قال عبد العزيز نصير،المدير التنفيذى للمعهد المصرفى المصرى، إن استراتيجية المعهد المستقبلية ترتكز على 4 محاور أساسية، أولها التركيز والتوسع على مستوى القارة الأفريقية، وهو المحور الذى زادت أهميته تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، ورئاسة البنك المركزى المصرى لجمعية البنوك المركزية الأفريقية.
وأوضح فى حوار خاص لـ»المال» أن المعهد يجرى خلال الفترة الحالية بحثًا لمعرفة الدول الأكثر احتياجًا لخدماته، فى ظل تنامى قدراته فى مجال التدريب، وانطلاقًا من نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى ، وتحول تجربة مصر لرائدة يحتذى بها فى المحافل والمؤسسات الدولية، موضحًا أن عدد المتدربين من المصرفيين الأفارقة منذ تاريخ إنشاء المعهد وحتى الآن بلغ 2700، وعدد الدول خلال آخر عامين ارتفع من 8 إلى 38 دولة سواء بقدوم المتدربين لمصر أو إيفاد المدربين لتنفيذ البرامج بالخارج.
وأشار إلى أن الفترة السابقة شهدت بدايات تعاون مع عدد من المعاهد المصرفية الأفريقية، حيث قدم وفد من المعهد المصرفى المالاوى للقاهرة على مدار 3 أيام للاطلاع على التجربة التدريبية فى المعهد ، وطريقة التواصل مع العملاء، كما استقبلنا وفداً من المعهد المصرفى التونسى مؤخرًا لذات الغرض.
ارتفاع عدد الدول الأفريقية المتعاونة من 8 إلى 38 دولة آخر عامين
وأكد أننا لا نستهدف دولاً إفريقية بعينها ،لاسيما وأن هناك دولاً أفريقية متقدمة بالفعل، عكس بعض الدول التى هى فى احتياج للتعاون مع مصر فى هذا المجال، مشيرًا إلى أن المعهد يعمل مع 38 دول منها مالاوى والصومال وأوغندا.
وأوضح أن المعهد يحرص على إطلاع المتدربين الأفارقة على إجراءات العمل وتنظيم زيارات ميدانية لعدد من الجهات التى لها علاقة بموضوعات البرنامج التدريبى، منها هيئة الرقابة المالية ووحدة مكافحة غسل الأموال، والبنك المركزى المصرى والبنوك الكبرى مثل الأهلى المصرى والتجارى الدولى.
وتطرق نصير، إلى المحور الثانى الذى يرتكز بشكل أكبر على ريادة الأعمال بعيدًا عن الدورات الدراسية ،عبر رعاية حاضنات الأعمال والمشروعات المتميزة، ورفع الوعى بأهمية هذا الأمر، والمشاركة فى الهاكاثونز وحاضنات الأعمال، بجانب زيادة الخدمات المقدمة من خلال مبادرة رواد النيل التى أطلقها البنك المركزى، وتنمية الوعى القانونى والمالى لأصحاب المشروعات وتوفير التدريب اللازم لهم.
ونوه إلى أن المعهد بدأ مفاوضات مع عدد من حاضنات الأعمال فى الفترة الحالية لتقديم أعماله من خلالها، للاستفادة من خبرة هذه الجهات.
ثم انتقل المدير التنفيذى للمعهد المصرفى، إلى التوجه الثالث، والذى يرتكز على إحلال وتجديد وتطوير كل ما يتعلق بالعملية التعليمية داخل المعهد، بما فيها المادة العلمية وقاعات التدريب ومهارات المحاضرين، وتجديد المقرات، مشيرًا إلى أنه جارى الانتهاء من افتتاح المقر الجديد لفرع الإسكندرية، ومشيرا إلى الانتهاء من تجديد مقر المهندسين خلال الربع الأول من عام 2020، وتجديد جزئى للمركز الرئيسى بمدينة نصر.
