طائرات الدرونز مجال جديد للصراع بين أمريكا والصين

تم طرح طائرة صغيرة بدون طيار بسعر 240 دولاراً فقط

طائرات الدرونز مجال جديد للصراع بين أمريكا والصين
أيمن عزام

أيمن عزام

11:30 م, الأحد, 26 ديسمبر 21

يدرس المشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالولايات المتحدة الأمريكية مشروع قانون من شأنه حظر المشتريات الفيدرالية من طائرات الدرونز (بدون طيار) من طراز “دي جيه آي”، في حين يريد عضو في لجنة الاتصالات الفيدرالية إخراج منتجاتها من السوق الأمريكية نهائياً.

من نواحٍ عديدة، أصبحت “دي جيه آي” تجسيداً لتهديد أمن قومي أوسع بكثير، يتمثل في قدرة الحكومة الصينية على الحصول على بيانات حساسة عن ملايين الأمريكيين.

 في الأسابيع الماضية، حذَّر كبار المسؤولين السابقين في كلٍّ من إدارتي أوباما وترمب من أنَّ بكين ربما تجمع معلومات شخصية عن مواطني الدول المنافسة، في حين تحجب بيانات 1.4 مليار شخص في الصين.

قيود على طائرات الدرونز الصينية

ويسعى المسؤولون الأمريكيين  إلى إنهاء هيمنة “دي جيه آي” في الولايات المتحدة. ويوم الخميس؛ منعت إدارة الرئيس جو بايدن الاستثمار الأمريكي في الشركة، بعد عام من منعها من الحصول على أجزاء وقطع أمريكية تدخل في صناعتها من قبل الرئيس دونالد ترمب.

كتبت أونا هاثاوي، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة ييل، التي خدمت في البنتاغون في عهد الرئيس باراك أوباما، في مجلة “فورين أفيرز”، في إشارة إلى تقنيات المراقبة والرصد: “كل قطعة جديدة من المعلومات، بحد ذاتها، غير مهمة نسبياً.. لكن مجتمعة، يمكن للقطع أن تمنح الخصوم الأجانب نظرة ثاقبة غير مسبوقة عن الحياة الشخصية لمعظم الأمريكيين”.

حظر تطبيقات صينية

اتخذت إدارة ترمب خطوات تتعلق بالبيانات في عام 2020، عندما حظرت اثنين من أكثر التطبيقات استخداماً في الصين، وهما “تيك توك” التابع لشركة “بايت دانس” ، و”وي تشات” التابع لشركة “تينسنت هولدينغز” ، كما حثت الحلفاء على تبني ما يسمى بالشبكة النظيفة من خلال استخدام شبكات الاتصالات الخالية من الشركات والمعدات الصينية.

لكنَّ الشبكة النظيفة لم تنطلق أبداً، نتيجة امتناع الشركاء الآسيويين للولايات المتحدة في مجال الأمن، والذين يعتمدون على الصين في التجارة، عن تقسيم العالم إلى كتل بيانات متنافسة. بعد ذلك، ألغى الرئيس جو بايدن الحظر المفروض على “تيك توك”، و”وي تشات”، وأمر بمراجعة شاملة للحصول على توصيات بشأن الإجراءات اللازمة لحماية البيانات الأمريكية الحساسة، ولم تعلن إدارته بعد عن النتائج، كما لم تقم بصياغة سياسة واضحة بشأن البيانات التي تشكل تهديداً للأمن القومي.

مع ذلك؛ يركز صانعو السياسة في الولايات المتحدة على بعض الشركات المهيمنة في مجال البيانات. وفي عالم الطائرات بدون طيار، لا توجد شركة أكثر إنتاجاً من “دي جيه آي”: قالت لجنة الاتصالات الفيدرالية في أكتوبر، إنَّ الشركة الصينية تسيطر على أكثر من 50% من سوق الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة، وتقدّر شركة الأبحاث “درون أناليست”  أنَّها تبيع حوالي 95% من الطائرات بدون طيار، التي يتراوح سعرها بين 350 دولاراً و2000 دولار، والتي تستهدف المستهلكين.

طائرات درونز تعليمية

في العام الماضي، أطلقت “دي جيه آي” قسماً تعليمياً جديداً، فقد قدّمت طائرة صغيرة بدون طيار بسعر 240 دولاراً فقط، بالإضافة إلى برنامج لمساعدة معلمي المدارس في توجيه الطلاب الصغار إلى أساسيات البرمجة.

وفي أكتوبر، استعانت الشركة بالمصوّرين السينمائيين -بما في ذلك ثلاثة فائزين بجائزة أوسكار- للترويج لطائرة بدون طيار بتقنية تثبيت جديدة، ومجموعة من الميزات المتقدّمة الأخرى. وتشمل الأجهزة الأخرى جهازاً يمكنه البقاء في الهواء لمدة تصل إلى 46 دقيقة، وآخر لرش المحاصيل “يمكن أن يغطي 40 فداناً في ساعة واحدة”.

ويشار إلى أنَّ الشركات المنافسة لـ”دي جيه آي” أُعجبت بالمنتجات الجديدة.