عدسة الراحل رمسيس مرزوق... إبداع فريد وأب روحي للمصورين المصريين

حصل على الدكتوراه فى التصوير من السربون فى مجال التصوير السينمائى ، وقدم من خلال عدساته أفلام هامة فى السينما المصرية منه المهاجر ، اسكندرية نيويوك ،الريس عمر حرب ،حين ميسرة ، أصحك الصورة تتطلع حلوة

عدسة الراحل رمسيس مرزوق... إبداع فريد وأب روحي للمصورين المصريين
رحاب صبحي

رحاب صبحي

9:20 م, الثلاثاء, 6 يوليو 21

توفى منذ أيام الدكتور رمسيس مرزوق الذى يعتبر حالة متفردة فى مجال التصوير السينمائى والفوتوغرافى ، فهو بمثابة الأب الروحي بالنسبة للمصورين المصريين ، و ذلك لأنه عاصر أجيالا سينمائية متعددة ، ودرس التصوير و السينما فى مصر والخارج.

وقدمت كاميرا مرزوق نوعا خاصا من الصور من حيث التكوين والإضاءة ، عبر العديد من الأعمال السينمائية شديدة التميز مثل : “أضحك الصورة تتطلع حلوة”، “سوق المتعة”، “الصعود على الهاوية”، “خريف آدم”، “إسكندرية نيويورك”،”المهاجر”،”الريس عمر حرب” و”حين ميسرة”.

وعن الراحل الدكتور رمسيس مرزوق، قال المصور عمرو نبيل ، مؤسس شعبة المصورين في نقابة الصحفيين ، إن رحيل هذا الفنان الكبير و المتواضع أيضا هي خسارة كبرى لفن التصوير بشكل عام، و هذا ما شعر به المئات من تلاميذه في شتى مجالات التصوير.

عمرو نبيل : رمسيس مرزوق درس الإخراج السينمائى فى جامعة السوربون فى باريس

و لفت نبيل إلى أن رمسيس مرزوق درس التصوير في كلية الفنون التطبيقية ثم معهد الفنون المسرحية ،ثم درس الاخراج السينمائي في جامعة السوربون في باريس ، كما كون خلفية ثقافية واكاديمية مترابطة وقوية اتاحت له ان يكون مبدعا مختلفا وممارسا محترفا للتصوير السينمائي و الفوتوغرافي يملك طابعا خاصا وبصمة مميزة.

عمرو نبيل : الراحل رمسيس مرزوق كان نموذجا للتواضع بالرغم من كل هذة الخبرات

وأضاف نبيل أن المدهش في شخصية رمسيس مرزوق أنه بالرغم من كل هذه الخبرات والأفلام التي صورها مع كبار المخرجين  والجوائز الكثيرة و الشهادات الإكاديمية ودكتوراه السربون ووسام فارس الفرنسي العريق ، إلا أن الراحل كان نموذجا في التواضع في زمن كان بعض المصورين يتبارون فيه في التفاخر  بشهادات وزمالات لجهات عالمية سواء وهمية او حقيقية

و يتذكر نبيل أنه اعتاد على مشاهدة رمسيس مرزوق  يتناول افطارا من الفول من مطعم (الخالة فرنسا) على قهوة بلدي في الجمالية بصحبة صديقه الوفي الاستاذ مصطفى الشرشابي ، كما كان يشارك في تكريم الأطفال المشاركين في معرض جروب (هيا نتعلم التصوير الفوتوغرافي) بساقية الصاوي.

وأضاف: “كما كان يتواجد كل ثلاثاء في صالون بولس اسحق  الذي يعد ملتقى لكل اطياف المصورين  ، وكنت تجده دائما مرحبا و مضيافاً وراقياً بقدر ما كان مبدعا مشعاً ومعطاء كالشمس ، و كان يستمع باهتمام وتواضع كالطفل الصغير اثناء محاضرة اصغر تلاميذه في صالونه.، و لن انسى ابدا انه بعد القائي  لمحاضرة بدعوة منه في اتحاد الكتاب عن (اخلاقيات التصوير الصحفي) قال لي كم انا سعيد بهذه المحاضرة القيمة التي عرفت منها اشياء لم اكن اعرفها من قبل.  فذهلت من كلمات هذا الفنان العملاق المتواضع.

وأكد نبيل ان المصوريين على كافة اطيافهم فقدوا قيمة وقامة مهمة جدا لانه مختلف بمعنى الكلمة ، وذلك لأن ثقافته فى التصوير كانت مختلفة جدا ، فهو حاصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية فى قسم التصوير،  وهذا يؤهله ان يكون مصورا على مستوى عالى ، الا أنه أيضا حاصل على الدكتوراه  فى جامعة السربون فى فرنسا فى الاخراج السينمائى ، اذا فهو كان شخصية كبيرة و ملمة بابعاد التصوير كما كان متميزا على المستوى الانسانى فقد كان معطاء .

