تخطط شركة شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية والمستحضرات التشخيصية «راميدا» إلى التوسع ببصمتها التصديرية لتغطية أسواق الخليج العربى خلال الفترة المقبلة.
وكشف الدكتور عمرو مرسى، العضو المنتدب لشركة «راميدا»، أن شركته تعكف حاليًا على استكمال المرحلة النهائية من تسجيل منتجاتها تمهيدًا لتصديرها إلى سوق الكويت فى التوقيت المناسب.
وأكد العضو المنتدب فى حوار لـ«المال» أن شركته تمكنت من الوصول بمنتجات التصديرية إلى 5 أسواق خارجية خلال الربع الأول من عام 2022 شملت العراق واليمن وليبيا والسعودية وجنوب السودان.
وتطرق الحديث مع «مرسى» إلى شكل ومستقبل صناعة الدواء فى مصر وأهم التحديات التى واجهتها خلال الفترة الأخيرة وأهمها اختلال سلاسل التوريد وانخفاض قيمة الجنيه، ومدى تأثر «راميدا» بكل هذه المعطيات وكيفية التعامل معها.
نتائج الربع الأول
البداية كانت بالحديث عن النتائج المالية الأخيرة للربع الأول من 2022، والتى سجلت الشركة خلالها إيرادات مجمعة بقيمة 343.1 مليون جنيه بمعدلات نمو بلغت %26.7.
وأرجع مرسى الزيادة المذكورة إلى دعم الإيرادات التى حققتها محفظة الشركة المتنامية من مستحضرات المضادات الحيوية، وتحديدا مستحضرى «راميتاكس» و«راميسيفتراكس».
وأشار إلى أن مستحضر «كولونا» حقق إيرادات قوية خلال الفترة المذكورة إذ احتل صدارة قائمة المنتجات الأكثر مبيعا خلال الربع الأول من العام الجارى.
وأوضح العضو المنتدب لشركة راميدا أن نمو الإيرادات يعكس المساهمة القوية من أحدث استحواذات الشركة، المتمثلة فى مستحضرات فى مناطق علاجية سريعة النمو.
وذكر مرسى أن إجمالى الربح ارتفع %49.2 ليبلغ 173.2 مليون جنيه خلال الربع الأول من 2022، مصحوباً بنمو هامش الربح الإجمالى 7.6 نقطة مئوية ليسجل %50.5 على أساس ربع سنوى.
وقال العضو المنتدب إن ارتفاع إجمالى الربح جاء مدفوعا بتمكن الإدارة من تحسين محفظة الشركة بباقة من المنتجات التى تتميز بارتفاع قيمتها، فضلاً عن نجاح الاستراتيجية التى تبنتها الإدارة لترشيد التكاليف.
ووفقا لنتائج أعمال الربع الأول من 2022، سجلت الأرباح التشغيلية قبل خصم الضرائب والفوائد والإهلاك والاستهلاك 110.7 مليون جنيه بنمو %74، وصاحب ذلك ارتفاع هامش الأرباح التشغيلية بواقع 8.7 نقطة مئوية ليسجل %32.3، مدعوماً بارتفاع معدلات الكفاءة التشغيلية.
وأشار مرسى إلى أن صافى الربح (بعد حقوق الأقلية) سجل معدل نمو سنوى نسبته %138 ليبلغ 71.8 مليون جنيه خلال الربع الأول من عام 2022.
وأوضح أن الشركة تمكنت من تنمية هامش صافى الربح بواقع 9.8 نقطة مئوية ليسجل %20.9 خلال نفس الفترة، وذلك بفضل ارتفاع الأرباح التشغيلية وانخفاض مصروفات الفوائد.
المستحضرات
وعلى صعيد المستحضرات، قال مرسى إن «راميدا» تمكّنت من الاستحواذ على 5 مستحضرات دوائيّة منذ إدراجها فى البورصة، ويشمل ذلك المستحضر الدوائى الذى نجحت فى إتمام الاستحواذ عليه خلال الأسبوع قبل الماضى والخاص بالمستحضر المضاد للتجلطات.
وأشار إلى أن ثلاثة مستحضرات قد انضمت إلى قائمة أفضل 10 منتجات مبيعًا خلال الربع الأول من 2022، وساهمت بنسبة %18.5 فى إجمالى إيرادات الشركة خلال نفس الفترة.
وأوضح العضو المنتدب أن من أبرز صفقات الاستحواذ المذكورة عملية الاستحواذ التى تمت فى 2020 لمستحضر ينتمى إلى عائلة مضادات الالتهاب غير الاستيرودية NSAID.
وأشار إلى أنه عقب استحواذ «راميدا» على المستحضر خلال عام 2020؛ تمكن الدواء بصورة سريعة فى احتلال صدارة قائمة المنتجات الأكثر مبيعًا فى العام التالى، ليساهم بنسبة %11.5 من إجمالى الإيرادات خلال عام 2021.
