■ نتائج 2018 أظهرت الأزمة المرجح تفاقمها
■ أديب: توقعات بخسائر للجوهرة وليسيكو النصف الأول من العام الجارى
■ مرعي: %30 زيادة المعروض من منتجات الأرضيات بالسوق المحلية
سجلت شركات سيراميك مدرجة بالبورصة المصرية، أداء ضعيفًا خلال العام المنقضى، لتتباين نتائج أعمالها بين التراجعات الواضحة بالربحية بنسب واضحة، فيما تحولت شركة ليسيكو للخسارة.
أرجع المحللون تلك التراجعات بسبب ضعف الطلب، وارتفاع التكاليف، متبنين نظرة متشائمة لوضع القوة الشرائية خلال الفترات المقبلة لتستمر فى تراجعها، وبالتالى استمرار تحول الشركات للخسارة .
قال مارك أديب، المحلل المالى لدى شركة «فاروس القابضة»، إن سوق السيراميك محليًا يعانى ضعف القوة الشرائية خلال الفترات الراهنة، رغم التنمية العمرانية التى تشهدها السوق المحلية .
أوضح أن ضعف القوة الشرائية أثرت بدورها على هوامش ربحية الشركات وأيضًا الأرباح النهائية، ما أدى إلى تراجعهما إلى جانب زيادة التكاليف الخاصة بالإنتاج فى ظل ثبات أو انخفاض الأسعار، موضحًا أن ليسيكو شهدت تراجعًا فى مبيعات الأدوات الصحية خلال الربع الرابع بنسبة %5 .
أشار إلى أن تلك العوامل تُعد أبرز المشاكل الرئيسية للشركات المدرجة للقطاع بشكل عام .
عن شركة «ليسيكو»، قال إن الشركة تمكنت مع زيادة الإيرادات، رغم أنها تحولت إلى الخسارة بنتائج الأعمال النهائية، وفقًا لمجموعة العوامل المذكورة سلفًا، والخاصة بتراجع الطلب وزيادة التكاليف وغيره .
أرجع زيادة الإيرادات إلى دعم ارتفاع حجم المبيعات، لكن من خلال التصدير، موضحًا أن الشركة لديها نسب تصدير جيدة لأسواق أوروبا من الأدوات الصحية، وتقوم بتصدير منتجات الأرضيات بأسواق الشرق الأوسط .
تحولت ليسيكو للخسارة لتسجل خسائر بقيمة 111.6 مليون جنيه، مقابل أرباح بقيمة 37.8 مليون جنيه، فيما صعدت الإيرادات لتصل 2.7 مليار جنيه مقابل 2.4 مليار جنيه، العام السابق له .
أوضح أن الشركة تمكنت خلال العام الماضى من زيادة صادراتها للأسواق الخارجية، وسجلت صادرات الأدوات الصحية %67 من إجمالى المبيعات فيما بلغت نسبة الصادرات من منتجات الأرضيات %20 من الإجمالى .
انتقل أديب إلى العامل الأكبر تأثيرًا والخاص بارتفاع التكاليف، موضحًا أن عامل التكاليف يمثل العبء الأكبر على الشركة، فى ظل عدم قدرتها على إجراء زيادات سعرية تتماشى مع الأولى، إضافة إلى احتدام المنافسة بين الشركات بالسوق المحلية.
أظهرت القوائم المالية ارتفاع تكلفة المبيعات لتصل إلى 2.2 مليار جنيه، مقارنة 1.8 مليار جنيه خلال 2017، ومصروفات التوزيع لتسجل 157 مليون جنيه مقارنة 146.6 مليون جنيه .
تراجع بند الإيرادات الأخرى ليصل إلى 71.6 مليون جنيه، مقارنة 24.6 مليون جنيه، فيما تراجعت الإيرادات التمويلية لتصل إلى 5 ملايين جنيه، مقارنة 24 مليون جنيه خلال 2017 .
لفت إلى أن السوق المحلية تضم 33 شركة منتجة للسيراميك، ففى ظل ضعف القوة الشرائيه تشهد المبيعات ركودًا إلى حد ما، ما يصعب أن تقوم أيا من الشركات برفع أسعار مبيعاتها .
أوضح أن الشركة أجرت خلال العام المنقضى زيادة سعرية طفيفة لمنتجات الأرضيات بنسبة بلغت %9 فقط، مقارنة بارتفاع التكاليف بنسب مضاعفة، ليؤدى إلى تراجع هامش الربحية بنسبة %5 ويسجل 17% خلال العام الماضى، مقارنة %22 خلال 2017 .
