بعد تحقيقاتٍ استمرت 3 سنوات في أسباب حادث قطار محطة مصر الذي أسفر عن وفاة 21 مواطنًا وإصابة 52 آخرين، قررت النيابة الإدارية إحالة 10 مسئولين من كبار قيادات سكك حديد مصر للمحاكمة العاجلة؛ لعدم التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج القاطرات لإجراء أعمال الصيانة الدورية والوقائية والعَمرات وتوريد قطع الغيار اللازمة لتشغيل 151 قاطرة بلغت قيمتها 374 مليون دولار و46 مليون يورو، وتوقف عدد كبير منها دون الاستفادة منها.
أكد تقرير الاتهام أن المُحالين الـ10، خلال الفترة من عام 2008 حتى عام 2019 بدائرة عملهم بالهيئة القومية لسكك حديد مصر
وبوصفهم الوظيفي لم يؤدّوا العمل المنوط بهم بدقة وخالفوا القواعد والتعليمات المالية وارتكبوا ما من شأنه ضياع حق مالي للدولة ولم يحافظوا على ممتلكات الوحدة التي يعملون بها.
وتبيَّن من أوراق القضية أن المُحالين من الأول حتى الـ4، لم يقوموا بالعرض على رئيس مجلس إدارة الهيئة بضرورة التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج القاطرات لإجراء أعمال الصيانة الدورية والوقائية والعَمرات،
وتوريد قطع الغيار اللازمة لتشغيل عدد 81 قاطرة والتي دخلت حيز التشغيل خلال عام 2009 والبالغ قيمة القاطرة الواحدة منها وقت التوريد 3 ملايين و83 ألف دولار،
وعدد 40 قاطرة دخلت حيز التشغيل في التوقيت نفسه، والبالغ قيمة القاطرة الواحدة منها وقت التوريد 3 ملايين و100 ألف دولار،
وعدد 30 قاطرة دخلت حيز التشغيل عام 2004، والبالغ قيمة الواحدة منها مليونًا و530 ألف يورو؛ وذلك لضمان استمرار تشغيل هذه القاطرات بالشكل المطلوب والذي يحقق أعلى استفادة منها؛
نظرًا لعدم وجود خبرة لدى الفنيين المختصين بالإدارة المركزية للصيانة في التعامل مع هذه القاطرات وإجراء الصيانة الفنية لها؛ لما تتسم به من تقنيات فنية عالية،
مما ترتَّب عليه توقف عدد كبير من هذه القاطرات عن العمل وعدم الاستفادة منها بالشكل الأمثل وحرمان الدولة من الدخل الذي كانت تدرّه حال تشغيلها، فضلًا عن احتياج هذه القاطرات المعطلة إلى مبالغ هائلة لإعادة تأهيلها وصيانتها حتى تستخدم،
ولم يقم المُحال الـ5 لم يقم بالعرض على رئيس مجلس إدارة الهيئة بضرورة التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج القاطرات لإجراء أعمال الصيانة الدورية والوقائية والعَمرات وتوريد قطع الغيار اللازمة لتشغيل عدد 70 قاطرة مما ترتب عليه توقف عدد كبير منها.
وأكدت مذكرة النيابة الإدارية أن المحالين 2 و3 و6 أهملوا في الإشراف على أعمال رؤساء الإدارة المركزية لصيانة الوحدات المتحركة بالقاهرة،
وذلك بعدم توجيههم بضرورة مطالبة رئيس الهيئة بإبرام تعاقدات مع إحدى الشركات المتخصصة لصيانة القاطرات،
ولم يتحقق المُحال السادس من وجود خطط الطوارئ والمخاطر التي تهدف إلى توفير عوامل السلامة ضد أخطار الحريق بالمحطة مما ترتب عليه ذات الأثر السابق.
ولم يتخذ المُحال السابع إجراءات وضع خطط وسياسات الطوارئ والمخاطر لمقر محطة مصر حتى يتسنى اعتمادها من قِبل إدارة الحماية المدنية لسكك حديد مصر، والتابعة لوزارة الداخلية؛ بهدف توفير عوامل وضوابط السلامة بمقر المحطة،
مما ترتّب عليه عدم وجود تلك المنظومة لمكافحة أخطار الحرائق، وهو ما استتبعه عدم قدرة فني الأمن الصناعي بالمحطة على السيطرة على الحريق المندلع بالمحطة يوم 27 فبراير 2019، نتيجة خروج وانحدار إحدى قاطرات المناورة عن مسارها.
وتقاعس المحال الثامن عن بمتابعة ورصد تطوير أعمال السلامة بمقر محطة مصر بمنطقة رمسيس بالقاهرة،
مما ترتب عليه عدم اكتشاف عدم تفعيل دور منظومة مكافحة أخطار الحرائق بمقر المحطة لعدم وجود خطط وسياسات الطوارئ والمخاطر لمقر المحطة،
وهو ما استتبعه عدم قدرة فني الأمن الصناعي بالمحطة على السيطرة على الحريق المندلع بالمحطة يوم 27 فبراير 2019 ووفاة 21 شخص وإصابة 52 آخرين.
وأهمل المُحال التاسع في الإشراف على إعداد وتنفيذ خطط وسياسات المخاطر والطوارئ وتحديد ضوابط السلامة وعدم التأكد من صحتها،
ومدى توافر عوامل وضبط السلامة بمقر المحطة مما ترتب عليه عدم إكتشاف عدم وجود تلك الخطط والسياسات ووجود قصور شديد بمنظومة السلامة ومكافحة الحريق بالمحطة،
وهو ما استتبعه عدم القدرة على التعامل مع خطر الحريق بمقر المحطة يوم 27 فبراير عام 2019.
ولم يقم المُحال العاشر بمتابعة أجهزة مكافحة الحريق بالمحطة والتأكد من صلاحيتها وعدم إخطار رئاسته بقطاع البنية الأساسية عن وجود قلة في عدد فني الأمن الصناعي،
والنقص في معدات وأدوات الإطفاء، وأن الأصناف الموجودة غير صالحة للإستخدام وغير مطابقة للمواصفات المطلوبة مما ترتب عليه عدم القدرة على التعامل مع الحريق.