تواصل شركة «كونكريت بلس» للهندسة والإنشاءات التوسع بقوة فى مجال المقاولات والتشييد وسط تنوع لافت للمشروعات التى تنفذها ما بين تابعة لجهات حكومية وأخرى للقطاع الخاص، كما تتجه حاليا للتوسع فى مجالات البنية التحتية من الطرق والنقل ومحطات التحلية والصرف النقل.
وفى هذا الإطار حاورت «المال» المهندس طارق يوسف الرئيس التنفيذى للشركة، والذى كشف خلال حواره عن أبرز المشروعات التى تنافس عليها الشركة، وقائمة المشروعات التى لاتزال تحت التشييد، وملامح خطة الشركة المستقبلية.
يذكر أن «كونكريت بلس» تأسست عام 1998 كشركة عاملة فى مجال المقاولات، وشهدت منذ تأسيسها عددا من التغيرات فى هيكل ملكيتها، ولعل أبرزهم كان فى عام 2008 عندما استحوذ كل من المهندس طارق يوسف والمهندس حسام فكرى على هيكل ملكية الشركة مناصفة فيما بينهم، ليستقر بعدها الهيكل حتى وقتنا هذا.
فى البداية، قال المهندس طارق يوسف الرئيس التنفيذى للشركة، إن «كونكريت بلس» اعتمدت على إستراتيجية من محورين رئيسين لقنص ثقة العملاء، الأول : تركيزها على الالتزام بالبرامج الزمنية للمشروعات والمتفق عليها مع جهات الإسناد، أياً تكن العقبات والتحديات مستدلاً على ذلك بثبات معدلات الشركة فى ذروة أزمة كورونا مع التحرك بشكل مواز ومبكر للتعامل مع هذه الأزمة وتأثيراتها السلبية، ووضع العديد من الاشتراطات والإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة وصحة العاملين بالشركة.
نتولى مشروعات فى حى المال والأعمال ومحور بن زايد الجنوبى وR4 وR6 بالعاصمة الإدارية
وأكمل أن المحور الثانى : يتركز فى جودة تسليم وتنفيذ المشروعات الموكلة للشركة، باعتبار تلك الآلية هى المروج والمسوق الفعلى لـ«كونكريت بلس» فى السوق، وهو ما دفع العملاء إلى إسناد المشروعات التى تحتاج إلى جودة عالية إلى شركة كونكريت مثل تشطيب منطقة الفيلات بمشروع جاردن سيتى الجديدة “R5” وقبلها مشروع الفيلات الرئاسية والذى يضم 14فيلا مخصصة لضيوف مصر من ملوك رؤساء الدول بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح أن إستراتيجية عمل «كونكريت» دفعت العديد من العملاء لاختيار الشركة فى مشروعاتهم المستقبلية أو الحزم التنفيذية المتعاقبة لنفس المشروع، وتكفى الإشارة إلى أن «كونكريت» تنفيذ مشروعات شركة «سوديك» منذ 12 عاماً، وكذلك شركة «بالم هيلز» منذ 2007، و”هايد بارك” منذ 7 سنوات، لافتاً إلى أن هذا الأمر يعد دليل نجاح قوى على حصول «كونكريت» على رضاء العملاء.
ولفت “يوسف” إلى أن سوق المقاولات المحلية شهدت انتعاشة منذ عام 2014 ولاتزال مستمرة، وهو ما تعاملت معه الشركة باحترافية حيث فضلت فى الفترة منذ 2011 وحتى 2014 التأنى فى دخول فى مشروعات جديدة لعدم وجود ضمانات كافية بشأن معدلات تنفيذ المشروعات وحصولها على مستحقاتها، وهو الأمر الذى جعلها قادرة ومستعدة تماماً للحصول على مشروعات فى 2014.
رفع رأس المال المدفوع بقيمة 100 مليون جنيه عبر موارد المساهمين الذاتية والأرباح المرحلة
على صعيد الشركة قال «يوسف» إن رأس المال المدفوع يبلغ 200 مليون جنيه، وتستهدف الشركة زيادة خلال الفترة المقبلة إلى 300 مليون، بتمويل من الموارد الذاتية للمساهمين والأرباح المرحلة، فى محاولة لتعزيز الملاءة المالية، ومواكبة الطفرة الحالية فى مجال المقاولات.