فى بيان مُرسل للبورصة المصرية، أرجعت «ليسيكو» خسائرها خلال العام الماضى إلى 4 عوامل، تتمثل فى الزيادة المستمرة فى تكلفة الخامات، والنقل، وقطع الغيار والأجور، وارتفاع تكلفة معدل الفائدة على الاقتراض، ما أدى إلى ارتفاع المصاريف التمويلية.
أضاف أنها تكبدت خسائر كبيرة فى فرق أسعار العملات مقابل تحقيق مكاسب العام الماضى، وارتفاع الأعباء الضريبية بسبب انتهاء فترة الإعفاء الضريبى لإحدى شركات المجموعة، وخضوعها لضريبة الأرباح التجارية والصناعية.
أظهرت القوائم المالية ارتفاع المصروفات التمويلية، لتصل إلى 233.6 مليون جنيه، مقارنة 160.5 مليون جنيه، كما ارتفعت ضرائب الدخل عن العام لتصل إلى 38.7 مليون جنيه، مقارنة 17 مليون جنيه خلال العام السابق له .
توقع أديب أن تواصل الشركة الخسائر المحققة خلال الفترات المقبلة، وبشكل خاص خلال النصف الأول من العام الجارى، تأثرًا بتراجعات الطلب المستمرة .
توقعات باستمرار خسائر الجوهرة
فيما يتعلق بـ»العز للسيراميك-الجوهرة»، استبعد أديب أن تحقق الشركة المستهدفات فيما يتعلق بنمو إجمالى الإيرادات، وصافى الدخل المرجح له سابقًا، نظرًا لظروف السوق الحالية.
تراجعت أرباح الشركة خلال العام المنقضى بشكل لافت لتصل إلى 5.3 مليون جنيه، مقارنة 48 مليون جنيه، خلال العام السابق له، صعدت الإيرادات بشكل طفيف 1.03 مليار جنيه، مقارنة بمليار جنيه خلال بارتفاع %3 .
أوضح أن الشركة تحولت للخسارة خلال الربع الأخير من العام الماضى، متوقعًا استمرار تلك الخسائر خلال الفترات المقبلة، نتيجة انخفاض الهوامش وحجم المبيعات فى السوق المحلية، وقد تنخفض إيرادات الصادرات بسبب استقرار سعر الصرف .
لفت إلى أن التوصية على السهم جاءت بخفض الوزن النسبى، وحدد القيمة العادلة له عند 9 جنيهات مقارنة 16 جنيها، خلال الوقت الراهن، موضحًا أن أداء السهم بعيد عن الواقع .
توقعت «الجوهرة» فى بيان حصلت «المال» على نسخة منه، نمو نسبى للطلب على منتج السيراميك فى السوق المحلية العام الجارى حال انخفاض معدلات التضخم وأسعار الفائدة، رغم تباطؤ الطلب خلال الربع الأول من العام ذاته .
أظهرت القوائم المالية خلال 2018، ارتفاع التكاليف لتصل إلى 813 مليون جنيه، مقارنة 748 مليون جنيه خلال 2017، وارتفعت المصروفات البيعية والتسويقية لتسجل 111 مليون جنيه، مقارنة 102 مليون جنيه خلال العام المناظر، وارتفاع المصروفات العمومية والإدارية لتصل إلى 48 مليون جنيه، مقارنة 40 مليون جنيه .
أوضح أن حجم مبيعات السوق المحلية تراجعت بنسبة %16 فيما ارتفعت الصادرات لتصل إلى %25 .
تعمل «العز للسيراميك- الجوهرة» ضمن قطاع المواد الأساسية مع التركيز على مواد البناء، ويبلغ رأس المال 225.23 مليون جنيه، موزع على 51.05 مليون سهم، بقيمة اسمية 5 جنيهات للسهم الواحد .
قالت إيمان مرعى، المحلل المالى بشركة «العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية»، إن هناك مجموعة من العوامل التى تؤثر على ربحية الشركات على رأسها ضعف القوة الشرائية .
أوضحت أن السوق المحلية تشهد حاليا زيادة فى المعروض بنسبة %30 من منتجات السيراميك، مشيرةً إلى أن وجود عامل آخر مؤثر، وهو قوة المنافسة فى السوق المحلية، وانخفاض تكاليف الإنتاج فى السوق الخارجية.
انتعاش الطلب وبحث فرص تصديرية للجوهرة
فى تحليل لشركة «الجوهرة»، قالت إن الشركة تكبدت تراجعات واضحة بالربحية وارتفاعات طفيفة فى المبيعات، بلغت %3 فقط، وتراجعات ربحية بنسبة %85 على أساس سنوى .
