عدم تصوير الأعمال الفنية الأجنبية بمصر يضيع فرصا كبيرة للسياحة والدعاية

عادت أزمة تصوير الأعمال الفنية الأجنبية في مصر الموجودة منذ سنين طويلة للمشهد الساعات الأخيرة .

عدم تصوير الأعمال الفنية الأجنبية بمصر يضيع فرصا كبيرة للسياحة والدعاية
أحمد حمدي

أحمد حمدي

3:16 م, الجمعة, 24 يونيو 22

عادت أزمة تصوير الأعمال الفنية الأجنبية في مصر، الموجودة منذ سنين طويلة، إلى صدارة المشهد في الساعات الأخيرة، بعد أن كشف المخرج المصري العالمي محمد دياب عن استيائه من عدم قدرته على تصوير مسلسله مون نايت في مصر بسبب تعسف الإجراءات والروتين، خاصة أنه حقق شهرة عالميًّا ضمن سلسة مارفل، لذلك التقى دياب برئيس مدينة الإنتاج الإعلامي عبد الفتاح الجبالي، أمس؛ لبحث هذه الأزمة وكيف مواجهتها والوصول لحلول فيها قدر الإمكان.

نادر عدلي : صدر قرار رئاسي سابق بعدم السماح بتصوير الأفلام الأجنبية في مصر

قال الناقد الفني نادر عدلي إن مصر طيلة عمرها في الماضي كانت مكانًا لتصوير الأفلام السينمائية الأجنبية، ولعل أشهرها على الأطلاق الوصايا العشرة، لافتًا إلى أنه في فترة الرئيس جمال عبد الناصر صدر قرار رئاسي بعدم السماح لتصوير الأفلام الأجنبية في مصر؛ على أساس أن بعض هذه الأفلام تقوم بتشويه مصر والحضارة المصرية والمدنية الحديثة، وكان ذلك بعد حرب 56.

وأضاف أنه منذ ذلك التاريخ أصبح تصوير أي عمل فني أجنبي داخل مصر، أو حتى تصوير فيلم مصري دون موافقة الرقابة أمرًا يعني مصادرته تمامًا ، ورغم أن القرار يمتد لأكثر من 60 عامًا فإن البيروقراطية المصرية ومن خلال الرقابة نجحت في وضع معوقات تَحول دون تصوير أي فيلم.

مثل الجمارك على معدات التصوير للأعمال الأجنبية، والضرائب الضخمة، والفترة الزمنية التي تتم فيها الموافقة من الجهات المسئولة في مصر، وأصبح الشائع أنه ليس عناك قرار الآن بمنع تصوير الأفلام الأجنبية.

لكن المعوقات التي تصدر من الحكومات المتعاقبة يؤدي إلى استحالة ذلك، في الوقت نفسه أدركت كل من حكومة المملكة المغربية والأردنية الهاشمية الأرباح الهائلة التي تنتج عن التصوير الأجنبي من ناحية، والدعاية الهائلة التي تكتسبها مكنة التصوير، فمنحت تسهيلات وإغراءات كثيرة لدعوة أصحاب هذه الأفلام للتصوير، ومعالجة هذا الأمر مطروحة في مصر وتُناقَش منذ أكثر من 25 عامًا، ومع ذلك لم تصدر أية توجيهات بتسهيل الأمور، حتى على اعتبار أن تصوير الأفلام نوع من الاستثمارات ذات العائد السريع التي تنشط حالة الاقتصاد المصري.

ويرى عدلي أن القرار يجب أن يكون سياديًّا وليس من جانب رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي ولا برغبة المخرج محمد دياب، وقد سبق أن تمّت هذه المحاولة من خلال المنتجين جابي خوري ومحمد حفظي وآخرين، ولم تسفر عن أية نتائج.

فايزة هنداوي : هذا القرار يضيع على مصر فرصة كبيرة في الدعاية والسياحة بها

وأوضحت الناقدة فايزة هنداوي أن حل هذه الأزمة يجب أن يكون من خلال أجهزة الدولة، وليس رئيس رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي عبد الفتاح الجبالي، فهو قرار قديم تم اتخاذه يمنع تصوير أي عمل أجنبي في مصر بسبب الإجراءات والروتين والبيروقراطية.

وتشير إلى أنه بسبب هذا القرار لم يستطع المخرج محمد دياب تصوير مسلسله الأخير الذي حقق شهرة عالمية “مون نايت” التابع لسلسلة مارفل العالمية في مصر، فذلك كان سيدرّ عوائد ضخمة لبلادنا من حيث السياحة والمال.

وأكدت هنداوي أن عدم تصوير الأعمال الأجنبية في مصر، مقارنة بنظيرتها المغرب التي تسمح بذلك بسهولة، يضيع على مصر فرصة كبيرة في الدعاية والسياحة بها، لنا أن نتخيل حينما يتم تصوير فيلم أجنبي في مصر ويقوم كرو العمل بعمل دعاية لذلك عبر حساباتهم على السوشيال ميديا، كيف سيضيف ذلك للسياحة في مصر ويدرّ أموالًا كثيرة لها.

عثمان أبو لبن : دول غيرنا تسهل إجراءات تصوير الفيلم الأجنبي مثل دبي والمغرب

وأكد المخرج عثمان أبو لبن أننا نتمنى أن تكون التسهيلات الخاصة بتصوير الأفلام الأجنبية في مصر أفضل من الموجودة حاليًّا، من حيث تخفيض قيمة الليالي السياحية لفريق عمل الفيلم أثناء تصويره في مصر.

ويضيف: كذلك تخفيض الضريبة الجمركية على المعدات الخاصة بالتصوير للفيلم الأجنبي بمصر، والعمل على تسهيل كل الإجراءات والتصاريح اللازمة لتصوير هذه الأعمال الفنية الأجنبية.

ولفت أبو لبن إلى أن هناك دولًا أخرى غيرنا تسهِّل هذه الإجراءات للأعمال الأجنبية مثل دبي والمغرب والأردن وجنوب أفريقيا، مؤكدًا أن ذلك لو حدث في مصر بسهولة سيسهم في تشغيل قوة عاملة في هذه الأعمال الفنية، بالإضافة إلى أنه سيدرّ عملة أجنبية للبلاد ويوفر فرصًا للتدريب أيضًا من خلال الكفاءات الأجنبية.