قال سامي زكي، أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب جامعة الأزهر، إن المشكلة الأساسية التي يواجهها الإنسان مع فيروس كورونا هي عدم وجود أجسام مناعية في الجسم واجهته من قبل، لذلك في حالة أن الجهاز المناعي للفرد ضعيف يكون من السهل للفيروس أن يهاجم الجهاز المناعي، ويكون من السهل تفاقم حالة المريض.
وأكد زكي في تصريحات لموقع العربية: “أن فالأفراد الذين تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا وتكون لديهم أجسام مناعية لمحاربة المرض، وبعد شفائهم التام يبقى في جسم المعافى أجساما مناعية، لذلك نستعين ببلازما الدم لدى المتعافين، حيث تحتوي بلازما الفرد المعافى على كميات عالية من الأجسام المضادة في بلازما الدم لفترة، ولذلك يجب أن تتم هذه العملية في وقت قصير لا يزيد عن شهر من وقت تعافي المريض، حيث يجب أن تكون نسبة الأجسام المضادة الموجودة في البلازما عالية لنجاح هذه العملية”.
يذكر أن دولا حول العالم حاولت العمل على تجارب علمية للتوصل إلى لقاحات لفيروس كورونا، ومنها من وصل إلى مرحلة التجارب السريرية في بعض اللقاحات، إلا أن العلاج باستخدام بلازما الدم المناعية قد أثبت كفاءته في الكثير من التجارب السريرية في العديد من دول العالم.
وأشار سامي إلى أن هناك العديد من الشروط التي يجب توافرها لنجاح هذه العملية، وهي أولاً التأكد أكثر من مرة من سلبية عينات المريض من المرض نهائياً، والتأكد من عدم إصابته بأي من الأمراض الأخرى التي يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عبر انتقال الدم مثل فيروس “C” أو فيروس “B”.
كما يجب التأكد أن المعافى في صحة جيدة ولا يعاني من الأنيميا، أو قصور في القلب أو أي مرض قد يتسبب في تعرضه للخطر.
ولفت زكي إلى ضرورة الانتظار لمدة 14 يوما بعد التأكد من سلبية المعافى من مرض كورونا نهائيا، ومن الأفضل عدم الانتظار أكثر من شهر حتى تتم عملية استخلاص البلازما بنجاح.
وأضاف أن هذه العملية تتم مع الحالات الخطيرة أو أصحاب المناعة الضعيفة لتعزيز قوة الجهاز المناعي لديهم، حيث يعد وسيلة آمنة وفعالة، لكن لا يمكن الاعتماد عليها وحدها في العلاج، فهي تتوقف على عدد المتبرعين وهي تعمل على مساعدة الجهاز المناعي في المقاومة، لذلك يتم الاستعانة ببعض العلاجات الأخرى أثناء فترة العلاج.