فسرت أن طبيعة الشركة تستهدف شريحة معينة من العملاء «class A» من خلال التصميمات عالية الجودة، أرجعت التقلص فى ربحية الشركة خلال العام الماضى، إلى ضعف الطلب على منتجات السيراميك، رغم التنمية العمرانية المنتشرة بأرجاء السوق المحلية،.
أوضحت أنهُ نتيجة لضعف الطلب، لم تتمكن الشركة من إجراء زيادة سعرية تتماشى مع ارتفاع التكاليف، إلى جانب اتجاه الشركة لتخفيض إنتاجها بنسبة %10 على أساس سنوى لمواجهة ضعف الطلب بإنتاج 9.73 مليون متر فى 2018 مقارنة 10.79 مليون متر سابقًا.
أشارت إلى أن الفرص التصديرية للشركات المنتجه للسيراميك، أصبحت أقل نسبيًا، عقب الأزمات التى تتعرض لها بعض الدول، لا سيما ليبيا، التى كانت تستقبل %50 من صادرات السيراميك المصرية للدول الأفريقية، خلال الأعوام الماضية .
أوضحت أنهُ بالنظر للمبيعات المحلية نجد أنها تراجعت بشكل واضح، إلا أن الشركة تمكنت من زيادة نسبة مبيعاتها التصديرية لتسجل %21 من إجمالى المبيعات خلال 2018 مقارنة بنسبة %17 خلال 2017.
لفتت إلى أن الزيادة فى المبيعات التصديرية قدرها %27 على أساس سنوى جاءت لتغطى على الانخفاض فى المبيعات المحلية ليصل إجمالى التغير فى المبيعات إلى %3 على أساس سنوى.
توقعت إيمان أن تستمر الشركة خلال العام الحالى بنفس الأداء المحقق خلال العام، موضحةً أن تحسن أوضاع الشركة يرتبط بشكل أساسى بانتعاش القوة الشرائية بالسوق المحلية، وبحث فرص تصديرية جديدة .
رجحت أن رفع الدعم عن الوقود المُنتظر بداية النصف الثانى من العام الجارى، ليضغط على التكاليف، وترتفع تزامنًا مع تلك الزيادات.
%31 نسب التصدير لدى ريماس
فيما يتعلق بـ»العربية للخزف – سيراميكا ريماس»، أوضحت أن الشركة صدرت %31 من إجمالى مبيعاتها للأسواق الخارجية فى 2018، مرجعة تأثر ربحيتها لنفس العوامل السابقة المذكورة سابقًا .
تراجعت ربحية «العربية للخزف – سيراميكا ريماس» لتسجل 23 مليون جنيه، مقارنة 29 مليونًا فى 2017، وتراجعت المبيعات المحلية لتصل إلى 548.5 مليون جنيه، مقارنة 451.5 مليون جنيه، فيما صعدت المبيعات التصديرية لتصل 250 مليون جنيه، مقارنة 232 مليون جنيه فى 2017 .
أظهرت القوائم المالية ارتفاع تكلفة المبيعات لتصل إلى 701 مليون جنيه، مقارنة 583 مليون جنيه العام المناظر، والمصروفات العمومية والإدارية التى سجلت 26 مليون جنيه، مقارنة 18 مليون جنيه، فيما تراجعت مصروفات البيع والتوزيع لتصل إلى 21 مليون جنيه، مقارنة 35 مليون جنيه .
ليسيكو أكبر الشركات المصدرة
فيما يتعلق بـ«ليسيكو»، قالت إنها من أكبر الشركات تصديرًا، وتبلغ نسبة تصدير الأدوات الصحية %75 من إجمالى مبيعات المنتج، كما أن الشركة لها تواجد خارجى بالولايات المتحده من خلال مراكز تسويق.
أخيرًا فيما يتعلق بشركة «العامة لمنتجات الخزف والصيني»، قالت إن الشركة أيضًا تأثرت بتراجعات الطلب فى السوق المحلية .
أظهرت المؤشرات المالية للشركة العامة لمنتجات الخزف والصينى، خلال النصف الأول من العام المالى 2018-2019، تحولها للخسائر على أساس سنوى، وحققت خسائر بقيمة 9.2 مليون جنيه، مقابل أرباح بلغت 4.37 مليون جنيه بالفترة المقارنة من العام المالى الماضي.
أرجعت الشركة خسائرها خلال الفترة إلى نقص الإيرادات بسبب حالة الركود السائدة، وعدم تقبل السوق للأسعار التى تغطى التكلفة المرتفعة بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.