الجاذبية في صناعة ذلك الأفق الغير تقليدي الذي يجب أن يلتفت إليه صناع هذه الصناعة, عندما نتحدث عن الجاذبية يترائ إلي الأذهان العالم الفزيائي الكبير إسحاق نيوتن ونظريتة في الجاذبية الأرضية, نعم هذا ما نقصده بالفعل مع الفارق بالطبع وهو انجذاب المجتمع والانبهار التلقائي نحو التأمين وأهميته دون معاناة الوسطاء, هو أن نجعل من الصناعة منتج يشتري لا يباع.
هل التأمين إجبار أم اختيار؟
والسؤال هل إجبار أم اختيار؟ سنلاحظ أن هناك صور منه إجباري وكثير من الصور الأخري اختياري, فإذا استطاعنا أن نصل إلي الإجبار في معظم الصور فنكون قد حققنا الهدف المرجو في تحقيق التكافل الاجتماعي الشامل ضد المخاطر التي قد يتعرض لها البعض.
أما إذا كان اختيار وهو محور حديثنا فكيف نجعل من الجاذبية الإرادية الاختيارية وهو الأصعب علي الإطلاق نظراً لطبيعة المستوي الفكري المخاطب فنحن لا نتحدث عن مادة تتحرك بدافع القوة, وبعيدا عن فلسفة التسويق وأسلوبه في مخاطبة الجمهور.
نحن نتحدث عن فلسفة الصناعة في مخاطبة , والذي يجب علي الدولة بكل مفكريها الاقتصاديين وغيرهم أن تتوجه نحو ذلك المورد الهام وتوليه العناية اللازمة, فنحن وإن كنا لا يمكن أن ننكر الجهود المبذولة من المختصين ولكن أيضاً لا يمكن أن نثمن أدوار زائفة, فهذه الصناعة كما ذكرنا سابقاً وسنظل نذكر أمن قومي علي المستويين الاجتماعي والاقتصادي .
تعني شعور الجمهور بالحاجة الشديدة إلي ذلك المنتج, الانبهار من دوره الاجتماعي في تحقيق الأمان, الثقة واليقين الذي يجعل المؤمن له يستقطع جزء من ماله بكل رضا وأريحية ليتخلي عن الشعور بالخوف تجاه خطر مادي أو معنوي قد يحدث له مستقبلاً, وسيلته الحقيقية لتحقيق الاستثمار والربح المستهدف من عملية تكوين رؤوس الأموال.
لم نتحدث عن خيال أو نظريات ورقية ولكن نبحث عن قواعد عملية وحلول واقعية.
الأمان هو العامل الأول لتلك النظرية: الأمان بكل ما تحمله الكلمة من معاني, الأمان هو مفتاح السحر لجاذبية البشر لذلك المنتج فكلنا بحاجة إلي الأمان, الأمان هو الضرورة الاجتماعية في عصر ليس للأخطار فيه حدود, الأمان تجاه المؤمن ووسيطه ومصداقيته خلال كل مراحل , الأمان تجاه أي خطر وكل خطر محتمل الحدوث, الأمان النسبي الإيجابي المشروط بضوابط يجب أن يتأقلم عليها المجتمع, الأمان الذي يدفع عجلة الإنتاج إلي التقدم والنمو, الأمان الذي يمنح الثقة في المستقبل في نفوس المؤمن لهم, الأمان الذي يجعل الإنسان يعمل من أجل مستقبل أفضل وليس من أجل قضاء وتأمين حوائجه الشخصية فقط للخوف من المستقبل, الأمان الذي يحفز علي النشاط الدائم والهمة ليس الكسل والخمول والراحة السلبية, الأمان الذي يجعل من مصر الدولة الأولي عالمياً في الإنتاج والابتكار, إذا استطاع المواطن أن يشعر بأهمية في تحقيق ذلك الأمان الشامل الحقيقي في مقابل قسط عادل متوازن بالطبع سيهرول إليه.
علي المستوي تكوين : فهنا المادة هي المتحكمة فإذا استطاعت الشركات أن توفر الميزة ستحقق التفوق.
خريطة مقترحة لجاذبية صناعة التأمين للجمهور
خريطة طريق مقترحة لتنفيذ ذلك عملياً :
1- التضحية بجزء من الأرباح الذي سيعوض أضعاف فيما بعد والنزول إلي الشارع والقري والنجوع بأعمال خيرية كثيرة لكسب التعاطف الشعبي والتقرب من الجمهور بشكل مختلف بعيدا عن البيع, التعريف بدور الصناعة الاجتماعي الهام وأهميتها.
2- حل المشاكل التي تعرض لها المؤمن لهم من عمليات التأمين السابقة والتي كانت السبب في الفسخ أو التصفية أو الزهد بطرق وأساليب علمية صحيحة.
3- العمل علي حل المشاكل الاجتماعية البسيطة التي لا تكلف الكثير من الأموال ولكن تمس القلوب.
4- العمل علي تحقيق الأمان المناسب للأسر الغير قادرة.
5- عمل مسابقات دورية بجوائز رمزية وغير رمزية مع التعريف بطرق الوقاية من الأخطار المحتمله وتحقيق الأمان والطمأنينة في نفوس المخاطبين.
6- تكوين فريق عمل توعوي مدرب علي أعلي مستوي لنشر ثقافة التأمين وأهميته ودراسة احتياجات الجمهور.
7- التعاون بين الشركات علي انجاح الصناعة أولاً ثم تحقيق الميزة التنافسية بينهم.
8- تحقيق الانتشار القاعدي الآمن الغير هادف الي الربح المبدئي, ليشعر المجتمع بالتوأمة مع صناعة التأمين وأن التأمين الأمان الفعلي له وأسرته .
إذا نُفذ ذلك بجدية وبإرادة النجاح ستتحقق جاذبية الجمهور لصناعة التأمين وتتحول الصناعة من منتج يباع إلي منتج يشتري يقبل عليه الجمهور ليتحقق الأمان لهم وستكون نقطة الانطلاق لعالم آخر وفكر جديد لصناعة واعدة, تلك كانت حلقة تأملية من سلسلة موضوعات وأطروحات العلم والتأمين.