مازلت أتذكر ذلك اليوم الذي هاتفت فيه الأستاذ محمد بركة، مدير تحرير جريدة المال سابقا، لأتمكن من العمل بجريدة المال في 23 نوفمبر 2006 بعد مقابلة في أحد البنوك الأجنبية بيومين تقريبا، أثني فيها علي نشاطي ورؤيته لي في كل مؤتمر صحفي أو أي مناسبة تخص البنوك تحديدا، في الوقت نفسه كنت أعمل في جريدة أخري لم أجد فيها وفي غيرها العمل بمهنية وشرف من قادة تلك المؤسسات بسبب انشغالهم المفزع بالإعلانات وابتزاز المصادر بما لذ وطاب من الاتهامات لدرجة وضعت كرامتهم الصحفية في سلة المهملات التي لا تلقي بها إلا القاذورات.
وجئت لجريدة المال في مقرها بـ26 شارع عدن بالمهندسين وأنا مليئة باليأس والإحباط الشديدين، وحضرت الاجتماع الأسبوعي للجريدة وطرحت أفكاري، وبدأت منذ الأسبوع الأول من العمل ألمس فيها ما كنت أبحث عنه، وهو أن أبذل مجهودا يقدره من يعرف قيمة الكرامة والمهنية، ومرت 7 سنوات علي بهذا المكان المليء بأسمي معاني الصداقة والحب والأخوة ببيت المال، نعم بيت المال مثل بيت العيلة فحينما أدخله أشعر بالعزوة والأمان والفخر لنسبي لها، ولا أخفي عليكم سرا حينما حالفني الحظ في يوم 18 أبريل 2011 وقابلت زوجي الدكتور شريف صبري لأول مرة وتزوجنا في أول أكتوبر من العام نفسه ومنحني القدر بعد 9 أشهر وأنجبت قمرا جميلا قررنا معا تسميته حازم شريف، حبا في إنسانية ذلك الرجل الأخ والأب بالنسبة لي علي الصعيد الشخصي ورئيس تحرير الجريدة، نعم فهو يستحق ذلك عن جدارة ليس فقط لأنه يبهرني بإدارته للمكان بل يبهرني بكيفية قدرته علي استخراج الطاقات الإيجابية الكامنة داخل كل منا لنكتشف أنفسنا من جديد في «المال» بخلاف أي مؤسسة صحفية أخري عمل بها أي منا في السابق، ففي هذا المكان عملت بجد وتعلمت الأسس الفنية في قطاع التأمين علي يد أخي الأكبر أحمد رضوان وتم توجيهي بشكل محترم ويليق بمن يعلمك قبل أن يليق بك أنت نفسك، ثم عملت مع ماهر أبوالفضل الصديق قبل الرئيس والذي استفدت منه كثيرا كاحترام المواعيد والجد والالتزام والحماس الذي لا ينطفئ والبحث وراء الانفراد حتي تقلدت منصب نائب رئيس قسم التأمين قبل عامين بهذه الجنة الصغيرة التي تشعرني بأن كل الصعاب التي تواجهك في مهنة الصحافة تهون عندما تعشق «المال».