لعل من أنجح جلسات مؤتمر اليورو مني- والذي انعقد بالقاهرة الأسبوع الماضي – تلك التي جاءت تحت عنوان «القطاع المصرفي المصري: بداية عهد جديد».
أول عناصر النجاح بدأت من اختيار المتحدثين، حيث جمعت بين 5 قيادات مصرفية ممن تم اختيارهم خلال الأشهر الماضية لقيادة عملية الإصلاح، وهم: الدكتور فاروق العقدة ومحمد بركات ومحمود عبد اللطيف وهشام عز العرب وفتحي السباعي رؤساء بنوك الأهلي ومصر والإسكندرية والتجاري الدولي والإسكان والتعمير، بالإضافة إلي الدكتور محمود أبو العيون محافظ البنك المركزي الذي قام بإدارة الجلسة باقتدار ربما يحسده عليه فطاحل الإعلاميين، وذلك علي عكس ما يوجه إليه من انتقادات لاذعة في الفترة الماضية، فيما يتعلق بإدارته للبنك المركزي والسياسة النقدية بصفة عامة!. فنجح في طرح المحاور الهامة الخاصة بموضوع الإصلاح والقضايا الأخري المتعلقة به ، واستطاع بسلاسة أن ينتقل بالحوار من موضوع إلي آخر ومن محور هام إلي محور لا يقل عنه أهمية، كما ابتعد تماما – وهذا هو الأهم- عن محاولة ممارسة دور الناظر المستبد، والذي يتقمصه الكثيرون عند رئاستهم ندوة حوارية، يمتلكون سلطة رقابية أو تنفيذية أو إدارية أو حتي أدبية علي المشاركين بها من متحدثين.
قبل هذه الحلقة النقاشية.. اعترف أنني كنت أحد هؤلاء البشر – وهم كثيرون- الذين لا يعلقون آمالا كبيرة علي عملية الإصلاح المصرفي، وبصفة خاصة عملية إصلاح البنوك العامة الأربعة الكبار – الأهلي ومصر والقاهرة والإسكندرية – ليس لاعتراض علي شخوص وكفاءة القيادات التي تم اختيارها، ولكن لاعتقاد له وجاهته في صعوبة إصلاح كيانات كبيرة «في حجم الأفيال»، ترهلت وتيبست بحكم الزمن وغياب التقاليد المصرفية وكثرة التدخلات الحكومية، علاوة علي أن عملية الإصلاح ذاتها، تحكمها اعتبارات وقيود وضغوط سياسية واجتماعية.
هل تغيرت هذه القناعة؟
اعتقد أنها قد تغيرت إلي حد كبير، أو علي الأقل حل محلها- ولو مؤقتا- رغبة في منح هذه القيادات الفرصة والوقت لإتمام عملية التغيير.. فما عرضه هؤلاء من أفكار وخطط وسياسات وتوجهات – والأهم ما أظهروه من حالة استنفار وتحمس غير عادية لا يبدو عليها مظاهر الاصطناع- يجعل من الصعب أن نضن عليهم بهذه الفرصة.
ويمكن تلخيص عملية الإصلاح، كما تطرق إليها المتحدثون في عدة محاور، أولها الاهتمام بالكوادر البشرية ويتمثل في إعادة هيكلة برامج التدريب(الكيف) وزيادة عدد هذه البرامج (الكم). والثاني الاسراع بالانتهاء أو استكمال البنية التكنولوجية، وثالثها إعادة رسم السياسات الداخلية لهذه البنوك بما يتوافق مع المستقبل وما يستلزمه إضافة أنشطة ومنتجات جديدة.
