عقد «المال» غير المكتوب!

سليمان جودة

8:21 ص, الأحد, 18 مارس 18

سليمان جودة

سليمان جودة

8:21 ص, الأحد, 18 مارس 18

إذا كنت أنت ممن يتابعون هذه الصحيفة، منذ خروج أول عدد منها إلى النور، فسوف تشعر بالتأكيد بحاجة قوية إلى الحرص على متابعتها بانتظام أكثر وأكثر!

وإذا لم تكن من هؤلاء الذين يتابعونها عددًا وراء عدد، ثم وقع فى يدك عدد منها بالصدفة، فسوف تشعر بالشيء نفسه!
وهناك أكثر من سبب خلف هذه العلاقة التى تنشأ بين جريدة “المال” وبين قارئها!

السبب الأول أنها استطاعت وتستطيع المزج بين كونها جريدة متخصصة فى الشأن الاقتصادى المجرد، وبين واجبها تجاه قارئ يريد أن يحس وهو يطالعها أنها ليست للقارئ الباحث عن القضايا الاقتصادية وحدها، وأنها له هو أيضاً باعتباره قارئًا مهتمًا بالشأن العام!

وأظن أنها نجحت فى ذلك إلى حدٍ كبير!

والسبب الثانى أنها قادرة على أن تجمع بين ما هو سياسى، وبين ما هو اقتصادى، فى تناولها لشتى القضايا.. وهى تفعل ذلك من خلال معادلة تدرك أن الفصل بين السياسى والاقتصادى فى قضايانا مسألة صعبة.. هذا إذا لم تكن سوف تبدو مهمة مستحيلة عند كل محاولة!

والسبب الثالث أنها تعرف أن الاقتصاد بطبيعته، ليس مُحبباً إلى القارئ بصفة عامة، كمادة مقروءة، وأن على الجريدة التى تريد تقديمه للقارئ أن تبذل جهداً مُضاعفاً.. وجريدة “المال” تبذله ولا تقصّر فيه.. وأتصور أن هذا هو الذى يميز بينها وبين جرائد أخرى من نوعها فى الأسواق!

فليس كل قارئ لها.. لأول مرة.. قادراً على أن يحيط بالمعانى الدقيقة لعبارات من نوع الميزان التجارى، أو الدين العام، أو عجز الميزانية.. إلى آخره!.. ولذلك فهى تُقرب مضامين مثل هذه المصطلحات أو العبارات، إلى عقل قرائها!

وإذا كانت هى تقاوم هذه الأيام، مثلما تقاوم كل صحيفة ورقية، فى أجواء غير مُساعدة، فلأن لها قارئاً يتابعها ويُقيم علاقة من الارتباط بينه وبينها!

وقد كان رئيس تحريرها الأستاذ حازم شريف، ناجحاً منذ اللحظة الأولى، فى إخراجها إلى القارئ، على الصورة التى يجب أن تخرج بها إليه، من حيث الشكل ومن حيث المضمون، ثم من حيث الرسالة التى لابديل لصحيفة مثلها عن أن تحملها إلى هذا القارئ فى كل صباح!

وقد كان شعارها غير المعلن، وغير المكتوب، هكذا: جريدة متخصصة لقارئ غير متخصص.. أو شيء بهذا المعنى وفى هذا الاتجاه!

وهى تَعتبر شعاراً من هذا النوع، عقداً غير مكتوب بينها وبين كل قارئ يطالعها.. ورغم أنه غير مكتوب لكنه فى قوة العقد المكتوب، وربما أقوى!

ولابد أنه أمر تستحق التهنئة عليه، مع التمنيات بحياة مديدة وممتدة بين الصحف والجرائد!