في الوقت الذي تحتدم فيه أزمة مصنع موبكو للأسمدة في محافظة دمياط، واستمرار قطع الطرق بالمحافظة وحصار الميناء، تلقت محافظة الوادي الجديد عرضين، أحدهما أجنبي والآخر محلي، لإقامة مصنعين لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية، ووحدات لنترات الأمونيا وحامض النيتريك، باستثمارات إجمالية تصل إلي 4.7 مليار جنيه عبر إحدي شركات الأسمدة السنغافورية وشركة لإنتاج الأسمدة في السوق المحلية، بحسب اللواء طارق المهدي “محافظ الوادي الجديد”.
قال اللواء طارق المهدي محافظ الوادي الجديد إن الشركة السنغافورية تعمل في مجال التعدين، وتصل التكاليف الاستثمارية للمشروع، الذي تقدمت به إلي المحافظة، لنحو 500 مليون دولار.
وأضاف المهدي محافظ الوادي الجديد لـ«المال»، أن الشركة قامت باستكشاف منطقة جبل الزيات بالوادي الجديد، وأكدت امتلاكها المقومات والمواد الخام اللازمة لإنشاء المصنع.
وتابع محافظ الوادي الجديد: إن إحدي شركات الأسمدة المحلية ـ رافضاً الكشف عنها ـ أعربت عن نيتها إقامة مصنع جديد بالمحافظة، بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 300 مليون دولار.
محافظ الوادي الجديد: من المقرر مخاطبة وزارة البترول للموافقة علي المشروعين
وتابع: إنه من المقرر مخاطبة وزارة البترول للموافقة علي المشروعين باعتبارها الجهة الحكومية المالكة لتلك الأراضي.
وأكد محافظ الوادي الجديد أن الوضع في الوادي الجديد يختلف كلياً عن الوضع في دمياط، نظراً لوجود مساحات شاسعة غير مستغلة، قائلاً: من الممكن أن تقف في مكان ولا تري أحداً علي بعد 50 كيلومتراً.
رئيس ميناء دمياط: عدد الشاحنات المحجوزة داخل الميناء بلغ 300 شاحنة محملة بمواد غذائية
من جهة أخري، واصل المحتجون غلق منافذ ميناء دمياط لليوم السابع علي التوالي، وقال اللواء إبراهيم فليفل، رئيس هيئة الميناء، إنه بخلاف 22 سفينة محملة بمواد غدائية محجوزة داخل الميناء و30 سفينة تنتظر السماح لها بالدخول، فإن عدد الشاحنات المحجوزة داخل الميناء بلغ 300 شاحنة محملة بمواد غذائية.
وقال فليفل لـ«المال»، إن سمعة الميناء تعرضت للتشويه بصورة كبيرة، بما يهدد بدخوله في القائمة السوداء للموانئ غير المستقرة أمنياً، مما يعرضها لخسائر علي المستوي الدولي، فيما يتعلق بالخطوط الملاحية العالمية التي تتعامل مع الميناء.
واشتكي ممدوح السيد، رئيس الجمعية العامة لنقل البضائع، من توقف نحو 50 سيارة تابعة للجمعية، وطالب بسرعة معالجة الموقف لتعرض جمعيات نقل البضائع لخسائر كبيرة، نتيجة تعطلها في الميناء منذ الخميس الماضي.
وقال عبدالمنعم الألفي، نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن العمل بالمنطقة الحرة العامة في دمياط متوقف بشكل كامل، وكذا حركة التصدير، لكنه قال إن منشآت المنطقة لم تتعرض لأضرار، وأعاد التأكيد علي توافق مصانع المنطقة مع الاشتراطات البيئية، وقال إن حرق نشارة الخشب التي تجريها ورش صناعة الأثاث في محافظة دمياط، أكثر خطورة وضرراً علي البيئة من مصانع البتروكيماويات في المحافظة.
