«علي بابا» تطلق منصات جديدة لتحديد مواعيد اختبارات الحمض النووي لفيروس «كورونا»

شركات الأدوية العالمية تسعى لإنتاج أمصال وأدوية

«علي بابا» تطلق منصات جديدة لتحديد مواعيد اختبارات الحمض النووي لفيروس «كورونا»
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

8:59 ص, الأثنين, 27 أبريل 20

طرحت «علي بابا» الشركة الأكبر والأشهرفى سوق التجارة الإلكترونية بالصين خدمات جديدة تساعد المواطنين على تحديد مواعيد حجز الاختبارات الطبية لاكتشاف الحمض النووى لفيروس «كورونا»عند المصابين بمرض «كوفيد 19» المميت فى أقرب مركز طبى لهم.

وتوجه الشركة المستخدمين الباحثين عن هذه الاختبارات إلى صفحات على موقع «تاوباو أو تمال»وهو من أهم مواقعها للتجارة الإلكترونية لتحديد مواعيد الفحص للحمض النووى للفيروس فى 9 مدن كبرى فى أنحاء الصين بسعر يتراوح بين 180 و258 يوان ( 25 و36 دولاراً).

وذكرت وكالة رويترز أن «علي بابا» قدمت خدمات حجز الاختبارات فى كبرى المدن الصينية مثل بكين وشنغهاى فى البداية، وتعتزم التوسع قى أنحاء الصين فى أقرب وقت، بينما قدمت منافستها شركة «JD دوت كوم »الأسبوع الماضى منصة حجز مماثلة فى العاصمة بكين فقط.

وبدأت شركتا «على بابا وJD دوت كوم »تخصيص منصات لتحديد مواعيد هذه الاختبارات لأن الحكومة الصينية تريد الإسراع فى إجرائها لاكتشاف المرض ولاسيما فى ووهان، الموطن الأصلى الذى انطلق منه الوباء فى جميع دول العالم تقريبا.

وأمرت سلطات بكين المواطنين فى مدينة ووهان بالسفر إلى بكين لإجراء اختبارات الحامض النووى لفيروس كورونا قبل انتهاء فترة الحجر الصحى لهم، بينما أعلنت حكومات العديد من المدن والمناطق الصينية توفير هذه الاختبارات للمواطنين بشكل اختيارى، ولكنها اشترطت على الذين عادوا من السفر من الخارج خلال أبريل الجارى أن تكون هذه الاختبارات الطبية إجبارية لهم.

شركات الأدوية العالمية تسعى لإنتاج أمصال وأدوية

تبذل شركات الأدوية العالمية جهودا مكثفة لإنتاج مصل للوقاية من كورونا أو عقار لعلاج المرض، ولكنها ما زالت تواجه نقصا فى منتجات وأدوات اختبارات الحامض النووى للفيروس ،بينما تحاول شركات أخرى تشخيص المرض داخل الصين وخارجها للتعجيل بإنتاج مستلزمات هذه الاختبارات.

ومن المقرر أن تبدأ شركة فايزر الأمريكية وبايوإنتيك الألمانية بالتعاون مع شركة فوسون فارما الصينية إجراء اختبارات على 200 ألمانى بمصل كوفيد 19 المكتشف حديثا فى ألمانيا، لكنه مازال قيد التجارب السريرية، ثم تحاول الشركتان إجراء تجارب فى الولايات المتحدة التى باتت الأولى على العالم فى عدد الوفيات والمصابين.

ونالت شركتا «فايزر وبايوإنتيك» موافقة السلطات الألمانية لإجراء أول تجارب إكلينيكية على الإنسان بمصل من المرجح أن يوفر الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا لتدخل فى سباق عالمى لتطوير وسيلة دفاعية ضد الوباء المميت.

ارتفعت أسعار أسهم بايوإنتيك %60 خلال الأسبوع الماضى فى بورصة فرانكفورت بعد أن أعلنت الهيئات الرقابية الصحية عن موافقتها على اختبار المصل الذى ابتكرته على 200 شخص سليم من عمر 18 إلى 55 عاماً فى المرحلة الأولى ثم إجرائه على مرضى مصابين بفيروس كورونا فى المرحلة الثانية.

وقال جينز سبان وزير الصحة الألمانى فى مدينة بيرلين إن تطوير الأمصال وصل لمرحلة يمكن خلالها إجراء أولى التجارب على البشر، ولكن من المهم معرفة أن نتائجها تستغرق عدة شهورقبل الإعلان عنها وجعلها متاحة للجميع.