عمرو نبيل : رمسيس مرزوق يصور كأنه يخرج لوحة فنية

وعن نقاط تميز مرزوق فنيا ، اكد نبيل أنه كان يصور و كـأنه يخرج لوحة فنية ، فكان لديه اهتمام كبير بالتكوين ، و مصادر الاضاءة ، واللقطة  التى تعبر عن المشهد سواء كان  رومانسيا او  حماسيا ، كما عمل مع كبار المخرجين مثل كمال الشيخ في فيلم “الصعود الى الهاوية ” ، ومع يوسف شاهين في ” المهاجر” و” اسكندرية نيويورك ” حيث ظهرت مهاراته أكثر ما ظهرت مع  شاهين ،

رمسيس مرزوق : لم ينسى أنه مصور فوتوغرافى وليس سينمائى فقط

 ولفت جميل إلى أن الجميل في رمسيس مرزوق أنه طوال الوقت لم ينس أنه مصور فوتوغرافى وليس سينمائيا فقط و بالطبع فإن المجالين لا ينفصلان عن بعضهما،  فالتصوير السينمائى هو عبارة عن لقطات من الصور المتحركة ، و بالفعل فقد قدم معرضا كبيرا  فى عام 2015 عرض به أهم اعماله الفوتوغرافية ،  وكان وقتها متوترا كأنه شاب فى العشرينات بالرغم من خبرته ، و لا أنسى بعض أعماله التي تناول فيها المرأة ، فاهتم بتكوينات جسد المرأة بشكل مختلف عن المعتاد ، فلم يتناولها بغرض الإثارة ، ولكن بشكل ملهم  ملهم يوحى بجماليات المرأة .

أما مدير التصوير محمد حمدى ، الذى عمل أكثر من خمس سنوات مع الراحل المصور الكبير رمسيس مرزوق ، أكد أن الراحل كان اسما عالميا فى مجال التصوير السينمائى ، حيث حصل على الدكتوراه من السربون من فرنسا ، وهو من الدفعة الأولى التى تخرجت من معهد السينما عندما أنشئ فى مصر بعد ثورة يوليو،  ثم حصل على منحى فى روما لكنه لم يستكملها ، ثم سافر على حسابه للدراسة إلى السوربون ، وحصل  على الدكتوراه من هناك وحقق اسما مهما  فى فرنسا ، ثم رجع الى  مصر لتبدأ رحلته مع كبار المخرجين المصريين من أهمهم يوسف شاهين ، يسرى نصر الله وأشرف فهمى وغيرهم

محمد حمدى : رمسيس مرزوق كان موهوبا فى التعامل مع الإضاءة بشكل درامى ويجسد الحالة النفسية لشخصيات الفيلم

و أشاد حمدي بتميز الإضاءة عند  رمسيس مرزوق ، فهو كان يتعامل مع الإضاءة بشكل درامي  ويجسد الحالة النفسية لشخصيات الفيلم ،  وكان موهوبا فى ذلك ، و له تجارب سينمائية مشهود بها  فى هذا المجال .

وأوضح حمدى أنه عمل  مع الراحل الدكتور رمسيس مرزوق عندما كان حمدي طالبا ،و استمر في العمل معه بعد تخرجه لمدة سبع سنوات ، تعلم فيها على يده أمورا عديدة مهنيا و فنيا وإنسانيا.

وقال إن الأفلام التى عمل بها معه فيها هى: “البحث عن توت عنخ آمون”، و “خريف آدم”، و”المهاجر”، و”إسكندرية نيويورك”، و”هى فوضى”.

وأكد حمدي أنه كانت هناك مساحة واسعة من التفاهم بين مرزوق و يوسف شاهين لأن الأخير كان يهتم جدا بالتصوير،  كما قدم أعمالا مع  المخرج خالد يوسف مثل “حين ميسرة”، و”كف القمر”و”الريس عمر حرب”.

 وعن تجربته مع مرزوق في فيلم “خريف أدم”، إخراج  الدكتور محمد القليوبى، قال حمدى إن اضاءة هذا  الفيلم كانت صعبة لأنها كانت تقوم على  لمبة الجاز، وبالطبع فليس أى مدير تصوير يستطيع أن يتعامله معها ، معربا عن سعادته أنه كان  محظوظ جدا أن أتعلم منه وعمل معه .

محمد حمدى : رمسيس مرزوق حصل على التصنيف العالمى فى كراسة السينما الفرنسية ومنحته الدولة الفرنسية وسام الفارس

و يلفت حمدي الى أن فيلم  “المهاجر” ليوسف شاهين  حصل رمسيس مرزوق على تصنيف عالمى بسببه فى كراسة السينما الفرنسية ، ومنحته الدولة الفرنسية  وسام فارس ، خاصة و أنه درس  فى جامعة السوربون وكانت له علاقات قوية جدا هناك.

حنان شومان : رمسيس مرزوق هو من جيل العملاقة فى مجال السينما أو الدراما

و من جانبها ، أكدت الناقدة حنان شومان، أن الإشادات لجيل الدكتور رمسيس مرزوق لا تنبع من حالة  حنين للماضى إطلاقا، لكنه  فعليا هو جيل العملاقة فى كل مجالات السينما أو فنون الدراما ، فقد كانوا متميزين  سواء في الكتابة أو الاخراج أو التمثيل أو التصوير.

وأضافت: “وكان مرزوق  يهتم بالتكوين و الضوء والظل والأبيض والأسود لذلك كانت الصورة لديه معبرة و ذات أبعاد”.

وتابع: “مرزوق عمل مع أجيال مختلفة من يوسف شاهين  وخالد يوسف وحتى إسماعيل مراد و شريف عرفة وغيرهم”.