بدءًا- قبل عرض العلاقة بين البحث العلمي وصناعة – أود أن أنوه ، إلي أن ما يتم طرحه من أفكار وموضوعات داخل سلسلة موضوعات وأطروحات العلم والتأمين هي أفكار قد تكون قابلة للبحث والتطبيق ومبنية علي أسس علمية وفلسفية لربط العلوم المختلفة بالصناعة، أو قد تكون رؤية لفكرة جديدة وحلم لمستقبل أفضل لصناعة يعشقها الكاتب، ومما لا شك فيه أن الهدف هو مستقبل صناعة التأمين القومي بعيداً عن أي متغيرات أخري قد تصيب الهدف.
أما ما يخص الجانب العلمي في هذه الموضوعات والهادف لتطوير الصناعة فهو ناتج عن بحث علمي لسنوات ومبني على نظريات علمية وقواعد وقوانين غير قابلة للجدل الفلسفي ولكن قابلة للنقاش العلمي.
–البحث العلمي وصناعة ، لا شك أن هذا الموضوع خصب للحديث وهناك من هو أكثر فقهاً وعلماً لاطلاعنا عن الكثير والكثير علمياً وعملياً، وأيضاً لا شك أن صناعة التأمين تشمل العديد من العلوم المترابطة بعضها ببعض مما يجعلها أكثر تعقيداً على المستوي الفني وأكثر صعوبة علي الباحث العلمي.
فنحن هنا نتحدث عن باحث علمي من نوع خاص، فالباحث العلمي التأميني لابد أن يتوافر فيه التعمق والجدية في الجزئية البحثية وكذلك الاطلاع على العلوم المتنوعة الخاصة بالصناعة وأيضاً الابتكار وحب الصناعة، وأري أن الباحث العلمي التأمينى يجب أن يكون كادر عامل داخل المجال حتى يستطيع أن يقدم نظريات علمية عملية يمكن تطبيقها وليس مجرد نظريات علمية فقط.
وبالتأكيد أن الشركات العالمية التي تدعم أبنائها علمياً وتستفاد من أبحاثهم وابتكاراتهم هي في مراتب متقدمة جداً علمياً ومادياً، فهي تعلم أين الثروة الحقيقية، وهناك أيضا من يدخل هذا المجال البحثي من أجل المال لا العلم ولا يقدم الجديد، ونحن لا نتفق مع هذا لأن الباحث العلمي يتطلب موصفات خاصة مثلها مثل أي مهارة أخري، وأن أي إنفاق على هؤلاء لن يجدي بنتيجة، إلا أن هذا لا يمنع من تأهيلهم وتثقيفهم لتكوين كوادر عملية مميزة.
والسؤال أين البحث العلمي في صناعة التأمين المصرية؟
عندما نتحدث عن بحث علمي المقصود هنا ليس البحث الورقي فبالتأكيد هناك المئات والآلاف من الأبحاث والرسائل العلمية داخل المكتبات وأدراج المكاتب، ولكن المقصود هو تأثير هذه الأبحاث على صناعة ، وتصنيف هذه الأبحاث من حيث كونها ابتكارية وتضيف الجديد أم مجرد أبحاث نظرية ومراجعات لقواعد ونظريات سابقة، هل هذه الأبحاث أفادت أو تفيد التطوير والتقدم وهل يمكن الاستعانة بها لحل الأزمات والمعوقات التي تواجه الصناعة.
إذا كان هناك الكثير من هذه الأبحاث والأفكار فمن المسئول عن التبني والتنفيذ، أين أنتم يا أولي الأمر من هذا، ليس الغريب عدم وجود البحث أو الفكرة، ولكن الغريب هو أن تكون تحت أيدينا الأبحاث والافكار ونقف عاجزين نتسامر ونغرد من أجل مستقبل أفضل، وهذا لا يعني عدم وجود تقدم وتطوير ملحوظ ولكننا نطمح في المزيد والمزيد والمزيد.
اعتقد أننا نحتاج إلى منظومة ومؤسسة متفردة مستقلة مكونة من علماء وفقهاء متخصصين محبين للصناعة والوطن يعملون على جمع هذه الأبحاث وبناء هيكل علمي تطويري وابتكاري قوي يفيد الصناعة (خلية عمل بحثية)، ويعملون أيضاً على توجيه دفة البحث العلمي التأميني القومي نحو ما تحتاجة الصناعة، تعمل هذه المؤسسة على البحث عن هؤلاء الباحثين ودعمهم وإرسال البعثات البحثية حول العالم، تضع شروط من ينتمي إليها بكل حيادية واستقلال بعيد عن أي شوائب أخري.
تعمل هذه المؤسسة على ربط العلوم بعضها ببعض بشكل متناغم وتضيف العلوم الأخرى الجديدة ف مازال في مرحلة الطفولة، تنشر هؤلاء الباحثين في سوق العمل المصري والعالمي باحترافية لتحقيق التوازن في التقدم العلمي الفني والتكنولوجي لمن يرغب في ذلك ويمكن أن يكون هذا مصدر من مصادر دخل المؤسسة، الهدف هو أن تكون مصر رقم 1 في صناعة حول العالم، هل نحن قادرين على هذا؟ نعم قادرون بسواعد شبابنا وخبرات علمائنا وفقهائنا، فقط نحتاج إلى الإرادة والإخلاص والعمل وحب الوطن والصناعة.