وقال إن أحدث استحواذات الشركة المتمثلة فى مستحضر مضاد للتجلطات قد حقق نجاحات قوية إذ بلغت مساهمته فى إجمالى الإيرادات حوالى %5.6 خلال الربع الأول من العام الجارى، ليحتل بذلك المرتبة السادسة بقائمة المنتجات الأكثر مبيعا خلال نفس الفترة.
المبيعات
وفيما يتعلق بالمبيعات، قال مرسى إن حجم مبيعات قطاع المبيعات المحلية قد ارتفع %8 خلال عام 2021، علمًا بأنه يتجاوز حجم مبيعات قطاع المناقصات منذ قيد الشركة بالبورصة، ليحتل صدارة المساهمة فى إجمالى حجم مبيعات الشركة.
وأشار العضو المنتدب إلى مساهمة القطاع فى إجمالى حجم مبيعات الشركة قد ارتفعت من %40 خلال عام 2019 إلى %51 خلال الربع الأول من عام 2022.
ومن جانب آخر، تراجع حجم مبيعات قطاع المناقصات بمعدل سنوى %12 خلال عام 2021، بما يتماشى مع الاستراتيجية التى تطبقها الشركة والتى تهدف إلى تحقيق أفضل مستويات الربحية من خلال تقليص مساهمة قطاع المناقصات فى إجمالى الإيرادات.
وأوضح أن نجاح تطبيق هذه الاستراتيجية أدى إلى تراجع مساهمة قطاع المناقصات فى إجمالى حجم المبيعات من %51 خلال 2019 إلى %40 فى الربع الأول من 2022.
وذكر أن حجم مبيعات قطاع التصدير قد انخفض بنسبة %18 خلال عام 2021، على خلفية القيود المفروضة على حركة التجارة الدولية إلى السوق العراقية خلال فترة طويلة من العام نتيجة أزمة انتشار فيروس كورونا علما بأنه يمثل أكبر أسواق تصدير منتجات الشركة.
وأشار العضو المنتدب إلى أن حجم مبيعات القطاع شهد تعافيًا ملحوظًا خلال الربع الأول من العام الجارى، إذ ارتفعت %153 فى ضوء استئناف نشاط التصدير إلى السوق العراقية.
وبحسب مرسى، استقرت مساهمة القطاع فى إجمالى حجم مبيعات بنسب تتراوح بين 9 إلى %10 منذ إدراج الشركة بالبورصة.
ولفت إلى أن حجم مبيعات قطاع التصنيع لأطراف أخرى قد ارتفع بنسبة %33 خلال 2021، مع الملاحظة أنه يتم حساب حجم مبيعات هذا القطاع بشكل مستقل عن قطاعات الشركة الثلاثة الأخرى.
وأكد مرسى أن هذا النمو المستمر لقاعدة عملاء قطاع التصنيع للغير يعكس التوظيف الأمثل لقدرات الشركة التشغيلية فى إنتاج مستحضرات البودرة المجفدة.
وأوضح أنه برغم التغييرات التى شهدتها أحجام المبيعات لكل قطاع على حدة خلال عام 2021، إلا أن ذلك لم يحُل دون مساهمة جميع القطاعات فى نمو الإيرادات خلال نفس العام.
وأرجع العضو المنتدب ذلك إلى النجاح المشهود للاستراتيجية التى تتبناها الشركة، الهادفة إلى تحسين محفظتها بباقة من المنتجات المتميزة بقيمتها المرتفعة.
وقال مرسى إن محفظة الشركة تضم حاليا 135 منتجا، بما فى ذلك أحدث استحواذاتها المتمثل فى المستحضر الدوائى المضاد للتجلط .
وأوضح أن شركته تتطلع إلى إطلاق نحو من 8 إلى 10 منتجات إضافية سنويا متنوعة، تتضمن منتجات تحظى بمكانة سوقية جذابة وتتميز بقيمتها المرتفعة نسبيا فضلاً عن تغطيتها للمجالات العلاجية الرئيسية عالية النمو.
وأكد العضو المنتدب أن %80 من باقة المنتجات المستهدف إطلاقها مستقبلاً ستغطى مجالات علاج الأمراض المزمنة.
التكاليف
وبسؤاله حول كيفية تعامل «راميد» مع التكاليف فى ظل التحديات التى أثرت على سلاسل التوريد، قال مرسى إن الشركة تمكنت خلال العام الماضى وقبل ظهور الضغوط التضخمية الحالية من تنفيذ مجموعة من التدابير التى تهدف إلى تقليص التكاليف التشغيلية بصورة كبيرة.
