تضم أيمن الشايب وعمرو الدالي.

ومسلسل ” عقبال عندكم ” لحسن الرداد وايمي سمير غانم التي تضم أحمد سعد والي وعلاء حسن اخراج علاء اسماعيل ،  وعدد آخر من مسلسلات رمضان يعتمد صناعها على ورشة الكتابة وليس المؤلف الدرامي الواحد التي اعتادت عليه الأعمال الدرامية .

سمير الجمل: من إيجابيتها القدرة على رسم عمق بدرجة معينة للمسلسل التليفزيوني

قال السيناريست سمير الجمل أن ورش الكتابة تصلح للأعمال الدرامية الكوميدية بدرجة كبيرة مقارنة بالأعمال الدرامية الاجتماعية أو التي تتسم بطابع الأكشن، حيث إنها يمكن أن تضع مواقف كوميدية معينة ومتنوعة في الأحداث الدرامية للمسلسل.

وأشار لـ”المال” أن الورش ظهرت بوجود مسلسلات السيت كوم، وأصبحنا نستخدمها لـ”فك” المؤلف الدرامي الواحد لأكثر من مؤلف، ويتم تفصيل العمل الدرامي على مقاس نجوم معينين، أدى ذلك لفشل هؤلاء النجوم فنيًا وجماهيريًا السنين الماضية مثل محمد هنيدي وغيرهم.

أردف قائلًا: إن ورش الكتابة من إيجابياتها، القدرة على رسم عمق بدرجة معينة للمسلسل التليفزيوني، لكن في النهاية يجب أن يكون من يصيغ الصورة النهائية للأحداث ، أما أن يكون لكل مؤلف لون وكلمتين ضمن الخط الدرامي للأحداث فذلك يحدث تضارب واختلاف بين المؤلفين الآخرين وذلك يضر بالمسلسل نفسه.

أي أنه يجب أن تكون الورشة مجتمعة على خدمة الموضوع الدرامي نفسه وليس خدمة الأشخاص أو البطل وتفصيل العمل على مقاسه ، خاصة بعد انتهاء نظرية النجم الأوحد أو نجم الشباب ، بأن يكون البطل هو أساس العمل الدرامي وذلك سبب فشل ورش الكتابة لمختلف الأعمال الدرامية وفق “الجمل”.

محمد سليمان: ورش الكتابة حينما تتواجد في مسلسلات 15 و30 حلقة تضعفها دراميا

وعلق الفنان محمد سليمان فقال : أن المسلسلات التي تضم 15 أو 30 حلقة فلا يحتاج لوجود ورشة كتابة لها ، لأنها لا تحتمل سوى وجهة نظر ورؤية فنية واحدة لتقديمها ولو اعتمدت هذه المسلسلات على ورشة الكتابة فيظهر العمل الفني بصورة ضعيفة المستوى بدرجة كبيرة ولا يوجد تجانس بين عقول المؤلفين في الورشة .

أما لو كان العمل الدرامي يضم 45 و60 حلقة أو أكثر ، فيحتمل حينها المسلسل وجود ورشة كتابة لتقديمه ، لأن كل مؤلف في الورشة يمكنه أن يكتب عدد حلقات معينة بخط درامي ثابت لها ومؤلف آخر يكتب حلقات أخرى من نفس المسلسل بخط درامي وتوجه آخر وفق “سليمان”.

ونوه أنه في هذه الحالة تساهم ورشة الكتابة في ظهور مسلسل مميز برغم عدد حلقاته الكثيرة ، لكن في المسلسلات القصيرة فلا داعي لوجود ورش الكتابة بها حتى لا تظهر بصورة أقل من المستوى.

