أصبحت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط صاحبة أكبر طرح عام أولي في التاريخ بعد أن جمعت 25.6 مليار دولار من طرح حصة ضئيلة جدا من أسهمها.
وقالت أرامكو اليوم الخميس إنها باعت 3 مليارات سهم بسعر 32 ريال (8.53 دولار) للسهم في الاكتتاب العام، وهذا يعني أن الصفقة تخطت ما جمعه طرح شركة التجارة الإلكترونية الصينية الشهيرة “علي بابا” والتي جمعت 25 مليار دولار في 2014.
ويقدر الاكتتاب العام قيمة أرامكو بنحو 1.7 تريليون دولار، مما يجعلها أغلى شركة يتم تداول أسهمها في العالم، متفوقة على الأمريكية “أبل” التي تبلغ قيمتها نحو 1.15 تريليون دولار.
وكانت أرامكو السعودية قد أعلنت الشهر الماضي أنها تهدف إلى بيع حوالي 1.5٪ من أسهمها البالغة 200 مليار سهم.
كذلك، قد ترتفع قيمة الطرح إلى 29.4 مليار دولار إذا ما فعلت الشركة خيار بيع المزيد من الأسهم.
المستثمرون الأجانب غير مقتنعون
ورغم الأرقام القياسية التي سجلها الاكتتاب العام لأرامكو، إلا أنه لا يزال أقل بكثير من التوقعات الأولية للسعودية.
وكانت السعودية قد أعلنت لأول مرة عن خطط طرح أرامكو عام 2016، وكان من المفترض أن يكون الطرح بداية لحقبة جديدة من التحرير الاقتصادي في المملكة، وفقا لسي إن إن.
ومن شأن الطرح أن يمول خطة “رؤية 2030” التي يتبناها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لفطام بلاده من النفط وتطوير قطاعات أخرى من اقتصادها.
وناقشت الحكومة السعودية في البداية طرح 5٪ من الشركة في عام 2018 في صفقة من شأنها أن تجمع ما يصل إلى 100 مليار دولار. وكانت تبحث طرح تلك الحصة في الأسواق الدولية مثل بورصات نيويورك أو لندن.
لكن المشروع تم تأجيله عدة مرات وسط مخاوف بشأن التعقيدات القانونية في الولايات المتحدة، والشكوك حول تقييم الشركة الذي قدرته الرياض بشكل مبدئي عند 2 تريليون دولار.
ولاحقا، تم إحياء الصفقة هذا العام بعد الإقبال على سندات دولية طرحتها أرامكو، لكن المستثمرين الدوليين كانوا أقل اقتناعاً بكثير فيما يتعلق بشراء أسهم أرامكو في ظل انخفاض أسعار النفط ، وأزمة المناخ والمخاطر الجيوسياسية.
وتوقعت “سي إن إن” إن شراء أسهم أرامكو اعتمد على السعوديين الأثرياء وصناديق الثروات السيادية من الدول الخليجية الصديقة للرياض وبعض عملاء النفط السعودي الرئيسيين مثل الصين.
كما استفاد طرح أرامكو من تعهد الشركة بدفع أرباح سنوية قدرها 75 مليار دولار حتى عام 2024، وهو ما يجعل الأمر بالنسبة لبعض المستثمرين وكأنه عرض للسندات مع دفعات موثوقة ومخاطر أقل.
ومن المتوقع أن يبدأ تداول سهم أرامكو التداول في بورصة الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر.
في غضون ذلك ، تبقى تكلفة النفط في بؤرة الاهتمام، حيث من المتوقع أن تمدد أوبك ، التي تجتمع اليوم الخميس في فيينا ، تخفيضات العرض التي كانت سارية منذ عام 2017، كجزء من محاولة من السعودية لدعم الأسعار.