وكشف عن أن حجم العقود والأعمال التى تنفذها الشركة تقترب من 20 مليار جنيه، موزعة بواقع %70 لهيئات حكومية وأبرزهم هيئة المجتمعات العمرانية، والباقى لمستثمرى ومطورى القطاع الخاص.
الشركة تتمتع بتسهيلات ائتمانية تفوق الـ 10 مليارات .. وتتعامل مع أكثر من 8 بنوك
فيما بلغ حجم الأعمال والعقود التى تم الحصول عليها خلال النصف الأول من العام الجارى نحو 7 مليارات جنيه، وتتوزع هذه المشروعات ما بين مستشفيات فى مدينتى دهب والعريش لصالح الإنتاج الحربى ومستشفى أخرى فى سوهاج تابعة للهيئة الهندسية فى إطار مبادرة «حياة كريمة» وتبلغ قيمة المستشفيات الثلاثة مليارا و100 مليون جنيه، ومشروعات بنية تحتية فى مشروع حى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة بقيمة مليار جنيه، وكذلك البنية التحتية لمشروعات (R4 وR6 ومحور بن زايد الجنوبي) بالعاصمة أيضا، ومحطات سكة حديد بالتعاون مع شركة «ريدكون» فى مطروح ومحمد نجيب وذلك بقيمة تتراوح ما بين مليار ومليار ونصف.
وأضاف أن “كونكريت” حصلت أيضا على مشروع تابع لشركة إعمار مصر فى مدينة «إعمار جيت» بقيمة 340 مليون جنيه، ومشروع مزارين 2 بمدينة العلمين الجديدة وهو مشروع على مساحة 170 فدانا لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بقيمة تعاقدية تتراوح ما بين 3 إلى 4 مليارات جنيه، كما حصلت الشركة على مشروع معهد الموسيقى بقيمة 200 مليون جنيه.
وأضاف أن الشركة لديها تسهيلات ائتمانية تفوق الـ 10 مليارات جنيه، وتتعامل مع أكثر من 8 بنوك، وهو ما يؤكد متانة الملاءة المالية للشركة، وامتلاكها القدرة على ضخ استثمارات جديدة، خاصة وأن الشركة لا تستخدم سوى نسبة تتراوح ما بين 15 إلى %20 من هذه التسهيلات.
وأشار إلى أن الشركة تعاونت مع عدة جهات حكومية فى تنفيذ مشروعات وبنية تحتية، بداية من الهيئة الهندسية ثم هيئة المجتمعات العمرانية والتى باتت لاعبا رئيسيا بالقطاع فى آخر 3 سنوات.
تدشين «موبيلتى بلس» بالشراكة مع أحد المستثمرين للمنافسة على الأعمال التخصصية فى السكك الحديدية
وانتقل الرئيس التنفيذى لـ«كونكريت بلس» للحديث عن أبرز ملامح خطة وتوجه الشركة خلال الفترة المقبلة، والتى تعتمد على زيادة حجم الأعمال بقطاعات السكك الحديدية والبنية التحتية ومحطات مياه الشرب والصرف الصحى وتحلية المياه، بجانب القطاع العقارى، كاشفاً عن قيام «كونكريت بلس» مؤخراً بتأسيس شركة «موبيلتى بلس» بالشراكة مع المهندس شريف يوسف، وهى شركة تخصصية لأعمال السكك الحديدية، وستعمل من خلال محورين رئيسيين الأول : من خلال التوكيلات والآخر يتمثل فى أعمال التركيبات والأعمال التخصصية بمشروعات السكك الحديدية.
وأضاف أن أبرز المشروعات التى تنافس عليها الشركة، يأتى فى مقدمتها مشروع “مترو أبو قير”، حيث دخلت الشركة تحالف مكون من 4 شركات منهم واحدة صينية للمنافسة على المشروع، وبالفعل تم تأهيل 6 تحالفات من أصل 9 كانوا يتنافسون على المشروع.
مترو أبو قير وقطار «القاهرة – بنى سويف» وترام الإسكندرية وسكة حديد «الأقصر وأسوان».. أبرز المشروعات التى تنافس عليهم «كونكريت بلس»
ووفقًا للخطة التى وضعتها وزارة النقل، فإن تكلفة مشروع مترو “أبو قير- برج العرب” تصل إلى 1.7 مليار دولار، وتشمل جميع الأعمال الصناعية، وإجمالى عدد المحطات 20 قابلة للتعديل، ويستهدف المشروع نقل 60 ألف راكب ساعة، بمتوسط حجم نقل مليون و200 راكب فى اليوم، ومن المقرر الانتهاء من المشروع خلال 3 سنوات.
