طارق طه رئيس المركز: «إبداع المركزي» يستهدف التحول لقاعدة بيانات مشروعات Fintech للمستثمرين

إتاحة قاعدة بيانات عن «الصغيرة» و«المتوسطة» و«الناشئة».. ونشر أوراق بحثية عن نصائح النمو

طارق طه رئيس المركز: «إبداع المركزي» يستهدف التحول لقاعدة بيانات مشروعات Fintech للمستثمرين
جريدة المال

أحمد البطران

عمر ياسر

6:13 ص, الأثنين, 14 فبراير 22

– حداثة الفكرة والقابلية للنمو أهم معايير قبول المتقدمين

– تواصل مع بنكى «الأهلى» و«مصر».. ونية للتوسع فى نشاط تطبيقات التجارة الإلكترونية

يطمح مركز الإبداع والتكنولوجيا المالية فى البنك المركزى المصرى فى لعب دور مرجعية للمصارف والمستثمرين الراغبين فى الاستثمار بمجال التكنولوجيا المالية fintech، عبر إتاحة قاعدة بيانات ضخمة تحتوى على كل المعلومات والأفكار والمقترحات للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، إضافة إلى وجود أوراق بحثية تتضمن معلومات دقيقة تساعد على اتخاذ القرارت الصحيحة، وتوجه النصائح للشركات الناشئة حول النمو فى قطاعات الأعمال، وكيفية إدارتها، الأمر الذى تفتقر إليه السوق المصرية فى الوقت الحالى.

ويستهدف المركز أيضًا تحقيق عوائد اجتماعية تفيد اقتصاد الدولة وخطتها نحو التنمية المستدامة، إضافة إلى التوسع إقليميًا خارج القاهرة، من أجل خدمة أصحاب المشروعات المتوسطة والصغيرة والشركات الناشئة، وأن يكون هناك مركز بالقرب منهم لتيسير عملية التنقلات.

وكشف طارق طه، رئيس المركز، عن خطة المركز لدعم الشركات الناشئة خلال العام الحالى 2022 التى تتضمن إنشاء مركز ابتكار التكنولوجيا المالية، من خلاله تصبح جميع الشركات المتخصصة فى مجال التكنولوجيا المالية على علاقة قريبة الصلة بالبنوك والمستثمرين، موضحًا بأن التركيز لن يكون فقط على شركات التكنولوجيا المالية بل على التطبيقات التى تعتمد على تقنيات الدفع الإلكترونى من خلالها، أو تتضمن مكونات داعمة للتكنولوجيا المالية .

وأكد طه لـ«المال» فى أول حوار صحفى له منذ توليه المنصب أن البنك المركزى يسعى بقوة إلى دعم قطاع التكنولوجيا المالية، لافتا إلى أن عدة قطاعات داخل المصرف عملت بشكل جاد ومتكامل لإخراج المركز بشكل ناجح من خلال توفير الدعم وتخصيص المبنى التاريخى فى منطقة وسط البلد ليكون مقرًا للمركز.

وألمح إلى أن دور المركز يتمثل فى تسريع واحتضان الشركات الناشئة، كما سيعد أيضًا مرجعية للبنوك والمستثمرين الراغبين فى الاستثمار بمجال التكنولوجيا المالية، مشيرًا إلى أن المركز سيبدأ مرحلة التشغيل التجريبى خلال يونيو المقبل، على أن يكون رسميًا فى سبتمبر من العام الحالى.

ولفت «طه» إلى أن المركز قرر تخصيص جزء من التدربيات باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضى فى إطار مواكبة المتغيرات العالمية، وعلى رأسها أزمة الأوبئة العالمية، من أجل الحفاظ على السلامة العامة، لافتا إلى أن مبنى المركز مجهز تمامًا لاستقبال رواد الأعمال من ذوى الهمم.

تعيين من 20 إلى 30 موظفًا كمرحلة أولى.. ومستعدون لاستقبال رواد الأعمال من ذوى الهمم

وقال إن المركز يعمل فى الوقت الحالى على تكوين فريق العمل من ذوى الكفاءات والخبرات فى عالم التكنولوجيا المالية، مشيرًا إلى أن عدد الموظفين سيتراوح من 20 إلى 30 كمرحلة أولي .

وأعرب عن آماله فى حضور جميع الشركات التى تعمل بقطاع التكنولوجيا المالية داخل المركز لإثراء التجربة، موضحًا أنه سيتم التركيز على وجود الدعم التدريبى للشركات لإيمانه بإمكانياتها  فى التطوير والوصول إلى درجة كبيرة من النضج تسمح بالاستثمار بها.

