هذا النوع الهام من التأمين الذي نري انه يجب أن تنشئ مجمعة تأمين اجبارية لتغطية الاضرار والاخطار المحتملة علي صحة الانسان والبيئة الناتجة من الهواتف المحمولة أو الجوالة وشبكات الاتصالات وابراجها والالات ذات الموجات الكهرومغناطيسية العالية.
تقارير منظمة الصحة العالمية بخصوص أخطار الموجات الكهرومغناطيسية
يمكن ان نبدا حديثنا بتقرير لمنظمة الصحة العالمية يفيد انه لا توجد براهين مؤكدة علي وجود تاثيرات صحية قصيرة أو طويلة الاجل تحدث من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من ابراج الهواتف الجوالة او الهواتف الجوالة ذاتها, وفي تقرير اخر لها اشارت الي انه توجد الكثير من الدراسات تشير إلي التأثيرالسلبي علي صحة الانسان والبيئة.
وبالاشارة الي توصية الهيئة الفنلندية للسلامة من الاشعاع والسلامة النووية بالحد من استخدام الاطفال للهواتف الجوالة وكذلك ابقاءه بعيدا عن النساء الحوامل لاحتمال تعرضهم للاثار الضارة للموجات الكهرومغناطيسية , وقد اقرت الهيئة الدولية للوقاية من الاشعاعات غير المؤينة ICNIRP أن الصناعات التي تسبب التعرض للمجالات الكهربائية والمغناطيسية هي المسئولة عن تدبير وسائل الوقاية والحماية للعاملين والجمهور, وفي تقرير اخر ذكر انه يمنع اقتراب الجمهور لمسافة تقل عن 6 امتار من الهوائي فوق الاسطح , بالاضافة الي الابحاث الصادرة حول درجات خطورة اجهزة الميكروويف لما يصدر عنها من موجات كهرومغناطيسية عالية وغيرها.
ووفقاً للبحوث المعتمدة دولياً عن الاشعاعات غير المؤينة في المجالات الكهرومغناطيسية فقد جاء بها ان الترددات الراديوية العالية تكون من خلال الهواتف الجوالة وافران الميكروويف والرادار واجهزة الارسال والاستقبال الراديوية الحرارية والثابتة , ويمكن ان نضيف إلي ذلك ابراج الكهرباء ذات الضغط العالي.
من كل ما سبق يتضح ان العلم في حالة شتات من حقيقة احتمالية ودرجة الاخطار الناتجة من الاجهزة الكهرومغناطيسية, التحذير والمنع للبعض والمنع لمسافات محددة كالابراج وغير ذلك مما لا نعلمه وقد يخبرنا به المتخصصين يدل علي الخطر, وما نلاحظة من انتشار امراض سرطانية وغيرها مجهولة المصدر, بالاضافة ما شاهدناه مؤخراً من انفجار لبطاريات الهواتف الجواله اثناء الشحن والتي ادت بوفاة العديد, يجعلنا لا يمكن ان ننفي او نغفل الجانب المظلم لتلك الالات.
فاذا كان للعلم دور في التقدم والرقي وفعل الخير, فهو ايضاً له دور اكبر لالحاق الاضرار بالانسان والبيئة, مما يتطلب التأمين والوقاية من الاخطار المحتملة التي قد تحدث للبعض من الكل نتيجة التكوين الجسماني وطاقة تحمل الجسم وكذلك البيئة المحيطة ودرجة الثقافة وغير ذلك.
واذا تطرقنا الي احد اساسيات ادارة المخاطر فهي العملية التي بواسطتها تتم المقارنة بين المخاطر والمنافع المرتبطة بالتقنيات المقدمة او تطويرها والمنهج السائد بها هو تحديد التاثير السلبي الحاسم.
لا يمكن ان نمنع التقدم التكنولوجي بل علي العكس نسعي ان ننشره ونطوره, ولكن هذا لا يعني عدم تأمين اضراره بالقدر المستطاع, وهذا هو الدور الحقيقي والمشرق للكيان التأميني.
أهداف مجمعة التأمين علي أخطار الهواتف المحمولة
ومن ثم يقترح انشاء مجمعة تأمين اجبارية لتلك الاخطار تمول اقساطها من الشركات المنتجة أو المستوردة او غيرها مما يكون لها علاقة مباشرة بتلك الصناعات والالات, ويكون هدف المجمعة:
1- التمويل المباشر للبحوث العلمية والعملية لاكتشاف الاضرار الناتجة ودرجة تاثيرها علي الانسان والبيئة.
2- العلاج الطبي الكامل بالداخل او الخارج اذا تطلب الامر لكل من يثبت تضرره من تلك الالات سواء بشكل مباشر او غير مباشر.
3- الدعم المادي لعائلات الحالات المتوفاه الناتجة عنها.
4- تاسيس انظمة وقائية للبيئة اكثر اماناً وذلك طبقاً لما ينتج من الابحاث.
5-اعداد برامج توعوية مباشرة للمجتمع عن طرق الوقاية والاستخدامات السليمة ونشرها.
حفظ الله شعب مصر وسلمه من كل سوء, تلك كانت احدي حلقات سلسلة موضوعات واطروحات العلم والتأمين.