وقالت مصادر في شركة موبكو إن اللجنة العلمية التي شكلها رئيس الوزراء مؤخراً، اجتمعت مساء أمس الأول، وتخلف عنها ممثلو هيئة الاستثمار ووزارتي البيئة والإسكان، وخلصت إلي دراسة الوضع البيئي لمختلف مصانع المنطقة الحرة العامة في دمياط، والتشديد علي الالتزام بماء جاء في تقرير اللجنة الأولي المشكلة بواسطة وزارة البيئة، وعرضها علي المجتمع المدني في دمياط خلال شهر، وقالت المصادر إن ما خلصت إليه اللجنة لا يتعارض مع الموقف الحالي لمصنع موبكو من الاشتراطات البيئية، مؤكدين أن الشركة ستقوم خلال يومين بإرسال ما يفيد بتوافق منشآتها مع تلك الاشتراطات.
عادل مرسي: تم إخطار باخرة روسية محملة بالقمح بتحويل مسارها إلى ميناء الدخيلة
وقال عادل مرسي، عضو مجلس إدارة الشركة العامة للصوامع والتخزين، إن الشركة قامت أمس بإخطار باخرة روسية محملة بحوالي 63 ألف طن من القمح الذي تعاقدت عليه الهيئة العامة للسلع التموينية خلال الفترة القليلة الماضية، كانت تتجه لميناء دمياط، بتحويل مسارها إلي ميناء الدخيلة، مشيراً إلي أنه من المقرر تسلم تلك الشحنات يوم 19 من الشهر الحالي.
وأضاف: إن استمرار الاعتصامات منع توريد ما يقرب من 60 ألف طن للمطاحن بهدف تغطية الاحتياجات التموينية من الخبز، إلي جانب تكدس ما يقرب من 60 ألف طن قمح بصومعة الشركة علي أراضي الميناء.
مطالب باعادة تشغيل مصنع دمياط والسماح باستكمال الانشاءات في المصنعين الجديدين
في سياق متصل، تظاهر أمس عمال وموظفو مصانع موبكو بدمياط والسويس والإسكندرية أمام مجلس الوزراء، مطالبين الدكتور عصام شرف باعادة تشغيل مصنع دمياط والسماح باستكمال الانشاءات في المصنعين الجديدين، بالإضافة إلي تشكيل لجنة تحقيق دولية مشكلة من الامم المتحدة ومنظمة الاغذية العالمية للوقوف علي الآثار البيئية للمشروع.
وقال الكيميائي وليد عبدالكريم، رئيس قسم حماية البيئة في شركة موبكو، إن الشركة تعمل منذ عام 2010 علي إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصناعي بشكل متكامل داخل المصانع بتكلفة اجمالية تقدر بنحو 11 مليون يورو، علي أن يتم افتتاحها بداية عام 2012، وأشار إلي أنه تتم حالياً معالجة مياه الصرف الصناعي في محطة رأس البر التي تتم فيها معالجة مياه الصرف الصناعي في جميع مصانع المنطقة الحرة.
وأشار عبدالكريم إلي أن الشركة كانت بصدد تنفيذ خطة لتنفيذ توصيات اللجنة العلمية المشكلة بقرار من رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، ليتم الانتهاء من تنفيذ هذه التوصيات في غضون 9 أشهر، وأوضح أن أهم تلك التوصيات هو عدم استخدام مياه النيل في تشغيل المصانع واستبدالها بمياه البحر، علي الرغم من عدم تأثر مياه الشرب في دمياط بحصة الشركة من النيل.
وأضاف عبدالكريم: إن الأهالي المحتجين أمام مصانع الشركة بدمياط قاموا بقذف العمال المحتجزين داخل أسوار الشركة بالطوب والحجارة، موضحا أن عدد هؤلاء العمال يبلغ نحو 100 عامل، حيث يمنع المحتجون وصول الأطعمة أو الأدوية إليهم منذ بداية الاحتجاجات.
وتساءل المهندس وليد حسن، رئيس قطاع الانتاج بشركة موبكو، عن أسباب استهداف شركة موبكو من جانب المحتجين علي الرغم من وجود مصانع أخري للأسمدة في مصر، تعمل منذ عشرات السنين، ولمدد تتجاوز فترة تشغيل مصنع موبكو، مثل مصانع شركتي “أبوقير” و”طلخا” وغيرهما من الشركات، علي الرغم من وقوعها داخل الكتل السكنية.