Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

علاقة مايكروسوفت بـ OpenAI تدخل مرحلة "الجمود" بعد تمسكها بهيكلها غير الربحي

وسط تكهنات بالقطيعة التامة بين الطرفين

علاقة مايكروسوفت بـ OpenAI تدخل مرحلة "الجمود" بعد تمسكها بهيكلها غير الربحي
نيفين نبيل

نيفين نبيل

2:55 م, الأربعاء, 7 مايو 25

أعلنت شركة OpenAI، عن تراجعها الخاصة بخططها للتحول إلى شركة ربحية تقليدية، مؤكدة تمسكها بهيكلها غير الربحي الذي أُسست عليه عام 2015، في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا.

الجدير بالذكر أن هذا التحول الذي فاجأ الكثيرين حتى من الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي جاء بعد احتجاجات من موظفين سابقين، قادة مجتمع مدني، وحتى من أحد مؤسسيها، إيلون ماسك، الذي وصف الخطوة الربحية بأنها خيانة للمهمة الأصلية للمؤسسة.

لكن ما يزيد الوضع تعقيدًا هو مصير علاقتها مع الداعم الأكبر لها، شركة مايكروسوفت، التي ضخت استثمارات ضخمة في OpenAI بلغت 13.75 مليار دولار على مدار السنوات القليلة الفائتة، خاصة وأن  OpenAI أكدت في آخر تصريحاتها الرسمية أن الكيان الربحي سيظل خاضعًا لسيطرة الهيئة غير الربحية، مع التحول إلى “شركة ذات منفعة عامة”، كما أفادت تقارير بأن مايكروسوفت لم توافق بعد على هذا التغيير، وسط مخاوف بشأن حماية مصالحها الاستثمارية.

تأسست OpenAI بهدف ضمان تطوير ذكاء اصطناعي يخدم البشرية جمعاء. لكن طموحاتها التقنية الضخمة تطلبت تمويلًا بمليارات الدولارات، ما دفعها في 2019 إلى إنشاء كيان ربحي محدود العوائد لجذب الاستثمارات. في ذلك العام، كانت مايكروسوفت من أوائل الداعمين، باستثمار أولي بلغ مليار دولار.

غير أن العلاقة بدأت تظهر عليها علامات التوتر مع بداية عام 2024، حين أبدى موظفو مايكروسوفت قلقًا متزايدًا من اعتماد الشركة على نماذج OpenAI، وخصوصًا ChatGPT، في منتجاتها مثل Copilot وبحلول مارس الماضي، كانت مايكروسوفت تختبر دمج نماذج من شركات منافسة مثل Meta، xAI، وDeepSeek، في إشارة إلى نيتها تقليل اعتمادها الحصري على OpenAI.

مع قرارها الأخير، أكدت OpenAI أنها ستبقى مؤسسة غير ربحية “تُشرف وتُسيطر” على أي كيان ربحي تابع لها. كما تعهدت بتحويل ذلك الكيان إلى شركة ذات منفعة عامة، تأخذ في الاعتبار مصالح المستثمرين إلى جانب المهمة الاجتماعية.

رئيس مجلس الإدارة لـ أوبن إيه آي، بريت تايلور، صرّح بأن القرار جاء “بعد الاستماع إلى قادة المجتمع المدني والمدعين العامين”، في حين اعتبر الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن هذا المسار الجديد لن يُغيّر من هوية OpenAI الأساسية، قائلاً: “هذا لن يتغير”.

لكن في المقابل، ترى جهات عدة، من بينها إيلون ماسك، أن الهيكل الجديد لا يخرج عن كونه محاولة لإرضاء المستثمرين الكبار مثل مايكروسوفت، مشيرًا إلى أن التعديلات المقترحة تمنح سام ألتمان ومستثمريه نفوذًا مستمرًا داخل المؤسسة.

وفي تطور موازٍ، كشفت OpenAI عن نية SoftBank المضي قدمًا في استثمار قيمته 30 مليار دولار، في إشارة إلى رضا بعض المستثمرين العالميين عن الصيغة الجديدة للهيكل المؤسسي. إلا أن هذا الاستثمار، إلى جانب استمرار هيمنة مايكروسوفت، يثير تساؤلات حول مدى استقلالية OpenAI في قراراتها المستقبلية.

لا تزال OpenAI بحاجة إلى موافقة الجهات التنظيمية في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير لإتمام التحول القانوني المقترح، في وقت تستمر فيه الدعوى القضائية التي رفعها ماسك ضد الشركة.

وبينما تصر OpenAI على التزامها بقيمها التأسيسية، تبدو علاقتها مع مايكروسوفت ماضية نحو مرحلة من الغموض، إن لم يكن القطيعة التدريجية. ومع تصاعد التنافس في سوق الذكاء الاصطناعي، وظهور منافسين جدد من بينهم xAI، فإن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في رسم معالم العلاقة بين اثنين من أكبر اللاعبين في هذا القطاع سريع التطور.