لم تتسبب عمليات الإغلاق الناتجة عن فيروس كوفيد وأزمة السوق العقارية وتعثر الاقتصاد الصيني في عرقلة كبار شركات النفط الصينية عن تحقيق أرباح قياسية في النصف الأول.
قالت كل من “بتروتشاينا”و”سينوبك “وسينوك” إنها حققت إيرادات تاريخية في الفترة الممتدة من يناير إلى يونيو، بعدما فاقت أسعار النفط والغاز اللذين تنتجهما هذه الشركات تكاليف الاستيراد المرتفعة وتسارع الاستهلاك المحلي للوقود.
أداء شركات النفط الصينية
تتوقع الشركات أن يساعد تحوّل متوقع في أداء الاقتصاد على تحسين نتائج أعمالها. وقال داي هوليانغ، رئيس مجلس إدارة “بتروتشاينا”، إن الحزم التحفيزية الحكومية تعزّز الطلب على النفط، في حين قالت عملاقة التكرير “سينوبك” إنها تتوقع ارتفاع مبيعات الوقود المحلية بمقدار 11% خلال النصف الثاني، مقارنة بالنصف الأول.
قال رئيس الشركة ما يونغ شنغ، في مؤتمر صحفي حول نتائج الأعمال، الإثنين: “نثق أن تعافي الطلب في السوق سيستمر نتيجة لتخفيف القيود الناجمة عن الوباء وتنفيذ الحكومة المركزية لسياسات مواتية.”
توقعات انخفاض النمو
لا يتوافق تفاؤل التنفيذيين بالضرورة مع التوقعات الأوسع للاقتصاد المتجهة نحو مزيد من التشاؤم. فقد خفّض الاقتصاديون في أحدث استطلاع أجرته “بلومبرغ” توقعاتهم للنمو في عام 2022 بشكل أكبر بسبب استمرار اضطرابات سوق العقارات وتفشي “كوفيد”.
حذّرت شركات النفط من تعرض الاقتصاد العالمي لتهديدات الركود التضخمي والتوترات الجيوسياسية، ومن المتوقع استمرار تقلب أسعار الطاقة نتيجة لتلك التوترات. وبلغ متوسط سعر الخام العالمي نحو 105 دولارات للبرميل في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بزيادة تتجاوز 60% عن مستوى نفس الفترة في عام 2021، مما منح المنتجين مكاسب غير متوقعة بعد عدة سنوات من انخفاض الأسعار.
خطط إنفاق الشركات يجب أيضا أن تساعد الجهود الحكومية لتحفيز الاقتصاد، وعزّزت الشركات الثلاث من إنفاقها الرأسمالي خلال الأشهر الستة الأولى. وتتوقع كل من “بتروتشاينا” و”سينوبك” تسارعاً حاداً في الإنفاق خلال النصف الثاني مع سعيها للحفاظ على نمو إنتاج النفط والغاز بهدف المساعدة في تلبية احتياجات أمن الطاقة في الصين.