جمال عبد القادر: أحيانا كثيرة نرى على الشاشة مشاهد في مسلسل معين عبارة عن “مكلمة” بين الممثلين بسبب ورشة الكتابة

ويرى الناقد جمال عبد القادر أن : ورش الكتابة ظهرت في الدراما المصرية منذ فترة طويلة ، حيث أن ظهورها تزامن مع سيطرة النجم أو الممثل أو الممثلة على العمل الدرامي ، فيتم تفصيل المسلسل لمصطفى شعبان أو غادة عبد الرازق ، ويتم بيع المسلسل باسم البطل أو البطلة، ولا يتم الانفاق على العمل الا بعد بيعه ، لذلك يتم بدء تصوير المسلسلات متأخرا قبل العرض الرمضاني تحديدا سنويا، فيتم اللجوء لورشة كتابة من أجل سرعة الانتهاء من جميع حلقات المسلسل قبل انطلاق شهر رمضان، وتكون مفصلة على هوى النجم.

أكد عبد القادر أن النتيجة حقيقة تكون عبارة عن عمل فني ضعيف” مسلوق ” ، لأنه لا توجد شخصية في الكتابة ، فهي في الأساس تعتمد على أسلوب معين في الكتابة يتميز به الكاتب عن غيره ، من خلال سرده لقضية أو هموم معينة للمشاهد ، مثلما كان يفعل الكتاب أسامة أنور عكاشة أو وحيد حامد أو محسن زايد وغيرهم في الماضي ، لدرجة أننا كنا نشاهد مسلسلاتهم حتى لو لم نكن نعرف من الكاتب لها ، لكن كان يمكن اكتشاف من كاتب هذه الحلقات بسبب أسلوب الكتابة والعرض الدرامي للأحداث .

بينما ورشة الكتابة الموجودة في أغلب المسلسلات منذ سنوات ، هدفها سرعة الانتهاء من كتابة حلقات المسلسل التليفزيوني بأي طريقة ليكون جاهزا للعرض الرمضاني ، حتى لو احتوى عيوبا أو سلبيات ، لأنه في النهاية يتم بيع المسلسل باسم النجم وليس القصة أو الموضوع ، والاعلانات التي تشترى للمسلسل تكون بسبب اسم النجم وليس بسبب أهمية ومضمون القصة والسيناريو المكتوب وفق” عبد القادر ” .

وشدد على أن النتيجة أن 90 في المئة من الأعمال الدرامية منذ 10 سنوات ، يتم تصويرها لموسم رمضان دون أن يعرف الممثل نهاية الشخصية التي يجسدها ، فهو يعرف بأحداث حلقة بحلقة وهو يقوم بتصويرها تحت ضغط عمل يصل الى 18 ساعة في اليوم ، متسائلا من يستطيع بعد هذا الوقت أن يقدم مشاهد بإحساس وأداء مميزين وانفعالات ومشاعر حقيقية ، بالإضافة أن المؤلف يكون مطلوبا منه تسليم الحلقات بشكل يومي.

 لذلك يضطر لملء ورق دون مضمون حقيقي، وأحيانا كثيرة نرى على الشاشة مشاهد في مسلسل معين عبارة عن “مكلمة” بين الممثلين دون وجود ترابط بين الأحداث، بسبب ورشة الكتابة واستعجال الكتابة فيه، فيظهر العمل غير متماسكا ومتواضعا وبعد عرضها لا تحقق أي مشاهدة تذكر دون وجود أي إبداع، مقارنة بمسلسلات مثل “ليالي الحلمية” وغيرها في الماضي، التي أخذت وقتها في التحضيرات واختيار الممثلين المناسبين وعمل بروفات قبل التصوير وحينما تم الوصول لحالة فنية جيدة تم بدء التصوير فظهر مسلسلا مازال باقيا في الذاكرة لمدة 30 عاما ، لكن ان يتم الاسراع في تصوير المسلسل لموسم رمضان قبل انطلاق الشهر الكريم بفترة قصيرة والحلقات غير جاهزة فتكون النتيجة ظهور مسلسلات ضعيفة  وفق “عبد القادر”.