أكد مسؤول بوزارة السياحة والآثار المصرية، أن بعثة الآثار الصينية – المصرية في معبد مونتو جنوب مصر تبعث الحياة في المعبد المهجور الواقع في مجمع معبد الكرنك في مدينة الأقصر الغنية بالآثار.
نتائج مهمة في معبد مونتو جنوب مصر
وقال مدير عام مجمع آثار معبد الكرنك مصطفى الصغير، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه “على الرغم من أن البعثة المصرية – الصينية المشتركة تعمل منذ موسمين فقط، إلا أنها حققت نتائج مهمة للغاية في معبد مونتو”.
وتابع الصغير أن البعثة تقوم بحفريات يتم من خلالها الكشف عن العناصر المعمارية للمعبد، بالإضافة إلى أعمال ترميم في أجزاء كثيرة منه .
كما تجري البعثة دراسات خاصة مثل دراسة الفخار والنقوش الموجودة في المعبد ومبانيه، بحسب الصغير.
وأكد أن أعضاء البعثة الصينية لديهم خبرات كبيرة في مجال الآثار، مشيرا إلى أن الصين لديها حضارة عظيمة وعريقة مثل مصر.
وقال الصغير إن الجانب الصيني يستمتع بالعمل مع زملائهم المصريين، الذين تم اختيارهم بعناية فائقة ممن لهم خبرات طويلة بهذا المجال.
تعاون مثمر
وأضاف أن “التعاون كبير بين الجانبين، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع البعثة لتحقيق نتائج عظيمة خلال موسمين فقط”.
لكنه أشار إلى أن انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) أثر على عمل البعثة، كاشفا عن أن الفريق الصيني لم يتمكن من القدوم إلى مصر لاستكمال أعمال هذا الموسم ، ولذلك ينجز الطاقم المصري حاليا بعض الأعمال الصغيرة لاستمرار العمل في المعبد، بحسب الصغير، الذي قال “نعمل في الموقع لتفادي أي آثار سلبية”.
وأوضح أن هناك العديد من البعثات الأثرية العاملة في مصر، معتبرا أنه من الجيد أن تكون هناك بعثات يمكن أن تساعد في إنقاذ الآثار والتراث المصري.
ونوه بأنه سيتم إنشاء مركز دراسات صيني للآثار المصرية في مصر، مشيرا إلى أن المركز سيركز على دراسة الآثار والحضارة المصرية القديمة، وكذلك رعاية أنشطة البعثات الأثرية الصينية التي ستعمل في مصر في المستقبل.
وأوضح الصغير أن “مراكز الأبحاث تساعد في الحفاظ على عمل البعثات ورفع مستوى البحث العلمي”، آملا وصول المزيد من البعثات الصينية للعمل في مصر.
أحدث التقنيات من الصين
وأشار إلى أن “الصين لديها أحدث التقنيات، التي تستخدم في الحفريات والترميم”، معتبرا أن ذلك “مفيد جدا” في مصر.
وتعتبر هذه البعثة هي أول بعثة أثرية مصرية – صينية في مصر، وهي نتاج بروتوكول تعاون موقع فى عام 2018 بين وزارة الآثار المصرية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، وتقوم بأعمال تنقيب في آثار معبد مونتو، الذي كان مغلقا أمام الزوار لعقود.
ويقع معبد مونتو على بعد خمسة كيلومترات شمال شرق الكرنك داخل الأقصر.
وبدأ الموسم الأول للبعثة المشتركة أواخر نوفمبر 2018، واستمر نحو أربعة أشهر.
وكان رئيس البعثة الأثرية الصينية في مصر جيا شياو بينغ، قد قال في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إنه تم إنجاز المزيد من أعمال التنقيب والتوثيق في الموسم الثاني للبعثة الأثرية المصرية الصينية في معبد مونتو.
إغلاق معبد الكرنك
من ناحية أخرى، قال مدير عام مجمع آثار معبد الكرنك إن الفرق الأثرية المصرية في مجمع معبد الكرنك استفادت من الإغلاق، الذي استمر لأشهر بسبب مرض فيروس كورونا لترميم 29 تمثالا للكباش في الفناء الأول لمعبد الكرنك.
وأوضح الصغير أن “التماثيل كانت في حالة سيئة للغاية من الحجز بسبب عوامل الطقس”، مضيفا أن المشروع يعد أكبر مشروع ترميم تنفذه وزارة السياحة والآثار في المجمع منذ فترة.
وتابع : “نحن فخورون جدا بأن هذا المشروع تم تنفيذه بأيدي مصرية رغم التحديات، التي واجهناها بسبب انتشار الوباء ومحدودية القدرات”.
خلق فرص العمل
وأشار المسؤول إلى أنه تم تنفيذ العديد من المشاريع، وتم إجراء عدد من الاكتشافات في الأقصر العام الماضي، مشيرا إلى أن ذلك ساعد بشكل كبير في خلق فرص عمل.
وتابع قائلا “إن تنفيذ مثل هذه المشاريع ساعد العمال الموسميين في المدينة على كسب المال لإعالة أسرهم بعد أن فقدوا وظائفهم بسبب الإجراءات المتعلقة بفيروس كورونا التي فرضتها الحكومة”.
وأردف قائلا، “كما استفاد من ذلك بشكل أساسي أولئك الذين يعملون في قطاع السياحة الذي توقف لشهور”.
وشهدت مصر خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الاكتشافات الأثرية الكبيرة، بما في ذلك المقابر الفرعونية والتماثيل والتوابيت والمومياوات ومواقع الدفن والحدائق الجنائزية.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.