وتابع “طه” أن المركز سيهتم بهيكلة تلك الشركات واستيفاء الهيكلة القانونية الخاصة بتأسيسها، إلى جانب الاهتمام بكون تلك الشركات جزءًا لا يتجزأ من شبكة الأعمال الخاصة بالمركز، انطلاقًا من سعيه لأن يصبح قبلة للشركات الناشئة فى مصر وأفريقيا .

وأردف قائلًا: سيضع المركز كذلك شركات التكنولوجيا المالية التى بدأت  العمل، وحققت نجاحات بالفترة الأخيرة نصب أعينه، مثل باى موب وحالا وفورى، ليكون نقطة تستطيع هذه الشركات من خلاله التوسع إقليميًا .

واستطرد: المركز يستمع إلى متطلبات واحتياجات تلك الشركات، متابعًا بأن هناك هدفا لتكوين مجلس استرشادى مكون من رؤساء تلك الشركات لمعرفة آرائهم، بحيث لا يكون هناك انعزال  بين المركز وجميع القطاعات المؤثرة فى قطاع التكنولوجيا المالية.

وأشار “طه” إلى أن أبرز النقاط التى تمت مناقشتها مع رؤساء شركات التكنولوجيا المالية هى التوسع الإقليمى وتدريب الكوادر إلى جانب سد وظائف تحتاج إليها سوق العمل بالوقت الحالى، موضحًا أن دور المركز سيتمثل فى جمع الوظائف المطلوبة وإبلاغ الهيئات المعنية ذات الصلة، بما تحتاج إليه سوق العمل من تخصصات وبرامج  تدريبية .

التوسع الإقليمى وتدريب الكوادر أبرز مطالب الشركات.. واستقطاب 100 كيان ناشئ خلال عامين

ولفت إلى أن المركز يسعى لجذب 100 شركة خلال عام ونصف أو عامين من الآن، وتكون خليطًا من الشركات الناشئة أو التى خرجت من طور النشأة وأصبح لها دور فعلى فى مجال  التكنولوجيا المالية      .

وقال إن المركز يسعى لإنشاء حاضنتى أعمال، ومن المتوقع أن تسضيف كل حضانة نحو 25 شركة ناشئة جديدة إلى بقية الشركات التى بدأت العمل فعليًا فى سوق التكنولوجيا المالية وتحتاج فقط إلى مكونات – على حد وصفه، لافتًا إلى أنه سيتم الإعلان فى القريب العاجل عن بدء تلقى الطلبات الخاصة بتقدم الشركات الناشئة وتقييم الأفكار المطروحة الخاصة بالتطبيقات .

وتابع “طه” أنه بمجرد الإعلان عن إنشاء المركز تم تلقى العديد من الطلبات للالتحاق به، مضيفًا أنه تم التواصل مع أحد التطبيقات وتقييم الفكرة، وهو تطبيق “باب رزق” المتخصص فى العمالة الموسمية، إلى جانب منصة أخرى للملكية العقارية متخصصة فى الملكية الجزئية للعقارات، معتبرًا أن تلك الأفكار ثورية وجديدة ومرتبطة بمجال التكنولوجيا المالية والمدفوعات الإلكترونية.

وأوضح أن المركز سيستقبل طلبات التطبيقات التى تعمل فى مجال التكنولوجيا المالية أو القابلة للتطويع بالعمل فى التكنولوجيا المالية، خاصة أن هذا المجال بحاجة للتطور، مع الأخذ بعين الاعتبار أن البنك المركزى فى نيته طرح خدمات مرتبطة بالتكنولوجيا المالية، مثل خدمة الدفع الفوري Instant payment  .

ولفت “طه” إلى وجود تواصل مع العديد من البنوك داخل مصر لمناقشة خطة طويلة الأجل للتطبيقات التى من الممكن أن تفيد أعمال المركز، محددًا المعايير الواجب توافرها فى الشركات الناشئة للالتحاق بالمركز فى حداثة الفكرة وقابلة للتطور والنمو والنجاح، وأن تقدم أيضًا خدمة تفيد المستهلكين عموما.

وتابع ان التقديم سيتم إلكترونيًا بالكامل، مع وجود لجنة متخصصة تتولى أعمال تقييم المشروعات المتقدمة، متابعًا أن المركز لديه نفس آلية عمل بقية مسرعات وحاضنات الأعمال الأخرى مثل flat 6 labs   و AUC Venture labs و فلك EFG.

