ضبط 20 شخصًا من أهالي قرية بالدقهلية لرفضهم دفن طبيبة متوفية بكورونا

اعترضوا سيارة الإسعاف لمنع دفن الجثمان.

ضبط 20 شخصًا من أهالي قرية بالدقهلية لرفضهم دفن طبيبة متوفية بكورونا
أماني عوض

أماني عوض

6:40 م, السبت, 11 أبريل 20

ضبطت الأجهزة الأمنية المعنية، 20 شخصًا من أهالي قرية شبرا البهوفريك، التابعة لمركز أجا، بمحافظة الدقهلية، بسبب اعتراضهم ورفضهم دفن جثمان طبيبة مصابة بفيروس كورونا، صباح اليوم السبت.

وجار اتخاذ الإجراءات القانونية في الواقعة بعد ضبطهم من قبل الأجهزة الأمنية، ومباشرة التحقيقات.

طبيبة تبلغ من العمر 64 عامًا

وتعود الواقعة لوفاة طبيبة تبلغ من العمر 64 عامًا، بعد عودتها من إيطاليا ودخولها الحجر الصحي بالإسماعيلية، وذهاب أهلها لدفنها فرفض أهالي قرية شبرا البهوفريك بمركز أجا دفنها، وطلبوا بنقلها إلى قرية العامل.

وتجمع عدد من أهالي القرية أمام سيارة الإسعاف التى تنقل الجثمان إلى المقابر ورفضوا دفن الطبيبة، وحاولت أجهزة الأمن التفاوض معهم وإقناعهم وأجهزة الصحة لكنهم رفضوا.

وتدخلت الشرطة وتمكنت من تفريق الأهالي، حتى يتمكن ذويها من دفن الجثمان.

بيان الإفتاء

وأصدر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بيانًا علق من خلاله على رفض بعض المواطنين دفن شهداء فيروس كورونا، قال فيه إن ذلك لا يمت إلى الدين أو الأخلاق.

وقال مفتي الجمهورية في نص البيان اليوم السبت: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأكملان الأتمان على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه إلى بوم الدين وبعد،فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) وهذا التكريم الإلهي وهبه الله للإنسان حتى بعد موته وانتقاله إلى لقاء الله تعالى، لا فرق في ذلك بين مسلم أوغيره ولا بين غني أو فقير ولا بين صحيح أو مريض”.

وأضاف: “من أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه التعجيلُ بالصلاة عليه وتشييع جنازته ثم دفنه، وهذا ما أجمعت عليه أمة الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، حتى شاع على ألسنتنا جميعا قول إمام السلف أيوب السختياني رضي الله عنه : (إكرام الميت دفنه) ويؤيده ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ) وعلى ذلك فلا يجوز لأي إنسان أن يحرم أخاه الإنسان من هذا الحق الإلهي المتمثل في الدفن الذي قال الله فيه (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) ولا يجوز بحال من الأحوال ارتكاب الأفعال المُشينة من التنمر – الذي يعاني منه مرضى الكورونا شفاهم الله أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت رحمه الله عند دفنه”.

وتابع: “لا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض علي دفن شهداء فيروس كورنا التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة، فإذا كان المتوفى قد لقي ربه متأثرا بفيروس الكورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبا، فإذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذي يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم”.

واستكمل البيان: “الامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب، فيجب على من حضر من المسلمين وجوبا كفائيا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة”.

واختتم: “ندعو جميع المصريين، أن يعلموا جميعا على سد أبواب الفتن بعدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة، وألا يستمعوا إلا لكلام أهل العلم والاختصاص، وأن يتناصحوا وأن يتراحموا وأن يتعاونوا على البر والتقوى، ولنكن كما قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)… فنسأل الله تعالى أن يوحد صفوفنا وأن يهدينا طريق الحق والصواب والرشاد، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.