وتترقب الحكومات والشركات والمستثمرون والشعوب فى كل مكان نتيجة السباق المحموم بين شركات ومراكز أبحاث العقاقير للوصول الى انتاج أمصال وأدوية للوقاية من كورونا، بعد أن اقترب عدد المصابين به على مستوى العالم من 3 ملايين حالة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن العديد من شركات ومعاهد بحوث الأدوية من الصين إلى الولايات المتحدة مرورا بأوروبا ومنها كانسينو بايولوجيكز ومعهد بكين للبايوتيكنولوجيا وإينوفيو فارماسيوتيكال وموديرنا والمعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية تتسابق لإنتاج الأمصال والعقاقير اللازمة للقضاء على وباء كورونا.

وأكدت الحكومة البر يطانية أن الباحثين فى جامعة أوكسفورد طوروا مصلا للوقاية من كورونا، وأنه يتم إجراء اختبارات سريرية عليه هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن جميع التجارب الإيكلينيكية مازالت فى مراحلها الأولى وتستغرق أسابيع وشهور لمعرفة تأثيرها على هذه الفيروس.

تخصيص 200 برنامج للوقاية والعلاج من كورونا

انضمت شركات أمريكية مثل «جيليد ساينسيز وجونسون آند جونسون» إلى سباق العثور على أمصال وعقاقير لمكافحة وباء كوفيد 19 من خلال طرح 200 برنامج مختلف لابتكار هذه الأمصال والعقاقير، وتجرى تلك الشركات العملاقة تجارب للعثور على منتجات وقائية وعلاجية ومعرفة مدى تأثيرها على هذا المرض، وسط توقعات محتملة بصعوبة التوصل إلى علاج فعال خلال 2020.

ومن أولى وأشهر الشركات العالمية التى ابتكرت مؤخرا عقاقير لمكافحة فيروس كورونا شركة «جيليد ساينسيز» التى ركزت على الأدوية المضادة للفيروسات التى تعتمد على منع الفيروس من التضاعف وغزو خلايا الجسم مما يؤدى للوفاة.

وتشمل الأدوية المضادة للفيروسات عقار يعالج مرض الملاريا على مستوى العالم، وأدوية أخرى تستخدم حاليا لعلاج مرضى نقص المناعة المكتسبة HIV، وأدوية العلاج من فيروس الكبد الوبائى، وعقار «تاميفلو» الذى يعالج فيروسات الانفلونزا الموسمية.

كما ابتكرت «جيليد ساينسيز» عقار «ريميدسيفير»الذى تجرى عليه تجارب فى الصين منذ شهرين، وستعلن عن النتائج الصينية آخر أبريل الجارى.

وكانت عدة شركات عالمية منها «تيفا فارماسيوتيكال اندستريز، وسانوفى، وميلان، وناتكو فارما ،ونوفارتيس، وباير» وغيرها أنتجت عقار «هيدروكسيكلوروكين أو كلوروكين » الذى يعالج الملاريا منذ زمن طويل، ولكن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أعلن مرارا أنه سيستخدمه فى علاج كورونا بالرغم من الأدلة المحدودة على نجاحه، وأن التجارب مازالت جارية عليه ليتم الإعلان عن نتائجها خلال مايو القادم.

ورغم أن شركة زيجيانج هيسون فارماسيوتيكال الصينية أنتجت منذ سنوات عقار «فافيبيرافير» لعلاج الانفلونزا العادية وأنتجته شركة «فوجيفيلم »اليابانية باسم «افيجان» إلا أن الباحثين اكتشفوا أنه يمكن استخدامه لمنع فيروس كورونا من غزو خلايا الجسم، ومازالت التجارب جارية عليه منذ مارس الماضى وحتى الآن.

كما تحاول شركة تاكيدا فارماسيوتيكال اليابانية اكتشاف ما إذا كان عقار «كونفالسينت بلازما» يمكن استخدامه فى إنتاج أجسام مضادة تحارب فيروس كورونا ولكن حكومة طوكيو لن تمنحها الموافقة عليه إلا بعد انتهاء التجارب مع نهاية العام الجارى برغم أن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية وزعت إرشادات على الباحثين والمستشفيات لاستخدامه فى تجارب علاج المصابين بفيروس كورونا.

