أكدت منظمة الصحة العالمية «WHO» أن شركات الأدوية تسابق الزمن حاليا لتطوير 70 مصلا ضد فيروس كورونا المميت الذى انتشر فى أكثر من 200 دولة وأصاب حوالى مليونى شخص وفتك بأكثر من 128 ألف ضحية.
وقالت المنظمة إن دواء «ريمدسيفير» الذى أنتجته شركة «جيليد ساينسيس» الأمريكية للأدوية قد يكون العلاج الفعال الوحيد حتى الآن لوباء كورونا بعد أن أكدت أن العقارالذى تجربه على المصابين بأعراض حادة من مرض فيروس كورونا منذ فبراير الماضى نجح حتى الآن فى تحسين حالاتهم بنسبة %68 ليصبح أول دواء فى العالم يعالج بفعالية هذا المرض الذى يصيب الرئتين والذى يشبه السل.
وأضافت «جيليد» التى نشرت تقريرها فى مجلة «نيوإنجلاند» الطبية أنها تتبعت علاج 53 مريضا فى الولايات المتحدة و كندا وأوروبا لمدة شهر بعقار «ريمدسيفير» الذى لم تتم الموافقة عليه بعد ولكنه الدواء الوحيد المتاح حتى الآن، وتبين بعد مرور 18 يوما تحسن حالة %68 من المرضى بفيروس كورونا.
وذكرت وكالة رويترز أن «الصحة العالمية» أوضحت أن أربع شركات عالمية أجرت اختبارات فعلا على مصابين بفيروس كورونا وهى «موديرنا» للعقاقير و«إينوفيو فارماكيوتيكالز» الأمريكيتين و«كانسينو بايولوجيكس» المدرجة فى بورصة هونج كونج ومعهد بكين للتكنولوجيا الحيوية.
وحصلت شركات «كانسينو» و«موديرنا» و«إينوفيو» فى مارس الماضى على موافقة الهيئات الرقابية الصينية بسرعة وسهولة للبدء فى إجراء تجارب مصلها على الإنسان بدلا من الاستغراق سنوات لإجراء تجارب على الحيوانات كما هو المعتاد فى الأمصال السابقة للإسراع بالحد من تفشى الوباء.
وتأمل شركات العقاقير العالمية أن تقلص الوقت المطلوب لطرح الأمصال فى السوق بحلول العام المقبل بدلا من الوقت الذى يستغرقه الطرح عادة الذى يتراوح من 10 إلى 15 سنة، لأن انتشار العدوى بسرعة هائلة لاسيما فى أوروبا والولايات المتحدة يبين أنه لن يتم احتواء الوباء بالتدابير الاحترازية فقط.
وتحاول شركات الأدوية الكبرى والصغرى تطوير مصل للفيروس بأسرع ما يمكن ومنها «فايزر» و«سانوفى» اللتين أنتجتا مصلين ولكنهما لاتزالان فى المراحل التمهيدية على التجارب السريرية، بينما أكدت شركة «جيليد» أنها ابتكرت أول عقار لعلاج كورونا وأنها تجرى عليه تجارب منذ فبراير الماضى وستعلن النتائج يوم 27 أبريل الجارى.
ويقول جوناثان جرين مدير مستشفى الأوبئة فى مركز «سيدارز سيناى» الطبى بمدينة لوس أنجلوس إنه لا يمكن التوصل إلى نتائج قاطعة وحاسمة من بيانات شركة «جيليد» التى تتخذ من مدينة «فوستر سيتى» بكاليفورنيا مقرا لها ولكن الملاحظات التى دونتها عن المرضى الذين تعاطوا عقار «ريمدسيفير» وساعدت فى تحليلها تبعث على الأمل فى القضاء على الوباء.
ويرى ستيفين إيفانز بروفيسور علم أدوية الأوبئة فى كلية لندن للصحة والطب الاستوائى أن بيانات شركة «جيليد» لا يمكن تقريبا تفسيرها لأنها ببساطة لا تبين مصير هؤلاء المرضى لو لم يتم علاجهم بعقار «ريمدسيفير» لأن أى تجارب تتضمن تقسيم المرضى إلى مجموعتين وإعطاء إحداها العقارالمطلوب تجربته والأخرى عقار آخر ليس له أى تأثير ثم مقارنة النتائج.
وتابع: لذلك لاتزال شركة «جيليد» تجرى عدة تجارب إكلينيكية على نطاق واسع فى عدة دول منها الصين لتقييم مزايا عقار «ريمدسيفير» فى علاج مرض (كوفيد 19).
يذكر أن الهيئة الوطنية للملكية الفكرية بحكومة بكين أكدت فى فبراير الماضى أنها ستنشر فى 27 أبريل الحالى نتائج هذا العقار ليصبح أول دواء فى العالم والذى من المتوقع أن يكون علاجا فعالا لفيروس كورونا إذا نجحت التجارب التى تشمل 761 مريضا فى مدينة ووهان الصينية موطن الوباء وفى حال نجاحه سيتم بيعه على نطاق تجارى.