ويتولى بنك التنمية والإعمار الأوروبى “EBRD” تمويل المشروع بالكامل والذى يدخل ضمن المشروعات القومية فى مجال النقل الذكى المنظم بالدولة، ويتم حاليا دارسة كافة العطاءات من الناحية الفنية تمهيداً لاختيار التحالف الفائز بالتنفيذ خلال الفترة المقلبة، حيث تولت شركة “سيسترا” الفرنسية أعمال التصميم للمشروع بالتعاون مع الهيئة القومية للأنفاق والتى تقوم بالإشراف على التنفيذ مع الشركة الفرنسية.
وأضاف أن الشركة دخلت فى تحالف آخر مع شركات للمنافسة على مشروع قطار “القاهرة – بنى سويف” كما تنافس على مشروع ترام الإسكندرية وسكة حديد “الأقصر وأسوان”.
ولفت إلى أن الشركة دخلت فى تحالفات عديدة للمنافسة على إنشاء محطات المياه المختلفة فى السوق المحلية سواء شركات إسبانية متخصصة فى التحلية أو الصرف أو المعالجة، حيث تتميز هذه الشركات الإسبانية بامتلاكها تكنولوجيا جديدة تساهم فى تسريع مدة التنفيذ وتقليل مساحة المشروع اللازمة لتنفيذ المشروع.
أما بالنسبة للمشروعات التى تنفذها الشركة حالياً، فقد أشار المهندس طارق يوسف إلى أن الشركة تقوم بتنفيذ مشروع “صواري” مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بمحافظة الإسكندرية، وهو عبارة عن كومباوند يضم 238 فيلات هو الأول من نوعه فى الإسكندرية، ومن المقرر أن تصل قيمة المشروع مليار جنيه ويستغرق تنفيذه عامين.
وأشار إلى أن الشركة تنفذ عدد من المشروعات لصالح وزارة الداخلية منها مشروع مجمع السجون المتطورة بتكلفة 800 مليون جنيه بمنطقة وادى النطرون، وكذلك مشروع أخرى عبارة عن مشروع معسكر أمن مركزى بشرق القاهرة.
تأسيس «كونكريت بلس السعودية» .. ونترقب استقرار الأوضاع فى ليبيا
وعلى الصعيد الخارجى، كشف “يوسف” أن “كونكريت بلس” تبنت خطة طموح للتوسع خارجياً، وأنشأت الشركة بالفعل شركة جديدة للعمل بالسوق السعودية تحت اسم “كونكريت بلس السعودية” وذلك بعد دراسة جيدة للأسواق المحيطة وحجم الأعمال المطروح بها وشكل المنافسة والعديد من المعايير والمحددات الأخرى، ليأتى السوق السعودية فى طليعة الأسواق المرشحة، كما أن الشركة تترقب استقرار الأوضاع فى ليبيا لتبدأ فى المنافسة بقوة هناك.
وطالب بضرورة قيام الدولة بمساندة شركات المقاولات فى تنفيذ خططها لتصدير المقاولات، فالمنافسة قوية للغاية من الشركات التركية والصينية وغيرهما من الجنسيات التى تحظى بدعم هائل من دولها باعتبارها بوابة لتصدير منتجاتها.
وشدد على أهمية العنصر البشرى فى تحقيق نجاحات الشركة وبناء وصياغة خططها المستقبلية، ففى عالم المقاولات الأفراد هم من يصنعوا الفارق، ولذا فإن الشركة عمدت إلى توفير بيئة عمل صحية ومحفزة على العمل، وهو ما ساهم فى سير العمل وخلق حالة انتماء من العاملين تجاه الشركة، لافتاً إلى أن الشركة تضم ما يزيد عن ألف ومائتى عامل مباشر و15 ألف عامل غير مباشر.
وأوضح أن الشركة مهتمة بالاستثمار فى قطاعات أخرى، وعلى رأسها الدخول فى تحالف ثلاثى بقيادة «أكت المالية» وبالتعاون مع شركة «علام العقارية» للاستحواذ على حصة %18 من أسهم شركة «سوديك العقارية» المقيدة فى البورصة.