يجذب منتجع البحر الميت أعدادًا متزايدة من السياح الإسرائيليين المحليين الذين يبحثون عن قضاء فترات استجمام، وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، بينما تستعد إسرائيل لإغلاق ثالث محتمل.
منتجع البحر الميت
وعبر ياكوف هولاندر وزوجته تسيبي هولاندر وهما سائحان في عن سعادتهما؛ لأن البحر الميت لم يمتلئ بعد بالناس كما كان عليه قبل أزمة (كوفيد 19)، وأشارا إلى أن “هذا يجعلنا نشعر بالأمان لأننا بحاجة بالحفاظ على التباعد الاجتماعي”.
وحصل اثنان من أشهر المنتجعات الإسرائيلية وهما البحر الميت ومدينة إيلات الساحلية على شواطئ البحر الأحمر يوم (الأربعاء) على تصريح خاص من الحكومة للبقاء مفتوحين للسياحة الداخلية.
وعلى الرغم من حقيقة أن عدد حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا قد ازداد بسرعة منذ أن بدأ تخفيف القيود بعد الإغلاق الثاني الذي فرضته إسرائيل قبل شهرين، فإن الحكومة الإسرائيلية سمحت قبل شهر بإعادة فتح المنتجعين.
وبعد شهر أول مثمر من العمل، منح المنتجعين شهرًا إضافيًا لمواصلة عمل هذه الأماكن “كجزر خضراء” على الأقل حتى منتصف يناير.
ووفقًا لبيانات وزارة السياحة الإسرائيلية، هناك نمو مستمر في عدد زوار “الجزر الخضراء”، والتوقعات بأن عدد السياح سيستمر في الزيادة.
قانون الجزر الخضراء يسمح للسياح والمصطافين بالدخول إلى إيلات والبحر الميت بعد إبراز شهادة فحص كورونا سلبي خلال 72 قبل الدخول للمنطقة السياحية الخاصة وبإرفاق بطاقة معرفة، ثم يحصلون على الأساور الخضراء والتي تسمح لهم بالدخول لعدة أيام، وذلك من أجل الحفاظ على المناطق آمنة.
أما السكان المحليون والعمال فلديهم فقط مرافق خاصة للاختبار السريع عند مداخل “الجزر الخضراء”، حيث يحصلون على نتائج أقل دقة في غضون دقائق.
التباعد الاجتماعي
وقال إلعاد رابابورت، المدير العام لفندق ميلوس في البحر الميت لوكالة أنباء (شينخوا) أنه على الرغم من أن كل شخص في المنطقة لديه اختبارات سلبية من مرض فيروس كورونا، لا يزال الناس بحاجة للاحتفاظ بجميع احتياطات السلامة وتعليمات وزارة الصحة كما هي الحال في أي جزء آخر من إسرائيل.
وشدد رابابورت على أن جميع موظفي فندق ميلوس وزوار الفندق يرتدون الأقنعة، ويقوم العمال بتعقيم كل شيء، كما يحافظون على التباعد الاجتماعي، ولا يسمح بالتجمعات في الفندق.
ووفقًا للوائح الحكومية في إسرائيل، يجب على جميع عمال الجزر الخضراء إجراء فحوصات كورونا بشكل دوري.
وقال رابابورت “نرسل موظفينا كل 72 ساعة لإجراء فحوصات، لذا فإننا نقلل من مخاطر إصابة أي من أعضاء الفريق بالمرض”.
ومنذ تفشي مرض (كوفيد-19) تسعى وزارة السياحة الإسرائيلية لإحياء صناعة السياحة التي كانت من أول القطاعات تضررًا في إسرائيل، ومن المحتمل أن تكون من آخر القطاعات الاقتصادية التي تتعافى من الوباء.
وصرحت وزيرة السياحة الإسرائيلية أوريت فركاش هكوهين (الأربعاء) الماضي “بعد الكثير من العمل يصوت المجلس الوزاري المصغر لشئون الكورونا على تمديد جزر السياحة، وفي ضوء ذلك نتطلع إلى توسيع عمل المطاعم والمؤتمرات والمعالم السياحية في الجزر”.
وتعمل فركاش-هكوهين على إبقاء السياح الإسرائيليين داخل البلاد، وفتح أكبر قدر ممكن لصناعة السياحة حتى عندما تكون هناك قيود مشددة مفروضة على قطاعات أخرى.
وقالت فركاش-هكوهين إن الجميع يدرك أن هذا نموذج ناجح يوازن بين الحياة الصحية والعمل لعشرات الآلاف من الأشخاص.
الفنادق مغلقة في منتجع البحر الميت
ومع ذلك، أوضحت فركاش-هكوهين أن الفنادق الأخرى في إسرائيل مغلقة، وفي الوقت نفسه يسافر الإسرائيليون إلى فنادق في الخارج دون إشراف، منوهة إلى أنها ستعمل على إصلاح ذلك.
وتعمل وزارة السياحة على خطة أخرى هي تعزيز تنظيم خاص يسمح بدخول السياح الدوليين إلى “الجزر الخضراء” في إسرائيل، فمنذ اندلاع مرض (كوفيد- 19) انخفضت السياحة الدولية إلى إسرائيل إلى حد شبه منعدم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة السياحة الإسرائيلية عنات شيحور أهرونسون لوكالة أنباء (شينخوا) أنه “بعد سنوات من النمو المذهل في السياحة الإسرائيلية حيث كان لدينا العام الماضي 4.5 مليون سائح في إسرائيل، انهار كل شيء إلى الصفر وتسبب ذلك في ارتفاع بنسبة البطالة بشكل كبير”.
وأضافت أن “الجزر الخضراء” هي مبادرة ناجحة تظهر أنه من الممكن فتح السياحة أثناء تفشي فيروس كورونا مع الحذر والالتزام، مشيرة إلى أنه “كل أسبوع نضاعف عدد الإسرائيليين القادمين إلى هاتين الجزيرتين”.
ووفقًا لأهرونسون فإن بعض الدول تهتم بنسخ نموذج “الجزر الخضراء” الإسرائيلي لأماكن مثل منتجعات التزلج أو الوجهات السياحية المعزولة التي يمكن مراقبتها بسهولة.
إلى جانب تصدير فكرة الجزر الخضراء للخارج تبحث وزارة السياحة الإسرائيلية عن المزيد من الوجهات المحلية لإضافتها إلى مبادرة “الجزر الخضراء”، ولكن عندما يلوح الإغلاق الثالث في الأفق، فمن غير المؤكد أن كانت الحكومة الإسرائيلية ستوافق على توسيع هذا المشروع في المستقبل القريب.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.