فى سياق متصل ، كشف “طه” عن سعى المركز لأن يصبح  بمثابة مرجعية للبنوك والشركات الراغبة فى الاستثمار بالشركات الناشئة، عبر إتاحة قاعدة بيانات كبيرة تحتوى على كل المعلومات والأفكار والمقترحات للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، إضافة إلى وجود أوراق بحثية تتضمن معلومات دقيقة تساعد على اتخاذ القرارت الصحيحة، وتوجه النصائح للشركات الناشئة حول النمو فى قطاعات الأعمال وكيفية إدارتها، الأمر الذى تفتقر إليه السوق المصرية .

وقال إن المركز يسعى لمشاركة جميع اللاعبين الكبار بالسوق فى المجال المالى وشركات الاتصالات التى من الممكن أن تدعم المركز أو ترعى حاضنات أعمال مثل Egypt Ventures فلك، إلى جانب شركات المحمول والإنترنت  المرتبطة بتكنولوجيا المدفوعات الرقمية والمحافظ الإلكترونية .

وأكمل حديثه: يستهدف البنك المركزى تحويل مصر إلى مركز إقليمى للتكنولوجيا المالية، موضحًا أن أحد الأساسيات التى سوف تساعد المركز على الازدهار هى وجود بنية تحتية قوية وسليمة، متمثلة فى إنترنت بسرعة فائقة ووسائل اتصالات تعمل بكفاءة وجودة عالية.

وتابع “طه” أن مزايا المركز تتمثل فى التركيز على قطاع التكنولوجيا المالية والجوانب التنظيمية، ما يساعده على التواصل مع شركات أخرى بنفس المجال، مؤكدًا أن المركز مستعد للتواصل مع جميع الشركات المتخصصة فى هذا المجال .

وأضاف: مستعدون لاحتضان الأفكار وتوجيهها وتطويرها،  متابعًا بأن أصحاب الأفكار المتقدمة إلى المركز بحاجة أحيانًا إلى بلورة أفكارهم ومناقشتها مع المتخصصين، إلى جانب تقديم المقترح الخاص بالشركات الناشئة إلى البنوك والدعم بقواعد البيانات الخاصة بالعمالة.

تشريعات التكنولوجيا المالية بحاجة لمزيد من التطوير

واعتبر أن القوانين والتشريعات الخاصة بمجال التكنولوجيا المالية ضرورية للغاية، إذ تعد القاعدة الرئيسية التى تمكن أصحاب الشركات ورواد الأعمال للانطلاق من خلالها، إلا أنها ما زالت بحاجة لمزيد من التطوير .

على صعيد آخر، رأى “طه” أن العملات الرقمية Crypto currency  والتطبيقات والأعمال التى نجحت عالميًا يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار فى المستقبل، خاصة أنها مرتبطة بالفنون وحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى تكنولوجيا سلسلة الكتل Block chain  و Big Data  التى تعتمد على استخراج المعلومات، والتعرف على فرص جديدة تتضمن قاعدة بيانات العملاء والوثائق والسجلات الطبية وتطبيقات الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعى، والتى تعتمد عليها التكنولوجيا المالية بشكل كبير.

 وأضاف أن المركز يسعى لاستقطاب مستثمرين من كبريات الشركات، مثل إيفان ويليامز أحد مؤسسى تويتر، إلا أن الأمر يحوى صعوبة كون مصر –على حد تعبيره– ما زالت سوقا ناشئة فى طور النمو والانطلاق، كاشفًا عن استهداف المركز التركيز على كبرى صناديق رأسمال المخاطر مثل 500 startup  و sequoiaالتى ضخت استثمارات مؤخرًا فى شركة تيلدا المتخصصة فى مجال التكنولوجيا المالية، إلى جانب مسرعة الأعمال الأمريكية Y-combinator.

وشدد «طه» على ضرورة توافر معايير لاستقطاب هذه الصناديق، وعلى رأسها الموضوعية والمهارات الواضحة ووجود منتج مميز من حيث التصميم، لافتًا إلى أن رواد الأعمال بالسوق المصرية فى مرحلة خوف من الإبداع والتفرد بالأفكار، لكنه يأمل فى كسر حاجز الخوف، وترك اتجاه أخذ الافكار بالنص من الأسواق الأجنبية.

