محمود ياسين.. واحد من أشهر نجوم جيل السبعينات، غادر عالمنا، اليوم، عن عمر يناهز 79 عامًا، ومع أن محمود ياسين له تاريخ طويل فى السينما والتليفزيون والمسرح، إلا أن “أبو الفنون” لا يلقى نفس الاهتمام في الرصد والكتابة عن أدواره به، رغم أن بدايات ياسين كانت أساسًا فى المسرح، لكن الضوء الأكبر سُلط عليه كممثل سينمائي.
فرغم أن محمود ياسين لم يدرس بالمعهد العالي للفنون المسرحية، واكتفى بدراسة الحقوق وتخرَّج فيها عام 1964، لكنه استطاع فتح مجال لنفسه بين أروقة المسرح المصري حتى انطلق فى مجال السينما.
الدكتور عمرو دوارة : محمود ياسين بدأ بفرقة «المسرح الطليعي» ببورسعيد
كشف الدكتور عمرو دوارة، المؤرخ المسرحي والمخرج والناقد المسرحي، عن تاريخ محمود ياسين فى مجال المسرح المصري، وتحدث عن تاريخ هذا الممثل الكبير فأكد أن المسرح كان بداية لياسين، كما أنه ظل هو المجال الأقرب له، والمجال الإبداعي الأساسي الذي قضى فيه أكثر من نصف قرن كممثل محترف.
وأضاف دوارة أن ياسين قدم مسرحيات مع العديد من الفِرق الهامة، ومنها: المسرح القومي، مسرح الجيب، الفنانين المتحدين.
وكشف دوارة أن بداية عشق محمود ياسين للمسرح كانت منذ أيام الدراسة، فقد التحق بفرقة «المسرح الطليعي» ببورسعيد حتى انتهى من دراسته الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة لدراسة الحقوق بجامعة عين شمس، وشارك في بطولة عدة مسرحيات من خلال المسرح الجامعي.
محمود ياسين يحترف المسرح ويشارك بمسابقة المسرح القومي
وأضاف دوارة أن حلم ياسين لم ينته عند الهواية والمسرح الجامعي، بل إنه سعى للاحتراف وتقدم قبل تخرجه مباشرة للمسابقة التي أعلنت عنها فرقة «المسرح القومي» لقبول أعضاء جدد، وبعدما جاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، نجح بالفعل عام 1963، وذلك قبل تخرجه في كلية الحقوق عام 1964، ليترك مهنته التي درسها ويتوجه للتمثيل.
وأوضح دوارة أن بداياته كانت مع فرقة المسرح القومي من خلال تقديمه أدوارًا صغيرة بمسرحيات الحلم، سليمان الحلبي، الزير سالم، المسامير.
وأكد دوارة أن ياسين استطاع إثبات موهبته، ووصل لمرحلة القيام ببطولات مسرحية، كما أنه رغم تألقه سينمائيًّا فيما بعد، ظل حريصًا على المشاركة بالعروض المسرحية كلما واتته الفرصة، خاصة بعدما تمكَّن بموهبته وجدارته في الوصول إلى أدوار البطولة منذ مسرحيتيْ “ليلة مصرع جيفارا” (1969) بفرقة «المسرح القومي»، والمسرحية الشعرية «ليلى والمجنون» رائعة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور بفرقة «مسرح الجيب».
كما أشار دوارة إلى أنه قدم أدوارًا كبطل مسرحي في مسرحيات متتالية؛ وهي عودة الغائب (1977)، الزيارة انتهت (1982)، بداية ونهاية (1986)، واقدساه (1988)، أهلًا يا بكوات (1989)، الخديوي (1993).
وتعاون ياسين خلال هذه الرحلة المسرحية مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل؛ وفي مقدمتهم عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، كمال يس، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، سمير العصفوري، عبد الغفار عودة، شاكر عبد اللطيف، ياسر صادق، والمخرج الألماني كورت فيت.
محمود ياسين قدم 17 مسرحية وبعض عروض المناسبات
وعن المسرحيات التي شارك فيها محمود ياسين أوضح دوارة أنه قدم 17 مسرحية، منها 11 مسرحية بفرقة المسرح القومي؛ وهي: الحلم (1964)، وسليمان الحلبي (1965)، والزير سالم، وحلاوة زمان (1967)، والمسامير، ودائرة الطباشير القوقازية (1968)، وليلة مصرع جيفارا، ووطني عكا (1969)، والنار والزيتون (1970)، وحدث في أكتوبر (1973)، وعودة الغائب (1977) .
كما قدم مسرحيات بفرق مسرحة أخرى؛ وهي: ليلى والمجنون (لفرقة الجيب- 1970)، الزيارة انتهت (لفرقة الفنانين المتحدين- 1982)، بداية ونهاية (لجمعية فناني وإعلامي الجيزة- 1986)، واقدساه (لاتحاد الفنانين العرب- 1988)، الخديوي (للفرقة الغنائية الإستعراضية- 1993)، الرحمة المهداة (لفرقة المسرح الحديث- 2007).
وأشار دوارة إلى أن ياسين شارك أيضًا في بطولة بعض عروض للمناسبات (الاحتفالات الدينية و الوطنية)، ومنها أوبريت ميلاد أمة (1980)، أصوات قلبت العالم (2006)، مصر فوق كل المحن (2014).
محمود ياسين يتولى إدارة فرقة المسرح القومي
من غير المعروف لغير المسرحيين أن الفنان محمود ياسين تولَّى إدارة فرقة المسرح القومي لعام وبضعة أشهر فقط، وقدمت الفرقة في تلك الفترة واحدة من أشهر مسرحياتها؛ وهي «أهلا يا بكوات» بطولة الفنانين حسين فهمى وعزت العلايلي، وقال عن هذه المسرحية د. دوارة إنها حققت إيرادات كبيرة، كما نالت فرصة تمثيل مصر ببعض المهرجانات المسرحية العربية.
.. ودوره بمسرح الأقاليم
أكد د. دوارة أن محمود ياسين احتفظ طوال مسيرته بروح الهواية ولم ينس أنه كان واحدًا من فناني مسارح الأقاليم والمسرح الجامعي؛ فاشتهر في الوسط الفني بدماثة خلقه وتواضعه الشديد ومساندته للموهوبين من مختلف الأجيال، وظل مثالًا رائعًا للأخلاق السامية والنبل الإنساني.
وأضاف دوارة أن ياسين دعم أنشطة وفاعليات «الجمعية المصرية لهواة المسرح»- التي أسسها دوارة وترأس مجلس إدارتها عام 1982، كما أنه قام بتحمل مسئولية رئاسة «مهرجان المسرح العربي» الذي تنظمه الجمعية في دورته السابعة (عام 2008)، وأيضًا رئاسة لجنة التحكيم العربية بالدورة العاشرة (عام 2012).