منذ البداية.. تعاهدنا فى جريدة المال، أن نكون خارجين عن قواعد اللعبة.. أن نمتلك وأن نمارس تصوراتنا المحددة لممارسة المهنة، تجنبنا «الواسطة».. اخترنا وفقاً لمعايير موضوعية، مجموعة من المحررين الشبان، لم نأت بهم من الصحف المجاورة، ليلقوا إلينا بفضلة وبوافى إنتاجهم فى المساء، بعد أن يوزعوا ما فى حوزتهم من موضوعات، على باقى الدكاكين على مدار اليوم.
اشترطنا التفرغ، ومنحنا القادمين الجدد حظهم من التدريب المهني والتخصصي والثقافي والأخلاقي، وأطلقنا لهم حرية التعلم والتعبير عن أنفسهم، فجاءت النتائج مذهلة.
نزعنا من عقولهم أمراض طرق التفكير الكلاسيكية السائدة، وغرسنا فيهم الاعتزاز بالذات، والرغبة فى التنمية المستمرة للمهارات والأدوات للزواج من مهنة، لن تقبل منهم مهراً أقل من ذلك، فسارعوا وهم يتقافزون إلى حفل عقد القران.
راقبناهم وهم يكبرون، يتفاعلون مع ما يمر بهم من أحداث، ويتغيرون دوماً إلى الأفضل.
ولعل من الصعب عليَّ أن اعترف، أن سعادتى بما ينجزه هؤلاء الزملاء، يفوق فى كثير من الأحيان، فرحتى بما تحققه الجريدة نفسها من نجاحات.
ربما كان ذلك مرجعه بقايا من حلم قديم، بأن تغير من حولك إلى الأفضل.. حلم كنت قد توقفت عن تعاطيه منذ سنوات، مع توالى إخفاقات تحقيقه، وعدت أشعر به يداعبنى من جديد، مع بزوغ نجم تلك الصحبة فى سماء حياتى.
فشكراً لهم، وأكثر من شكر للقراء الذين منحونا ثقتهم، ونعاهدهم أن نكون عند حسن ظنهم مع بداية عامنا الثانى.. بعيداً عن قواعد اللعبة التى يمارسها آخرون.
حازم شريف
11:40 ص, الأحد, 21 مارس 04
حازم شريف
11:40 ص, الأحد, 21 مارس 04
End of current post