الأمصال أوسع نطاقا فى الوقاية من الوباء

إذا كانت الأدوية تعالج المصابين بالفيروس فقط فإن الأمصال تعمل على نطاق أوسع لأنها تساعد على الوقاية من المرض المميت عند إعطائها لملايين البشر وتمنحهم مناعة مستديمة ضد الوباء، وإن كان تطويرها يحتاج لمدة طويلة لأنه يجب إثبات آنها آمنة تماما ،إذا يتم التجارب على أشخاص أصحاء.

وأوضحت السلطات الصحية العلمية ومنها المعاهد الوطنية للصحة فى الدول المتقدمة أن الأمصال تحتاج لسنة على الأقل قبل أن تصبح متاحة للجميع، خاصة مع وجود 70 مصلا يجرى تطويرها حاليا فى بلاد مختلفة وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر خلال الشهرالجارى.

كما أنتجت شركة موديرنا مصل «mRNA-1273 » الذى يحفز الجسم على تخليق بروتين رئيسى من الفيروس يساعد على إعطاء مناعة ضد مورونا، ويستخدمه حاليا المعهد الوطنى الآمريكى للحساسية والأمراض المعدية على 45 مريضا بفيروس كورونا فى تجارب سريرية ستظهر نتائجها مع نهاية مايو أو بداية يونيو المقبلين.

وتعتزم شركة «جونسون اند حونسون» البدء فى إجراء تجارب سريرية على البشر بمصل «أدينوفيروس» المضاد لكورونا اعتبارا من سبتمبر القادم، وتنتج منه مليار جرعة، بعد أن حصلت على دعم من الحكومة الأمريكية بقيمة مليار دولار للإسراع فى إنتاجه، والتأكد من سلامته على المواطنين وفاعليته فى الوقاية من مرض كوفيد19.

وتقوم شركة «إينوفيو فارماسيوتيكال» منذ بداية أبريل الحالى باختبار مصل« INO-4800» الذى يستهدف تنشيط جهاز المناعة للإنسان ليتمكن من صد فيرس كورونا والقضاء عليه، بعد اتفاقها مع شركة ادفاكسين بايوتيكنولوجيا الصينية على اختباره فى الصين.

وطورت شركة كانسينو بايولوجيكز مصل «Ad5-nCoV » فى مراكز أبحاث الجيش الصينى وهندسته وراثيا لينتج فيروسا ضعيفا يمكنه أن يتضاعف لمساعدة جهاز المناعة على الهجوم على فيروس كورونا والقضاء عليه.

وأكملت أيضاً شركة كانسينو بايولوجيكز خلال الشهر الجارى المرحلة الأولى من دراسة سلامة وأمن هذا المصل اللازم للوقاية من مرض كوفيد 19، وتبدأ فى أقرب وقت تجارب أخرى موسعة للتأكد من فاعليته فى الوقاية.

وتهدف شركة نوفافاكس من مصل «NVX-CoV2373 » الذى ابتكرته مؤخرا بعد اندلاع وباء كورونا أن يتمكن من تخليق أجسام مضادة تصد البروتين الذى يستخدمه الفيروس فى نشر العدوى بجسم المصاب.

وجربت الشركة هذا المصل على حيوانات فى أبريل الجارى، ووجدت أن المناعة ازدادات قوة عند هذه الحيوانات، وسط توقعات بأن تجرى تجارب على 130 مريضا بكورونا فى منتصف مايو ونشر النتائج بحلول يوليو المقبلين.

وتعاونت شركة سانوفى الفرنسية مع زميلتها جلاكسوسميث كلاين البريطانية فى إنتاج مصل من بروتين فيروسى مشابه للأمصال المستخدمة عادة للوقاية من الانفلونزا الموسمية وإجراء تجارب عليه خلال النصف الثانى من العام الجارى، بهدف إنتاجه على نطاق واسع خلال النصف الأول من العام المقبل.

كما ابتكرت شركة بايوتيك جروب الصينية مصلا جديدا لم تطلق عليه اسم حتى الآن برغم الموافقة عليه فى 14 أبريل الججارى، وهو مصل يعتمد على استخدام فيروس خامل يساعد جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة لصد الفيروس القاتل فتمنعه من الانتشار فى خلايا الجسم ، وبالتالى لا يتمكن من الانتشار وينتهى بالموت.

