«علي بابا» تزيح الستار عن نموذج Qwen 2.5-Max لمنافسة DeepSeek

وسط مخاوف من انتهاك خصوصية المستخدم

«علي بابا» تزيح الستار عن نموذج Qwen 2.5-Max لمنافسة DeepSeek
نيفين نبيل

نيفين نبيل

9:32 ص, السبت, 15 فبراير 25

تشهد ساحة الذكاء الاصطناعي تنافسًا محتدمًا بين الشركات الكبرى، بعد ما فاجأت شركة DeepSeek الصينية الأسواق الشهر الماضي بالكشف عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد يضاهي ChatGPT من حيث الكفاءة، لكنه يتميز بتكلفة أقل، مما أدى إلى تراجع العديد من أسهم شركات التكنولوجيا.

وفي ظل هذا السباق، أعلنت مجموعة علي بابا القابضة عن إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد تؤكد أنه يتفوق على كلٍّ من DeepSeek وChatGPT، مما يعيد خلط الأوراق في هذا القطاع سريع التطور.

أزاحت علي بابا الستار عن أحدث إصداراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو نموذج Qwen 2.5-Max، الذي تزعم الشركة أنه يقدم أداءً متفوقًا على نموذج DeepSeek، وChatGPT-4o من OpenAI، بالإضافة إلى Llama-3.1-405B من شركة ميت بلاتفورمز. وقد أدى هذا الإعلان إلى ارتفاع أسهم علي بابا، حيث يُنظر إلى تطوير روبوت محادثة ذكي ينافس النماذج الرائدة عالميًا على أنه فرصة نمو ضخمة للشركة، التي لم يكن أداؤها المالي في الفترات الأخيرة مثيرًا للإعجاب نظرًا لمعدلات النمو المنخفضة.

ورغم هذا التقدم، لا يزال سباق الذكاء الاصطناعي في مراحله المبكرة، ما يجعل من الصعب على المستثمرين تحديد أي النماذج سيكون الأنجح على المدى الطويل، إذ تضخ العديد من كبرى شركات التكنولوجيا استثمارات ضخمة في هذا القطاع. ويرتبط تحديد النموذج الأكثر تفوقًا بعدة عوامل رئيسية، منها القدرة على التكامل مع الخدمات الحالية، ومستوى الدقة، وكفاءة التكلفة، ومدى الالتزام بمعايير الخصوصية والأمان.

وتبرز الخصوصية كأحد العوامل الحاسمة في تحديد مستقبل نماذج الذكاء الاصطناعي، حيث واجه نموذج DeepSeek حظرًا في عدة دول بسبب مخاوف تتعلق بإمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين، وهو ما دفع الولايات المتحدة للنظر في فرض قيود مشابهة على الأجهزة الفيدرالية، على غرار الحظر المفروض على تطبيق TikTok. وفي ظل هذه المخاوف، قد لا يكون السعر المنخفض هو العامل الحاسم في نجاح النموذج بقدر ما ستكون مستويات الأمان والامتثال التنظيمي.

عامل آخر لا يقل أهمية هو مدى تكامل نموذج الذكاء الاصطناعي مع المنصات والخدمات القائمة، وهو ما يمنح بعض الشركات ميزة تنافسية واضحة. فعلى سبيل المثال، تتيح مايكروسوفت لمستخدميها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي عبر Copilot المدمج في برامج Microsoft Office، ما يسهل عليهم دمج هذه التقنيات في سير عملهم اليومي. أما Alphabet، المالكة لروبوت المحادثة Gemini، فلديها فرصة كبيرة لتعزيز مكانتها في السوق بفضل دمج الذكاء الاصطناعي في محرك بحث Google ومنصة YouTube، وهما منصتان رئيسيتان يعتمد عليهما الملايين للحصول على المعلومات يوميًا.