عبدالمنعم كامل يرحل «على أطراف أصابعه»

عبدالمنعم كامل يرحل «على أطراف أصابعه»
جريدة المال

المال - خاص

2:02 م, الخميس, 28 فبراير 13

كتبت ـ ولاء البرى:

بعد رحلة عطاء تجاوزت نصف قرن، رحل مساء الاثنين الدكتور عبدالمنعم كامل، رئيس دار الأوبرا المصرية السابق، عن عمر يناهز 64 عاما إثر أزمة قلبية مفاجئة عقب انتهائه من بروفة باليه بحيرة البجع على مسرح سيد درويش بالإسكندرية.

 
 عبد المنعم كامل

ويعد عبدالمنعم كامل أحد الرواد لفن الباليه.. قدم مئات الأعمال الفنية التى يعد الكثير منها علامة مميزة فى تاريخ الفن المصرى خاصة فى عالم الباليه والأوبرا.

من جانبه أكد الدكتور رفيق الصبان، الناقد الفنى، أن عبدالمنعم كامل كان مشعلا حقيقيا للفن الراقى فى مختلف مراحل حياته الفنية، سواء كان راقصا أو مخرجا أو مديرا للأوبرا، لأنه خلق مدرسة للباليه وأعطى الأوبرا فى زمانه خير مواسمها وترك بصمة لا يمكن نسيانها فهو خسارة فنية كبيرة.

وأضاف الصبان أن كامل عبر علاقاته الفردية استطاع أن يأتى بأكبر فرق العالم لتقدم عروضها على مسارح دار الأوبرا، وهو ما رفع من اسم دار الأوبرا المصرية فى سماء الفن العالمى.

بينما قال رضا عبدالعزيز، مؤسس فرقة الصامتين للرقص المسرحى، إن علاقتى بدكتور عبدالمنعم كامل كانت من خلال مهرجان الرقص المسرحى السابع فى عام 2006 والذى حضر بنفسه العرض دون أى دعوات خاصة مثله فى ذلك مثل الجمهور العادى، وانتظر الى نهاية العرض وطلب من أعضاء الفرقة النزول الى القاعة لكى يقدم لهم التحية بنفسه، وهو ما رفع من الروح المعنوية لى ولفرقتى.

وأضاف رضا أن أول جملة سمعها من دكتور عبدالمنعم كامل هى «أنا قرأت عنكم خبرا صغيرا فى الأهرام وحضرت لكى أراكم ولكنى لم أتوقع أن أرى عملا عظيما كهذا»، وأضاف لذلك فإن الفن فقد فنانا عظيما وقيمة إنسانية ساهمت فى دعم المواهب الشابة.

عادل عبدالفتاح من المكتب الإعلامى دار الأوبرا المصرية يرى أن دكتور عبدالمنعم كامل من أفضل رؤساء دار الأوبرا من الناحية الإدارية خلال الأعوام السابقة، وقد قدم فى الثمانية شهور الأخيرة له عقب ثورة 25 يناير وحتى انتهاء مدته كرئيس لدار الأوبرا ما لم يقدمه أحد قبله.

واعتبر عبدالفتاح أن الفترة التى أدارها دكتور كامل بعد الثورة قدم فيها نقلة حقيقية فى حل كل الأزمات التى واجهت العمال والموظفين والفنانين والفرق الفنية التابعة لدار الأوبرا من زيادة فى الرواتب وضمانات للحقوق وتحديث فى الإمكانيات الفنية، مما أتاح مناخا مناسبا لكل العاملين فى إتمام أعمالهم بصورة أفضل.

وأرجع عبدالفتاح سبب هذه النقلة الى أن إدارة دكتور عبدالمنعم كامل فى ظل النظام السابق كانت مقيدة وبعد الثورة أصبحت له سلطات أكبر أتاحت له الفرصة فى رد حقوق كل العاملين.

وبينما يكسو وجهها الحزن قالت أرمنيا كامل، زوجة عبدالمنعم كامل، مديرة فرقة باليه أوبرا القاهرة، إنها فقدت الشخص الذى تعلمت منه كل شىء فى حياتها، تعلمت منه روح الفنان والإنسان أيضا، وتؤكد أرمنيا كامل أن زوجها لعب دورا كبيرا فى النجاحات التى حققتها، فقد شجعها منذ بداية زواجهما وساندها طوال مشوارها الفنى بمصر، وهيأ لها الأجواء المناسبة لتتفرغ لعملها وتحقق طموحها فهو يدرك أنها فنانة وليست ربة بيت، وتابعت لقد فقدنا فنانا كبيرا بمعنى الكلمة.

جدير بالذكر أن عبدالمنعم عبدالوهاب كامل ولد عام 1949 بالقاهرة وحصل على العديد من الشهادات العلمية بدأها بشهادة إتمام دراسة فن الباليه وفروعه من المعهد العالى للباليه بالقاهرة ودرجة البكالوريوس عن المعهد نفسه عام 1969 بعدها أصقل دراسة الفن بحصوله على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1969 قسم إدارة أعمال، مما أهله ليكون إداريا ناجحا ونال درجة الدكتوراه فى الفنون من موسكو 1979، كما حصل على شهادة التعمق فى الدراسة العملية للباليه من مسرح الاسكالا بميلانو عام 1980.

وأثناء فترة دراسته تمكن من إجادة أربع لغات هى الإنجليزية والروسية والإيطالية والفرنسية، وقد ساهمت إجادته لهذه اللغات الى جانب خبرته الفنية بشكل كبير فى التعرف على ثقافات العالم وانتقاء الجيد منها ليتعرف عليها الشعب المصرى.

وتعددت خبرات الدكتور عبدالمنعم كامل ما بين عمله كعارض باليه ومصمم رقصات ومخرج داخل مصر.. فقد ظل السوليست الأول على مدار أربعة وعشرين عاما، كما قام بتقديم برنامج «فن الباليه» فى الفترة ما بين سنة 1975 حتى 1979، ويعد أول برنامج متخصص فى فنون الأوبرا ثم قام بتقديم البرنامج نفسه مرة أخرى منذ عام 1999 وحتى عام 2004.

كما شارك فى العديد من المسابقات العالمية للباليه وحصد العديد من الجوائز والمراكز المتقدمة، وقام بتصميم وإعادة إخراج 31 عملا فنيا ضخما منها 19 فى مجال الباليه و12 من الأوبرات العالمية وتقلد العديد من المناصب الإدارية بدأها كرئيس قسم التصميم والإخراج بالمعهد العالى للباليه ـ أكاديمية الفنون أعوام 1991-1990-1989 وانتهاء بتعيينه رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للمركز الثقافى القومى دار الأوبرا المصرية ـ منذ أغسطس 2004 حتى 21 فبراير 2012.

جريدة المال

المال - خاص

2:02 م, الخميس, 28 فبراير 13