دراسة تدشين مقر فرعى فى إحدى محافظات الصعيد
وتوقع أن يفتتح المعهد مقرًا فى إحدى محافظات الصعيد، ومشددًا على أن عدم تواجد مقر للمعهد بالصعيد لا يعنى عدم القدرة على الوصول بالتدريب للمصرفيين والطلبة هناك، ومشددا على أن الدورات التدريبية يتم تنظيمها فى جميع محافظات ، من خلال 24 جامعة ضمن برنامج التدريب من أجل التوظيف.
وفيما يتعلق بالمحور الرابع، قال نصير، إنه يتعلق بالتحول الرقمى الداخلى للمعهد، وتطوير وميكنة نظم العمل الداخلية، على مستوى التواصل بين الإدارات وطلبات التوريد والشراء، وإدارة علاقات العملاء بما ينعكس على نتائج جيدة على مستوى كفاءة العمل الداخلية، لينطلق المعهد المصرفى المصرى فى طور جديد أوائل العام المقبل.
%10 زيادة فى عدد المتدربين خلال العام الحالى.. و60 % نموًا فى حجم الأعمال
وأكد على زيادة إجمالى عدد المتدربين بنسبة %10 خلال العام المالى الجارى، بينهم150 مصرفيًا أفريقيًا، موضحًا أن التطور فى الخدمات التى يقدمها المعهد خلال العام المالى الماضى انعكست على زيادة حجم أعماله بنسبة %60 وزيادة برامج التدريب بنسبة %88 والتقييم %31 والساعات التدريبية بنسبة %19
وشدد على أن المعهد المصرفى مؤسسة غير هادفة للربح، تهدف لتحقيق وتوصيل القيمة التدريبية وزيادة عدد المستفيدين من برامج المعهد، لاسيما وأن نسبة كبيرة من البرامج المقدمة للطلبة ورواد الأعمال بدون مقابل، لذلك يعتبر مؤشر نجاح المعهد المصرفى هو منحنى المتدربين والساعات التدريبية وليس النتائج المالية.
و أضاف أن النتائج المالية لها أهمية فيما يتعلق بتمكين المعهد من الاستمرار فى تقديم خدماته دون توقف ، لكنها ليست الهدف الأساسى، مشيرًا إلى أن المعهد يدرب سنويًا آلاف الطلاب ضمن برنامج التدريب من أجل التوظيف ، ويقوم بإرسال أسمائهم للبنوك لتلبية احتياجات القطاع المصرفى فى التعيينات الجديدة.
خدمات التقييم بالمعهد
فى سياق متصل، قال أحمد عيد، مدير إدارة خدمات التقييم بالمعهد المصرفى، إن الإدارة تم تأسيسها عام 2015 ونجحت فى تقييم أكثر من 100 ألف مرشح بمستويات إدارية مختلفة سواء من حديثى التخرج حتى الإدارة العليا منذ تأسيسها وحتى الآن، سواء بغرض التعيين أو الترقى أو التطوير.
وقال أننا وقعنا مؤخرًا اتفاقية مع شركة فينيكس للاستشارات الموزع الرسمى لنظم تقييم هوجان العالمية من أجل تقديم هذه النوعية من التقييمات ضمن مجموعة خدمات المعهد، وهو ما يتيح الوصول بهذه الخدمات لقطاعات مختلفة من الأسواق سواء داخل وخارج مصر، خاصة أن الأمر يمكن تنفيذه إلكترونيًا بشكل كامل.
و أوضح أن المعهد يعمل خلال الفترة الحالية على أكثر من مشروع تقييم ،مثل مشروع استكمال التعيينات ببنك ناصر الاجتماعى، ومشروع ترقيات البنك الأهلى للعام الجارى والذى يتم للسنة السادسة على التوالى، ومشروع ترقيات بنك مصر الذى سينطلق بمارس المقبل.
ولفت إلى أننا نتعامل فى هذا الصدد مع العديد من البنوك ليصل اجمالها إلى اكثر من 20 بنكا ، موضحًا أن المعهد لايقتصر دورة فى تنفيذ منهجية التقييم المتفق عليها مع إدارة الموارد البشرية بالبنك وينتهى دور المعهد بمجرد الانتهاء من عملية التقييم وإرسال النتائج مباشرة للبنك.