ورغم أن شركة ريجينرون فارماسيوتيكال أنتجت منذ سنوات عقار «كيفزارا» لعلاج التهاب المفاصل والروماتويد إلا أن الباحثين فى الشركة اكتشفوا أنه يساعد فى تخفيف أعراض صعوبة التنفس للمصابين بمرض كوفيد 19.

وبدأت شركة ريجينرون بالتعاون مع شركة سانوفى مرحلة جديدة فى دراسة أمريكية على 400 مريض بكورونا، وتنشر النتائج نهاية الشهرالجارى، بينما أطلقت شركة روش مع شركة شوجاى مصل «اكتيمرا» فى توليفة مع عقار افيجان بعد أن اكتشف الباحثون فى تجارب سريرية على أكثر من 300 مريضا بالسل الحاد أنها تحقق نفس تأثير عقار «كيفزارا »وتخفف لديهم أعراض صعوبة التنفس.

انتقادات أمريكية لمنظمة الصحة العالمية

رغم الجهود المكثفة التى تقوم بها الشركات العالمية لاحتواء الوباء يظهر جون بارسا القائم بأعمال إدارة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ليقول إن الولايات المتحدة تعتزم تقييم أداء منظمة الصحة العالمية، ومدى تنفيذ المهام المنوطة بها مثل التطعيم، فى إطار مراجعة تجريها واشنطن عقب تجميد الرئيس دونالد ترامب التمويل المخصص للمنظمة والبحث عن شركاء بديلين بعيدا عنها للقيام بمهامها.

ترامب بعد وقف تمويله لمنظمة الصحة العالمية : تحصل على أموالنا وتتحالف مع خصومنا

قال ترامب فى تغريدة سابقة إن «منظمة الصحة العالمية أخفقت»، فى الوقت الذى تخطت فيه حصيلة وفيات كوفيد-19 فى الولايات المتحدة 11 ألفاً، وإن المنظمة تساند خصوم أمريكا من خلال التقرب للصين.

«الصحة العالمية»: لم نخف شيئا عن أمريكا.. ومخاوف من تفشى الفيروس فى دول بأفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية

فى المقابل أكدت منظمة الصحة العالمية ردا على الرئيس الأمريكى بأنها لم تخف شيئا على الولايات المتحدة فى مايتعلق بخطورة بوباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا.

وترى المنظمة أن هناك مخاوف مستمرة من تفشى فيروس كورونا المستجد فى أجزاء من أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، محذرة من أن إعادة حركة السفر العالمية يجب أن تتم بحرص لأن معظم الدول ما زالت فى مراحل مبكرة من انتشار الوباء بها، وبعض الدول التى تعرضت للتفشى فى وقت مبكر بدأت تشهد ظهور حالات إصابة جديدة.

وحذر مايك ريان المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ الصحية فى المنظمة من التسرع فى إعادة فتح حركة السفر حول العالم قائلا إن ذلك يتطلب إدارة مخاطر بصورة متأنية، وأن الطريق مازالا طويلا فى مواجهة هذا الوباء المدمر، وأن هذا الفيروس سيبقى فى العالم لفترة طويلة برغم التقدم الذى أُحرزته الهيئات الصحية فى بعض دول أوروبا.

وإذا كان فيروس كورونا ظهر فى الصين منذ نهاية العام الماضى، وانتشر فى أكثر من 200 دولة منها 167 دولة بها حالات وفاة، إلا أن المنظمة لم تعترف بأنه وباء إلا بعد مرورأكثر من شهرين وتحديدا فى مارس الماضى فقط ليقترب عدد المصابين من 3 ملايين حالة وعدد الوفيات 200 ألف ضحية حتى الآن، ويتوقع المحللون أن تبلغ تاخسائر الاقتصادية الناجمة عن الوباء 2.7 تريليون دولار.

وأشارت توقعات معهد القياسات الصحية والتقييم فى جامعة واشنطن، التى يستند إليها البيت الأبيض، أن إجمالى عدد الوفيات بكورونا فى الولايات المتحدة سيصل إلى 66 ألفا بحلول شهر أغسطس القادم، ليرتفع عن التقدير السابق البالغ 60 ألف وفاة، ومؤكدة بأنه لو استمرت الوفيات فى أمريكا على هذا المنوال فقد يصل العدد إلى 50 ألفا مع بداية الأسبوع القادم، وعدد الإصابات قد تتجاوز المليون أمريكى.