وأوضح العضو المنتدب أنه تم تطبيق ذلك على جميع عناصر هيكل التكاليف بدءًا من المواد الخام، إذ تمكنت الشركة من تعظيم الاستفادة من شبكة مورديها الواسعة لشراء المركّبات الدوائية الفعّالة بأقل الأسعار المطروحة.
وأشار إلى أن هذه الجهود لم تثمر فقط عن تقليص تكاليف سلاسل التوريد وإنما انعكست أيضا على الارتقاء بالكفاءة التشغيلية والإنتاجية بمصانع الشركة.
ولفت إلى أنه بالتوازى مع ذلك، بادرت الإدارة بتحسين الكفاءة التشغيلية لقطاعى المبيعات والتسويق سعيا إلى تقليص المصروفات العمومية والإدارية والبيعية وبالتالى تنمية الأرباح التشغيلية إلى أفضل المستويات.
وأوضح أن الشركة تمكنت من جنى ثمار هذه التدابير عبر تحسُّن هامش الربح الإجمالى وهامش الأرباح التشغيلية قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك بشكل ملحوظ خلال الربع الأول من 2022، اذ سجلا نموًا سنويًا بواقع 7.6 نقطة مئوية و8.7 نقطة مئوية على التوالى خلال نفس الفترة.
ويرى العضو المنتدب لشركة «راميدا» أن الانخفاض الأخير فى قيمة الجنيه المصرى قد شكّل تحديا كبيرا على مستوى سوق الصناعات الدوائية بوجه عام، موضحا أن «راميدا» لم تكن بطبيعة الحال بمعزل عن تأثير تلك التحديات.
وأكد مرسى أن فريق الإدارة بادر عقب التوقعات التى أعلنت حول الظروف السوقية الراهنة، بتأمين المواد الخام التى تكفى المتطلبات الإنتاجية حتى نهاية يونيو القادم.
مؤشرات الربحة
وعلى صعيد تطلعات معدلات الربحية والمبيعات والاستحواذات حتى نهاية 2022، قال مرسى إن شركته تستهدف تحقيق نموّ للإيرادات بنسب تتمشى مع معدلات النمو بسوق الأدوية.
وأعرب عن تفاؤله بارتفاع الإيرادات من المنتجات الجديدة سواء التى تم إطلاقها مؤخرًا أو تم الاستحواذ عليها حديثًا، مما سيثمر عن دفع نمو إجمالى الإيرادات خلال العام.
وذكر أن نتائج الربع الأول من العام الجارى قد أظهرت تحقيق معدلات نمو تجاوزت المعدلات المذكورة، اذ ارتفعت الإيرادات بمعدل سنوى %27 خلال الربع الأول من العام الجارى، فيما ارتفع صافى الربح %138 خلال نفس الفترة.
الاستحواذات
وفيما يتعلق بدراسة صفقات استحواذ مرتقبة على كيانات محددة أو غيرها، قال مرسى إن الإدارة تحرص بصورة دائمة ومستمرة على دراسة واستكشاف فرص النمو الجذابة بالسوق.
وأشار إلى أن ذلك يتضمن شقين، الأول دراسة فرص الاستحواذ المحتملة على المستحضرات الدوائية التى تحظى بالفعل بحصة سوقية جذّابة، وكان ذلك يمثل رأس أولوياتها خلال الفترة الماضية، أو فرص الاستحواذ المحتملة على شركة أدوية أخرى.
وأوضح مرسى أن دراسات الشركة لتلك الفرص تستند إلى مجموعة من العوامل، أولها أن يتمشى الاستحواذ مع الأهداف طويلة المدى التى تتبناها الشركة.
وأشار إلى أنه ينبغى أن تحقق عمليات الاستحواذ المستهدفة تكاملاً لقدرات الشركة التصنيعية، أو تثمر عن تعزيز محفظة منتجاتها، أو تساهم فى وصولها إلى أسواق تصدير جديدة، أو تحقق تكاملاً مع هيكل التكاليف، وغيرها من العوامل.
صندوق الاستثمارات
وفى سياق آخر، قال العضو المنتتدب إن قيام صندوق الاستثمارات العامة السعودى بزيادة حصته فى الشركة مؤخراً إلى %11، خاصةً فى ظل التحدّيات الصعبة التى تشهدها السوق خلال الفترة الراهنة أمر يدعو إلى السعادة والفخر.
وأشار مرسى إلى أن الخطوة تؤكد ثقة صندوق الاستثمارات العامة السعودى فى المقوّمات القوية والجذابة التى تحظى بها «راميدا»، وفى جدارة استراتيجية النمو متعددة المحاور التى تتبناها.
وأكد أن استراتيجية الشركة المذكورة مكنت «راميدا» من تجاوز التحديات الاقتصادية غير المسبوقة السنوات القليلة الماضية، والخروج منها بصورة أقوى، مع نجاحنا فى تحقيق أهداف النمو المخططة على المديين القصير والطويل.