عودة «حركة التجارة» رجحت كفة أرباح البنوك من العملات الأجنبية

خلال النصف الأول من 2021

عودة «حركة التجارة» رجحت كفة أرباح البنوك من العملات الأجنبية
فاطمة إمام

فاطمة إمام

7:43 ص, الأحد, 10 أكتوبر 21

يرى مصرفيون أن عودة حركة التجارة المحلية والعالمية، دفعت إلى زيادة الاعتمادات المستندية للبنوك خلال النصف الأول من العام الحالى، ما أتى بثماره على أرباح القطاع المصرفى من العملات الأجنبية.

وأشار مصرفيون إلى أن بعض المؤشرات كان لها دور كبير فى زيادة تلك الأرباح، منها ارتفاع استثمارات الأجانب فى أذون الخزانة، إضافة إلى انتعاش تحويلات المصريين بالخارج، وصعود باقى المصادر من العملات للسوق المحلية، إضافة إلى استقرار الدولار مقابل نظيره المصرى.

وكان ارتفاع أرباح أغلب البنوك من العملات الأجنبية من أولى الخطوات التى حققها القطاع فى التعافى الاقتصادى من الأزمة العالمية الناجمة عن فيروس كورونا.

ووفق بيانات البنك المركزى المصرى، ارتفعت استثمارات الأجانب فى أذون الخزانة بالعملة المحلية خلال النصف الأول من عام 2021 بنحو 5.1 مليار دولار، بنسبة نمو %28.4، مقارنة بما كانت عليه فى نهاية ديسمبر 2020.

وسجلت أرصدة الأجانب فى أذون الخزانة 22.866 مليار دولار (359.6 مليار جنيه) فى نهاية يونيو الماضى، مقابل نحو 17.815 مليار دولار (281.2 مليار جنيه) فى نهاية 2020.

وخلال النصف الأول من العام الحالى شهدت أسعار الدولار تحركًا كبيرًا أمام الجنيه، فلم يصعد الدولار طوال الستة أشهر سوى قرشين فقط.

بينما تراجع متوسط سعر الدولار أمام الجنيه فى البنوك المصرية، خلال العام الماضى، بنسبة %2 أو بنحو 31 قرشًا، ليختتم العام عند مستوى 15.684 جنيه للشراء، و15.784 للبيع، مقابل 15.993 جنيه للشراء و16.093 للبيع بنهاية 2019.

وطبقًا لبيانات البنك المركزى، شهد سعر الدولار أمام الجنيه خلال العام الماضى، تأرجحًا ما بين الصعود والهبوط، بعدما تراجع أمام العملة المحلية 47 قرشًا حتى يوم 25 فبراير 2020، مسجلًا 15.523 جنيه للشراء، قبل أن يعاود الصعود مجددًا، بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا، ليرتفع بنحو 60 قرشًا حتى يوم 17 يونيو 2020، مسجلًا 16.128 جنيه للشراء.

عبد المنعم: استمرار مكاسب المصارف فى النصف الثانى

قال محمد عبدالمنعم، مدير قطاع الائتمان بأحد البنوك الخاصة، إن نشاط حركة الاستيراد وفتح الأسواق الخارجية والمحلية كان له تأثير على أرباح البنوك خلال النصف الأول من العام الحالى.

وأوضح أن فتح حركة التجارة العالمية كان له تأثير على الأرباح خلال النصف الثانى من العام 2021، إضافة إلى انتعاش تحويلات المصريين بالخارج، واستمرارها فى تعزيز النقد الأجنبى، ما دعم حصيلة العملات الأجنبية داخل البنوك.

وأظهرت البيانات الأولية ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال السنة المالية 2020/ 2021، ‏‏‏بمعدل %13.2‏ بنحو 3.7 مليار دولار، لتحقق أعلى مستوى تاريخى لها، مسجلة نحو 31.4 مليار دولار (مقابل نحو 27.8 مليار خلال السنة المالية السابقة 2019/ 2020).