أول عناصر النجاح بدأت من اختيار المتحدثين، حيث جمعت بين 5 قيادات مصرفية ممن تم اختيارهم خلال الأشهر الماضية لقيادة عملية الإصلاح، وهم: الدكتور فاروق العقدة ومحمد بركات ومحمود عبد اللطيف وهشام عز العرب وفتحي السباعي رؤساء بنوك الأهلي ومصر والإسكندرية والتجاري الدولي والإسكان والتعمير، بالإضافة إلي الدكتور محمود أبو العيون محافظ البنك المركزي الذي قام بإدارة الجلسة باقتدار ربما يحسده عليه فطاحل الإعلاميين، وذلك علي عكس ما يوجه إليه من انتقادات لاذعة في الفترة الماضية، فيما يتعلق بإدارته للبنك المركزي والسياسة النقدية بصفة عامة!. فنجح في طرح المحاور الهامة الخاصة بموضوع الإصلاح والقضايا الأخري المتعلقة به ، واستطاع بسلاسة أن ينتقل بالحوار من موضوع إلي آخر ومن محور هام إلي محور لا يقل عنه أهمية، كما ابتعد تماما – وهذا هو الأهم- عن محاولة ممارسة دور الناظر المستبد، والذي يتقمصه الكثيرون عند رئاستهم ندوة حوارية، يمتلكون سلطة رقابية أو تنفيذية أو إدارية أو حتي أدبية علي المشاركين بها من متحدثين.
قبل هذه الحلقة النقاشية.. اعترف أنني كنت أحد هؤلاء البشر – وهم كثيرون- الذين لا يعلقون آمالا كبيرة علي عملية الإصلاح المصرفي، وبصفة خاصة عملية إصلاح البنوك العامة الأربعة الكبار – الأهلي ومصر والقاهرة والإسكندرية – ليس لاعتراض علي شخوص وكفاءة القيادات التي تم اختيارها، ولكن لاعتقاد له وجاهته في صعوبة إصلاح كيانات كبيرة «في حجم الأفيال»، ترهلت وتيبست بحكم الزمن وغياب التقاليد المصرفية وكثرة التدخلات الحكومية، علاوة علي أن عملية الإصلاح ذاتها، تحكمها اعتبارات وقيود وضغوط سياسية واجتماعية.
هل تغيرت هذه القناعة؟
اعتقد أنها قد تغيرت إلي حد كبير، أو علي الأقل حل محلها- ولو مؤقتا- رغبة في منح هذه القيادات الفرصة والوقت لإتمام عملية التغيير.. فما عرضه هؤلاء من أفكار وخطط وسياسات وتوجهات – والأهم ما أظهروه من حالة استنفار وتحمس غير عادية لا يبدو عليها مظاهر الاصطناع- يجعل من الصعب أن نضن عليهم بهذه الفرصة.
ويمكن تلخيص عملية الإصلاح، كما تطرق إليها المتحدثون في عدة محاور، أولها الاهتمام بالكوادر البشرية ويتمثل في إعادة هيكلة برامج التدريب(الكيف) وزيادة عدد هذه البرامج (الكم). والثاني الاسراع بالانتهاء أو استكمال البنية التكنولوجية، وثالثها إعادة رسم السياسات الداخلية لهذه البنوك بما يتوافق مع المستقبل وما يستلزمه إضافة أنشطة ومنتجات جديدة.
كما تطرقوا إلي عوامل واعتبارات أخري، من بينها مخاطبة الرأي العام، كي يشعر الجميع بأهمية ومزايا عملية التطوير، وإصلاح الهياكل المالية لهذه البنوك، وأهمية وكيفية تنظيف محافظها من القروض الرديئة، والحفاظ علي قوة الدفع بصفة مستمرة، وإعداد هذه الكيانات كي تكون قادرة علي المنافسة.
وبدا هشام عز العرب كأنه يغرد خارج السرب في بعض الأحيان بحكم اختلاف موقعه- كرئيس أكبر بنك قطاع خاص في مصر- مقارنة مع باقي المتحدثين، ففي حين تركز حديثهم علي قضايا ومشاكل الإصلاح وخصخصة الإدارة، طرح عز العرب ما يواجهه من تحديات، كزيادة القدرة علي الربحية والمنافسة، في ظل ما يتم من عملية تطوير في بنوك القطاع العام، والتي من الممكن أن تشكل منافسا قويا في العديد من الأنشطة والمجالات في المستقبل.
