طول فترة انتظار السفن بـ«الإسكندرية» صداع فى رأس «النقل البحرى»

أثار تقرير صادر عن قطاع النقل البحرى معنى بفترة بقاء السفن داخل الموانئ المصرية جدلاً بين القائمين على الحركة الملاحية بالإسكندرية، فبينما عزا متخصصون طول فترة بقاء السفن على أرصفة الموانئ لفترات طويلة، الى عدم الاهتمام داخل قطاع النقل البحرى بمؤشرات هذه الظاهرة، محذرين من تأثيرها على حركة الصادرات المصرية، أرجعه آخرون إلى تباطؤ وتقادم معدات شركات الشحن والتفريغ والنقل، فيما قال وكلاء ملاحيون إن تكدس السفن على الموانئ بسبب طول بقائها الى ما سموه «ضعف امكانيات» الموانئ المصرية واتباعها طرقًا «تقليدية» فى التعامل فى الحركة الملاحية.

طول فترة انتظار السفن بـ«الإسكندرية» صداع فى رأس «النقل البحرى»
جريدة المال

المال - خاص

2:54 م, الأحد, 8 فبراير 15

هبة حامد

أثار تقرير صادر عن قطاع النقل البحرى معنى بفترة بقاء السفن داخل الموانئ المصرية جدلاً بين القائمين على الحركة الملاحية بالإسكندرية، فبينما عزا متخصصون طول فترة بقاء السفن على أرصفة الموانئ لفترات طويلة، الى عدم الاهتمام داخل قطاع النقل البحرى بمؤشرات هذه الظاهرة، محذرين من تأثيرها على حركة الصادرات المصرية، أرجعه آخرون إلى تباطؤ وتقادم معدات شركات الشحن والتفريغ والنقل، فيما قال وكلاء ملاحيون إن تكدس السفن على الموانئ بسبب طول بقائها الى ما سموه «ضعف امكانيات» الموانئ المصرية واتباعها طرقًا «تقليدية» فى التعامل فى الحركة الملاحية.

يقول اللواء شيرين حسن، رئيس قطاع النقل البحرى سابقاً، إن فترة بقاء السفينة فى الميناء وكذلك الحاويات مؤشران غاية فى الأهمية ليس فقط لأن الخطوط الملاحية تراعى ذلك عند اختيار الميناء فى حال الترانزيت وتحديد تكلفة النولون البحرى الى الدولة، أو لأن الموانئ تدفع غرامات تأخير على فترات توقف السفينة، ولكن لأن إجمالى الوقت المستغرق فى بقاء السفينة بالميناء هو مؤشر عالمى يأخذه المستثمر فى أولوياته، خاصة إذا كانت صناعة تصديرية.

وأضاف: تفكيرنا مازال مقصورًا على مؤشرات مالية مثل إجمالى الناتج القومى ومتوسط معدل الفرد، ولم نرتق فى تفكيرنا الى المرحلة التى نستوعب فيها وجود مؤشرات يقرأها المستثمر قبل أن يحضر، حتى لو لم يناقش ذلك مع وزارة الصناعة والاستثمار، ولكن تتم قراءته انعكاسا لما يحدث على أرض الواقع.

وانتقد حسن عدم الاهتمام بمؤشرات بقاء السفن فى الميناء، موضحا أن بنك معلومات قطاع النقل البحرى يصدر كل عام تقريرًا مفصلاً عن السفن لا يهتم به إلا المستثمرون الأجانب، والقائمون على إعداد دراسات الجدوى، فى وقت يتطلب اهتمام جميع الجهات خاصة فيما يتعلق بفترة بقاء السفن فى الموانئ المصرية، وتحديد المتوسط العام.

وأشار الى أن تقليل فترة بقاء السفينة داخل الميناء من شأنه خفض سعر النولون، ما يترتب عليه تحسين فرصة الصادرات المصرية وتقليل التكلفة النهائية على المستهلك المصرى.

وشدد حسن على أن اهتمام قطاع النقل البحرى بفترة بقاء السفن داخل الميناء سيزيد اقبال الخطوط على الموانئ المصرية، وهو ما سيعمل على تقليل الخسائر على جميع الاطراف سواء الوكيل الملاحى أو الميناء.

من جانبه أرجع محمد عماد عويشة، رئيس حركة الملاحة بالميناء السابق، طول فترة بقاء السفن داخل الميناء الى تقادم وتباطؤ معدات شركات الشحن والتفريغ وشركات النقل، موضحا أن دور الميناء هو تقديم خدمات للسفن بما يسمح بتفريغ حمولاتها فى أوقات محددة ودخول سفن أخرى لاستمرار الحركة الملاحية.

وأضاف: أن يحدث من عطل داخل الموانئ والأرصفة ليس للميناء دخل به، وأرجعه لتباطؤ معدات شركات الشحن والتفريغ أو تقادم معدات شركات النقل المتمثلة فى الأوناش وغيرها.

وحول دور الميناء لتقليل نسبة انتظار السفن وبقائها داخله، قال عويشة إنه يضع معدلات للشحن والتفريغ تشمل البضائع بكل أنواعها، وحدًا أدنى لبقاء السفينة داخل الميناء، يتم بعدها توجيه انذار لها، ثم توقيع غرامة عن كل يوم 12 دولارًا على المتر الطولى للسفينة.

ورداً على مدى مطابقة هذه الضوابط والقوانين لنظيرتها الدولية، قال إن الميناء لم يتجه لتطبيق القوانين الدولية على الموانئ الداخلية، منعاً لإلحاق خسائر بشركات الشحن والتفريغ التى ستعجز عن الإلتزام بهذه المعاهدات فى ظل تهالك وتقادم المعدات التى تعمل بها.

وأشار عويشة الى أن معدلات إبقاء السفن فى الميناء حسب حمولاتها، وأن معدل حمولات سفن الحبوب فى اليوم مثلا 7 آلاف طن، والخردة 3 ونصف طن، ويتم حساب الكمية الكلية ونسبة عدد الأيام التى يجب أن تكون بها السفن موجودة داخله ثم توقيع غرامة 12 دولارًا لكل متر للسفينة اذا ما تجاوزت هذه المدة.

وطالب شركات الشحن والتفريغ والنقل لتطوير معداتها لمنع تكدس السفن على أرصفة الميناء والانتظار بها.

من ناحية أخرى، قال مسئول بشركة توكيلات ملاحية، طلب عدم نشر اسمه، إن طول فترة بقاء السفن على أرصفة الميناء من شأنه أن يؤثر على حركة الملاحة، موضحا أن سفن الحاويات عندما تصل الى الموانئ المصرية تنتظر لفترات طويلة ليتم توفير مكان لها.

وقال إن محطة شرق بورسعيد من أكثر المحطات التى يزداد بها معدل مكوث الحاويات ويتعدى 2 – 3 أيام، بسبب زحام السفن، يليها ميناءا دمياط وبورسعيد غرب ثم الإسكندرية.

وأرجع مكوث السفن الى عدم اتخاذ الموانئ قرارات حاسمة بتطويرها بما يسمح بتقليل فترة بقاء السفن وتيسير الحركة الملاحية.

وطالب المصدر بضرورة اتجاه الموانئ لتعميق الغاطس بها، موضحا أن تعميق الغاطس بموانئ دمياط والاسكندرية وغيرها يسمح باستقبال حاويات بشكل أفضل وتقليل فرصة بقائها على الرصيف.

جريدة المال

المال - خاص

2:54 م, الأحد, 8 فبراير 15