تسعى مجموعة “إم تي إن” (MTN) لتصبح أكبر مشغل للهواتف المحمولة في جنوب أفريقيا من حيث عدد المشتركين فيها عبر الاستحواذ على “تيليكوم”، الشركة الصغيرة المحلية المنافسة لها.
في هذا الإطار، اقترحت “إم تي إن” دفع ثمن شركة “تيليكوم” المملوكة جزئياً للدولة على شكل أسهم أو مزيج من النقد والأسهم في آنٍ واحد، وفقاً لبيان صادر يوم الجمعة. وأشارت الشركات إلى أنَّ المناقشات ما تزال في مرحلة مبكرة، وليس هناك أي يقين من أنَّ الصفقة ستكتمل.
أكبر مشغل للهواتف المحمولة في جنوب أفريقيا
ارتفعت أسهم “تيليكوم” بنسبة 33% اعتباراً من الساعة 11:56 صباحاً في جوهانسبرغ لتصل إلى 43.52 راند أفريقي، مما يقيّم الشركة بـ22.5 مليار راند (أي ما يُعادل 1.3 مليار دولار). وكانت “بلومبرغ” قد أعلنت لأول مرة عن اهتمام “إم تي إن” بشركة “تيليكوم” في نوفمبر.
تتدفق السيولة النقدية لدى “إم تي إن” بعد برنامج متعدّد السنوات للتخلص من الأصول، وتتطلع إلى تعزيز مكانتها في أسواق أفريقيا الأساسية.
ويمكن لهذا النوع من الاندماج مع “تيليكوم” أن يسدّ الفجوة مع شركة “فوداكوم” المنافسة لها، الشركة الرائدة في سوق جنوب أفريقيا التي تسيطر عليها مجموعة “فودافون” البريطانية. وقد جعل مزاد الطيف الترددي الأخير من الاقتصادات الصناعية الأكثر تقدماً في القارة، أكثر جاذبية للمشغلين.
في حين أنَّ الصفقة ستحتاج إلى تمرير بعض المخاوف التنظيمية والمنافسة في الشركة من الناحية المالية، فمن المنطقي ملاحقة ” تيليكوم” نظراً لعدد الأصول الأخرى المقومة بأقل من قيمتها، كما قال بيتر تاكانديسا، رئيس الأسهم في “ميرجنس”.
وأضاف: “أنا متأكد أنَّهم وجدوا طرقاً لحل المشاكل المحتملة ومعالجتها مثل مزاد الطيف الذي تسبب بمشاكل على المستوى التنظيمي ولجنة المنافسة”.
اندماج فعّال
سيتعيّن العمل على عدد من المخاوف المتعلقة بمكافحة الاحتكار لأنَّ الصفقة ستخلق احتكاراً ثنائياً فعالاً – إذ يمتلك المنافس الرابع والأصغر 12.9 مليون مشترك فقط. في عام 2016، اضطرت شركة “فوداكوم” إلى التخلي عن خطة للاستحواذ على مشغل الخط الثابت المحلي “نيوتيل”، بسبب التعقيدات التنظيمية.
من جهته، قال جون ديفيز، كبير المحللين في “بلومبرغ إنتليجنس” في مذكرة: “نعتقد أنَّ لجنة المنافسة في جنوب أفريقيا ستسعى إلى إعاقة عقد الصفقة”. وأضاف: “يمكن أن يخفض هذا الاتفاق شبكات الهاتف المحمول في البلاد إلى 3 من 4، “.
من جهته، أشار تاكانديسا إلى أنَّ المشكلة الأخرى تتمحور حول المبلغ الذي ترغب “إم تي إن” في دفعه مقابل “تيليكوم. إذ تتراوح الأسعار المحددة مقابل شراء “تيليكوم” ما بين 50 إلى 60 رانداً، لكن من المتوقَّع أن يدفع المستحوذ علاوة على ذلك.
ارتفعت أسهم “إم تي إن” بنسبة 3.8% بعد أن انخفضت بنسبة 18% خلال هذا العام.