أكد عدد من أصحاب شركات السياحة والخبراء السياحيين فى الإسكندرية على الاهتمام بجذب سياحة اليخوت إلى مصر بشكل عام وإلى الإسكندرية بشكل خاص، لما تمثله من عائد اقتصادى مميز يعظم الدخل السياحى للمدينة التى تضم العديد من مراكز الترفيه والتسوق والمزارات ولديها ساحل يمتد أكثر من 20 كيلو مترا.
وأبدى أصحاب شركات سياحية بالإسكندرية ترحيبهم بالخطوات التى اتخذتها الدولة خلال الأشهر الماضية لبلورة خطة لجذب وتنشيط سياحة اليخوت فى مصر، منها قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2721 لسنة 2022 والخاص بإصدار لائحة تنظيم سياحة اليخوت الأجنبية فى المراين والموانئ، مطالبين بأن تكون الإسكندرية ضمن تلك المخططات.
وطالب البعض بإجراءات أخرى لتسهيل دخول شركات أجنبية تعمل فى مجال تسويق سياحة اليخوت، لتأتى مصر بعد أن يتم الانتهاء من تأهيل البنية التحتية لهذا النوع من السياحة، عبر توفير موانئ يخوت جيدة بها الخدمات الرئيسية منها الجوازات والجمارك وغيرها.
فى البداية، أكد حسام الحلو رئيس مجلس إدارة لجنة السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أن مدينة الإسكندرية لابد أن تكون فى مقدمة المناطق المستهدفة فى سياحة اليخوت فى مصر.
وأضاف أن الاهتمام بهذا النوع من السياحة يدر عائدا اقتصاديا مميزا مما يعظم المجال السياحى للمدينة التى تضم العديد من مراكز الترفيه والتسوق والمزارات ولديها ساحل يمتد أكثر من 20 كيلو مترا.
وأوضح أن اهتمام الحكومة فى الفترة الأخيرة بهذا النوع من السياحة أمر جيد، لكننا بحاجة إلى المزيد لتكون الإسكندرية فى بؤرة اهتمام الحكومة بهذا النوع من السياحة الغنية.
واعتبرأن الإسكندرية من أعرق المحافظات المُطلة على البحر المتوسط وهى فى حاجة إلى توفير هذا النوع من السياحة والذى يتطلب بعض التجهيزات.
وأشار إلى أن أبرز وأهم تلك التجهيزات هي، توفير مراسى اليخوت على نفس المستوى الموجود فى حوض البحر الأبيض المتوسط فى بعض المواقع والمراين الأوروبية المحيطة، وذلك يتطلب اهتماما وضخ استثمارات لتوفير هذا المستوى وتجهيز البنية التحتية.
ولفت إلى أن عنصر التكلفة أحيانا قد يكون جزءا من عناصر المنافسة فى بعض تلك المشروعات التى سيتم الاهتمام بها لجذب هذا النوع من السياحة، خاصة وأن لدى الإسكندرية العديد من الإمكانيات المتاحة للنهوض وتعظيم هذا النشاط.
وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا مؤخرا؛ لمتابعة إجراءات تعظيم سياحة اليخوت فى مصر، مجددا التأكيد على الاستعداد التام لتقديم مختلف أوجه الدعم للنهوض بهذه النوعية من السياحة، وإتاحة المزيد من التيسيرات، وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة من تعظيم الاستفادة من هذا القطاع، وبما يسهم فى زيادة حركة السياحة الوافدة.
من جانبه، رحب المهندس زين عبيدى عضو لجنة السياحة فى جمعية رجال أعمال الإسكندرية، بالإجراءات التى اتخذتها الدولة مؤخرا خاصة مجلس الوزراء لتسهيل عملية جذب سياحة اليخوت إلى مصر لما تمثله من أثر اقتصادى كبير على السياحة المصرية.
وأضاف «عبيدى» الذى يعمل مستشارا لمنظمة السياحة العربية أن العمل على جذب هذا النوع من السياحة والتوسع فيه يساهم فى تنوع المنتج السياحى المصري، مطالبا بمزيد من الإجراءات لتسهيل دخول شركات أجنبية للعمل فى تسويق سياحة اليخوت.
ولفت إلى أن هناك بعض المناطق المخصصة لإنشاء مراين لليخوت فى الإسكندرية ولم تجهز لتعمل حتى الآن مثل ميناء أمام فندق سان ستيفانو بكورنيش المدينة.
وقال إنه تحدث مع وزير السياحة منذ عدة أيام فى اجتماع فى جمعية رجال الأعمال المصريين بشكل عام فى عدة موضوعات، وبالأخص فى سياحة اليخوت كونها أحد أهم أنواع السياحة التى تدر عوائد اقتصادية جيدة للدولة لأن المخاطب بها ذوى دخل مرتفع.
وأشار إلى أن هناك نحو 600 ألف يخت فى البحر المتوسط وهى سياحة مكلفة وروادها ينفقون أموالا طائلة، وهناك دراسة لجذب هذا المجال إلى الإسكندرية والساحل الشمالى من وزارة السياحة، لافتا إلى أنه بصدد إعداد مذكرة لتحديد عوامل الجذب ورفعها إلى وزير السياحة فى الفترة المقبلة.
وأوضح أن الإسكندرية بها العديد من المقاصد السياحية المهمة، بالإضافة إلى وجود نوع آخر من السياحة التى يمكن الاعتماد عليها فى المدينة وهى سياحة الجذور لبعض الجنسيات التى كانت تقيم فى المحافظة منذ عقود مثل الإيطاليين والفرنسيين واليونانيين.
وتابع إن بعض مواطنى تلك الدول كان بعض أجدادهم يعيشون فى الإسكندرية، لافتا إلى أن الاهتمام بسياحة الجذور وتوثيق الروابط لهؤلاء المواطنين والسائحين سيكون بمثابة تنويع منتج السياحة بالمدينة.
وشدّد على أن مدينة الإسكندرية بها العديد من المقاصد السياحية مثل قلعة قايتباي، والمتحف وعمود الصوارى بالإضافة للشواطئ والفنادق التى تطل على بعض الشواطئ، فضلا عن المنشآت السياحية الهامة مثل بعض المطاعم والكافيهات المميزة لرواد المدينة.
وأكد أن وزير السياحة، طالب بزيادة الطاقة الفندقية للوصول إلى 30 مليون سائح فى العام بما يعادل 30 مليار دولار كعائد سنوى للسياحة.
وكان اللواء بحرى رضا إسماعيل، أوضح فى الاجتماع الأخير مع رئيس مجلس الوزراء أن النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية، تتيح لمالك اليخت أو من ينوب عنه إدخال بيانات اليخت والركاب ورفع المستندات والوثائق المطلوبة وميعاد الوصول والميناء المطلوب الرسو فيه، وبرنامج الرحلة بالكامل.
وتجدر الإشارة إلى أن سياحة اليخوت، هى أغنى أنواع السياحة حيث إن أصحابها غالبا من الأثرياء الذين يبحرون للاستجمام مع قدرة مالية كبيرة على الإنفاق، وتعتبر منطقة البحر الأبيض مركزا هاما لسياحة اليخوت على مستوى العالم، إذ يجوب المنطقة أكثر من 30 ألف يخت سنويا.