وأشار إلى أن هناك تواصلا مع بنوك مصرية عامة، وخاصة، لديها دراية تامة بأهمية شركات التكنولوجيا المالية، مثل الأهلى المصرى الذى يمتلك برنامجًا متخصصًا فى دعم الشركات الصغيرة والناشئة، إلى جانب «مصر»، مضيفًا أن قطاع البنوك يدرك تمامًا أن مجال التكنولوجيا المالية لا يزال بحاجة لمزيد من الدعم والتطوير.

وأكد «طه» أن المركز سيركز على الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال أخذ البرامج الخاصة بهم وتطعيمها ببرامج الشركات الناشئة، وإنشاء حاضنة أعمال خاصة لها من أجل تمويلها وتطوير أعمالهم بالاشتراك مع القطاع المصرفى المصرى، وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا المالية لمضاعفة العوائد الخاصة بهم، متوقعًا أن تحقق تلك الشركات فرص نجاح أكثر من الشركات الناشئة .

وقال إن المركز يؤمن بأهمية التحول الرقمى، لافتًا إلى أن الشركات تواجه بعض المشكلات بشأن رقمنة عملياتها بشكل كامل، مثل التسويق الإلكترونى واستخدام شبكات التواصل الاجتماعى، مؤكدًا أهمية وجود ثقافة التحول الرقمى فى اتخاذ القرارات وتقديم تلك الحلول من خلال المركز لدعم الشركات الناشئة والمتوسطة والصغيرة، بالتعاون مع كبرى الشركات المتخصصة مثل مايكروسوفت وديل وزوهو فى مجال إدارة خدمات العملاء CRM والمنصات بأسعار مخفضة.

وأكد «طه» أن المركز لن يكتفى فقط بشركات التكنولوجيا المالية، بل سيمتد نشاطه إلى شركات وتطبيقات التجارة الإلكترونية مثل جوميا وأمازون، خاصة أن نشاط التجارة الإلكترونية يعد جزءًا لا يتجزأ من التكنولوجيا المالية والمتاجر المظلمة Dark stores  التى تستخدم المخازن الإلكترونية وتخدم فقط عملاء التسوق الإلكترونى، مثل بريدفاست Bread fast  المتخصص فى البضائع المنزلية ورابيتRabbit  المتخصص فى تجارة التجزئة، إلى جانب الشركات التى يمكن تطويرها داخل مجال التكنولوجيا المالية، وتقدم خدمات تتطلب مدفوعات إلكترونية، مثل تطبيقات الصحة والتأمينات.

دراسة التعاون مع برنامج المعونة الأمريكية لتوفير الدعم المادي

وأضاف أن برنامج المعونة الأمريكية يسعى لتفعيل مبادرة لإضافة التجارة الإلكترونية كجزء من منهج التعليم الفنى لتأهيل الطلاب للعمل كفنيين فى مجال التجارة الإلكترونية، لافتًا إلى وجود اتصالات تمت مع المدير التنفيذى لبرنامج المعونة الامريكية لبحث إقامة ورش عمل مع المتاجر الإلكترونية مثل أمازون لتعريف الكوادر بخدمات المتجر وكيفية إدارة مثل تلك المتاجر واحتياجات منظومة التجارة الإلكترونية بالوقت الحالى من دعم وتطوير.

وكشف «طه» أنه جار حاليًا دراسة أوجه التعاون مع برنامج المعونة الأمريكية فى دعم الشركات الناشئة ماديًا، أو إقامة معمل داخل المركز للتعاون مع الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، مرجحًا أن يتعاون المركز مع وزارة التربية والتعليم فى حالة إضافة منهج التجارة الإلكترونية للتعليم الفنى، عبر إنشاء مقرات لتدريب الطلاب داخل مركز الإبداع والتكنولوجيا المالية الذى سيكون فى خدمة مثل تلك المبادرات.

تحصيل اشتراكات شهرية لتقديم خدمة اسئتجار ساحات العمل الجماعى

 وقال «طه» إن المركز يقوم بتحصيل مصروفات فى صورة اشتراكات شهرية من الشركات القائمة فعليًا وتمتلك قاعدة أعمال والتى تستفيد من الخدمات المقدمة، مثل ساحات العمل الجماعى والقرب من بيئة الأعمال الناشئة، لافتًا إلى أن شركات التكنولوجيا المالية مثل «باى موب» يمكنها تأجير مكاتب لها داخل المركز، تستطيع من خلاله الاستفادة من خدمات المركز وتقديم خدمات مضافة لمجتمع التكنولوجيا المالية.