كما تعرضت المناقشات لقضايا متعددة أخرى، مثل مسألة الاندماج والاستحواذ، التي يسود اعتقاد خاطئ في مصر أنها ضرورية فقط للكيانات الصغيرة، في حين أن نتائجها تكون بالغة الايجابية، فيما لو تمت بين الكيانات الكبيرة، وفي جميع الأحوال يجب تعريف الرأي العام بعيوب هذه النوعية من العمليات، لأنها لا تسفر فقط عن تحقيق مزايا.
كذلك لفت أحدهم إلي أن هناك ثمة تغيرا ثقافيا قد حدث مؤخرا، يتمثل في ظهور اتجاه – من وجهة نظره- لا يجد غضاضة في الاعتراف بوجود مشكلة، ليحل محل نمط تفكير آخر يرفض أن يقر بوجود مشكلة من الأساس. وهذا تحول بالغ الأهمية، لأنه يعني البدء في حل من نعانيه من مشكلات، بدلا من الهروب الدائم منها.
فهل هو علي حق؟
هل نحن فعلا علي مشارف عهد جديد؟
لا أظن أنه ينبغي التعميم عند الاجابة علي مثل هذه الأسئلة، إلا أن شعورا داخليا جارفا يتملكني في صالح اعطاء الفرصة والوقت لتلك القيادات المصرفية الشابة، وغيرهم ممن وقع عليهم الاختيار لقيادة تطوير القطاع المصرفي، لاثبات قدرتهم علي إتمام المهمة بنجاح.
علي الأقل لفرط حماسهم، إن لم يكن- وهذا هو الأهم- لأن نجاحهم قد بات أمرا حيويا يهم – ويصب في مصلحة – الجميع.
وبدا هشام عز العرب كأنه يغرد خارج السرب في بعض الأحيان بحكم اختلاف موقعه- كرئيس أكبر بنك قطاع خاص في مصر- مقارنة مع باقي المتحدثين، ففي حين تركز حديثهم علي قضايا ومشاكل الإصلاح وخصخصة الإدارة، طرح عز العرب ما يواجهه من تحديات، كزيادة القدرة علي الربحية والمنافسة، في ظل ما يتم من عملية تطوير في بنوك القطاع العام، والتي من الممكن أن تشكل منافسا قويا في العديد من الأنشطة والمجالات في المستقبل.
كما تعرضت المناقشات لقضايا متعددة أخرى، مثل مسألة الاندماج والاستحواذ، التي يسود اعتقاد خاطئ في مصر أنها ضرورية فقط للكيانات الصغيرة، في حين أن نتائجها تكون بالغة الايجابية، فيما لو تمت بين الكيانات الكبيرة، وفي جميع الأحوال يجب تعريف الرأي العام بعيوب هذه النوعية من العمليات، لأنها لا تسفر فقط عن تحقيق مزايا.
كذلك لفت أحدهم إلي أن هناك ثمة تغيرا ثقافيا قد حدث مؤخرا، يتمثل في ظهور اتجاه – من وجهة نظره- لا يجد غضاضة في الاعتراف بوجود مشكلة، ليحل محل نمط تفكير آخر يرفض أن يقر بوجود مشكلة من الأساس. وهذا تحول بالغ الأهمية، لأنه يعني البدء في حل من نعانيه من مشكلات، بدلا من الهروب الدائم منها.
فهل هو علي حق؟
هل نحن فعلا علي مشارف عهد جديد؟
لا أظن أنه ينبغي التعميم عند الاجابة علي مثل هذه الأسئلة، إلا أن شعورا داخليا جارفا يتملكني في صالح اعطاء الفرصة والوقت لتلك القيادات المصرفية الشابة، وغيرهم ممن وقع عليهم الاختيار لقيادة تطوير القطاع المصرفي، لاثبات قدرتهم علي إتمام المهمة بنجاح.
علي الأقل لفرط حماسهم، إن لم يكن- وهذا هو الأهم- لأن نجاحهم قد بات أمرا حيويا يهم – ويصب في مصلحة – الجميع.