كما أظهرت البيانات ارتفاعًا فى تلك التحويلات خلال الفترة أبريل/يونيو 2021، بمعدل %29.6 لتسجل نحو 8.1 مليار دولار، مقابل نحو 6.2 مليار خلال الفترة أبريل/يونيو 2020.

وارتفعت التحويلات خلال شهر يونيو 2021 بمعدل سنوى بلغ %15.5، لتسجل نحو 2.9 مليار دولار، مقابل نحو 2.6 مليار خلال شهر يونيو 2020.

وتوقع “عبد المنعم” أن تنشط أرباح البنوك من العملات الأجنبية بنهاية العام الحالى، مشيرًا إلى أن البنك المركزى لعب دورًا كبيرًا خلال انتشار أزمة فيروس كورونا المستجد فى تنشيط القطاعات داخل القطاع المصرفى.

البيه: استثمارات الأجانب فى أدوات الدين لعبت دورًا فى الزيادة

من جهته، أوضح محمد البيه، الخبير المصرفى، أن أرباح البنوك بالعملات الأجنبية تُمثل حجم التبادل التجارى، والذى تقوم خلاله البنوك بفتح الاعتمادات المستندية أو مستندات برسم التحصيل.

وأضاف أن عمليات الدولرة التى تتم داخل البنوك للعملاء وشركات كان لها تأثير على أرباح البنوك بالعملات الأجنبية خلال النصف الأول من العام الحالى.

وأشاد “البيه” بتحويلات المصريين بالخارج التى لعبت دورا كبيرا فى زيادة أرباح العملات بالبنوك.

وأشار إلى أن إعادة تنشيط حركة الاستيراد والتصدير وفتح الأسواق الخارجية بعد أزمة انتشار فيروس كورونا، جاءت لتدعيم أرباح العملات البنوك خلال النصف الثانى من 2021.

وأوضح “البيه” أن إنشاء العديد من المصانع لتنشيط حركة السوق المحلية خلال الفترة الأخيرة من أحد عوامل زيادة معدلات نمو الأرباح بالعملات الأجنبية، لافتًا إلى أن استثمار البنوك فى سندات وأذون خزانة أدى إلى زيادة الأرباح بالعملات الأجنبية خلال الفترة الماضية.

وأشار إلى أن من عوامل ارتفاع الأرباح زيادة حركة الأصول بالعملات الأجنبية.

ويرى مصدر مسئول بأحد البنوك الخاصة العاملة فى السوق المحلية، أن توافر العملات الأجنبية، واستقرار سوق النقد، وبدء حركة التجارة العالمية فى النشاط دفع إلى صعود أرباح البنوك من التعامل فى العملات الأجنبية فى النصف الأول من العام.

يذكر أن أرباح التعامل فى العملات الأجنبية قفزت فى البنك التجارى الدولى بنسبة %98 فى النصف الأول من العام الحالى، لتصل إلى 406.92 مليون جنيه، مقابل 205 ملايين خلال نفس الفترة من العام الماضى.

وانخفضت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية بنسبة %40 فى النصف الأول من العام الماضى، مقابل 342.42 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام قبل الماضى.

كما ارتفعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية لدى بنك QNB الأهلى، بنسبة %37.11، لتصل إلى 81.14 مليون جنيه مقابل 59.17 مليون.

وشهدت أرباح بنك QNB الأهلى من العملات الأجنبية خلال النصف الأول من العام الماضى انخفاضًا بنسبة %40.52 مقابل 99.49 مليون جنيه، فى الفترة المناظرة لها من العام قبل الماضى.

وأعلنت القوائم المالية لبنك التعمير والإسكان زيادة أرباح التعامل فى العملات الأجنبية بنسبة %1.30 لتصل إلى 8.26 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى 2021، مقابل 8.16 مليون خلال نفس الفترة من 2020.

كما تراجعت فى النصف الأول من العام الماضى أرباح التعامل فى العملات الأجنبية بالتعمير والإسكان بنسبة %6.8، مقابل 8.75 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2019.

وارتفعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية لدى بنك كريدى أجريكول، بنسبة %1.7، لتصل إلى 113.101 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2021 مقابل 111.118 مليون خلال نفس الفترة المناظرة له.

وداخل البنك الأهلى المصرى زادت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالى بنسبة %23، لتسجل 2.12 مليار جنيه مقابل 1.73 مليار خلال النصف الأول من العام الماضى.

وارتفعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية لدى بنك كريدى أجريكول، بنسبة %1.7، لتصل إلى 113.101 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2021، مقابل 111.118 مليون خلال نفس الفترة المناظرة له.

وارتفعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية لدى البنك الأهلى المتحد، بنسبة %100، لتصل إلى 46 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2021 مقابل 17.53 مليون خلال نفس الفترة المناظرة له.

وأعلنت القوائم المالية لبنك الكويت الوطنى زيادة أرباح التعامل فى العملات الأجنبية بنسبة %10.67 لتصل إلى 48.877 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى 2021، مقابل 44.16 مليون خلال نفس الفترة من 2020.

وفى البنك المصرى الخليجى، هبطت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية بنسبة %50 فى النصف الأول من العام الحالى، لتصل إلى 33.40 مليون جنيه، مقابل 66.82 مليون خلال نفس الفترة من العام الماضى.

كما تراجعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية لدى بنك الإسكندرية، بنسبة %38.8 لتصل إلى 26.35 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2021، مقابل 42.77 مليون خلال نفس الفترة المناظرة له.

فيما انخفضت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية فى مصرف أبوظبى الإسلامى بنسبة %33.80 لتصل إلى 57.33 مليون جنيه فى النصف الأول من 2021، مقابل 68.16 مليون فى النصف الأول من العام الماضى.

كما تراجعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية داخل بنك عوده خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالى بنسبة %13.44، لتسجل 28.35 مليون جنيه، مقابل 23.76 مليون خلال النصف الأول من العام الماضى.

كما تراجعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية لدى بنك الأهلى الكويتى، بنسبة %22.2، لتصل إلى 22.43 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2021، مقابل 28.8 مليون خلال نفس الفترة المناظرة له.

وانخفضت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية لدى بنك الإمارات دبى الوطنى خلال النصف الأول من العام الحالى 2021، بنسبة %6.18، لتصل إلى 84.68 مليون جنيه، مقابل 90.2 مليون خلال نفس فترة المقارنة.

كما تراجعت أرباح التعامل فى العملات الأجنبية داخل بنك قناة السويس خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالى، بنسبة %10.9، لتسجل 36.24 مليون جنيه، مقابل 40.96 مليون خلال النصف الأول من العام الماضى.

قال البنك المركزى المصرى، إن الفترة من يوليو وحتى مارس من السنة المالية 2020/ 2021، شهدت تحسن أداء معاملات الاقتصاد المصرى مع العالم الخارجى، ليحقق ميزان المدفوعات فائضًا كليًا بلغ نحو 1.8 مليار دولار، مقارنة بعجز نحو 5.1 مليار خلال الفترة المناظرة من العام المالى السابق 2019 /2020، والذى تحقق إثر أزمة كورونا.

وأضاف فى بيان أداء ميزان المدفوعات ربع السنوى، أن هذا التحسن جاء ليثبت قدرة الاقتصاد المصرى على التعافى السريع من الأزمات التى قد تواجه الاقتصاد العالمى.

وذكر البنك المركزى أن المعاملات الجارية بميزان المدفوعات أسفرت عن عجز بلغ 13.3 ملیار دولار، مقابل نحو 7.3 مليار خلال الفترة المناظرة؛ كنتيجة أساسية لاقتصار الإيرادات السياحية على أقل من ثلث ما تم تحقيقه خلال نفس الفترة، متأثرة بالصدمة القوية التى تعرضت لها السياحة الدولية إثر أزمة کورونا، والتى لا يزال يعانى منها الاقتصاد العالمى.