أكدت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أهمية مكافحة التضخم الآن لتعزيز بوادر نمو اقتصادي في المستقبل، محذرة من أن القيام بذلك يمكن أن يتسبب في “بعض الألم” للمستهلكين على المدى القصير، بحسب وكالة رويترز.
صندوق النقد يخفض توقعه لنمو الاقتصاد الأمريكي لعام 2022 بنسبة 0.8 %
وفي الوقت الذي قلص فيه صندوق النقد الدولي توقعه لنمو الاقتصاد الأمريكي لعام 2022 بنسبة 0.8 % إلى 2.9 % قالت جورجيفا “النجاح بمرور الوقت (في خفض الأسعار) سيكون مفيدا في النمو العالمي، لكن بعض الألم للوصول إلى هذا النجاح يمكن أن يكون ثمنا من الضروري دفعه”.
وقال مسؤول من صندوق النقد الدولي أمس الجمعة إنه في حالة سقوط الولايات المتحدة في حالة من الركود فمن المرجح أن تكون “قصيرة نسبيا” مع زيادات بسيطة فقط في البطالة، وقد تكون مماثلة للتباطؤ الأمريكي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقال نيجل تشوك، نائب مدير إدارة نصف الكرة الغربي بصندوق النقد الدولي، إن عمق أي ركود سيعتمد على حجم الصدمة التي ستدفع الاقتصاد الأمريكي بعيدا عن المسار الذي توقعه صندوق النقد الدولي لتفادي الركود بصعوبة.
مسؤول: إذا تعرض الاقتصاد الأمريكي لصدمة سلبية فسوف تمر بسرعة نسبيا
وقال تشوك في مؤتمر صحفي حول مراجعة صندوق النقد الدولي للسياسات الاقتصادية الأمريكية “هناك الكثير من المدخرات الموجودة في النظام والتي من شأنها أن تساعد في دعم الطلب … وحيث أن كل هذه الأشياء ستساعد في دعم الاقتصاد، لذا فإنه إذا تعرض لصدمة سلبية، فسوف تمر بسرعة نسبيا وسيحدث انتعاش سريع نسبيا بعد ذلك”.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الجمعة ردا على تقليص صندوق النقد الدولي توقعه لنمو الاقتصاد الأمريكي إنها تقدر الرؤية الاقتصادية التي قدمها الصندوق.
وقلص صندوق النقد الدولي يوم الجمعة توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي بسبب زيادات جريئة في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالى (البنك المركزي الأمريكي)، لكن الصندوق توقع أن الولايات المتحدة ستتجنب “بالكاد” ركودا اقتصاديا.
وقال صندوق النقد الدولي في تقييم سنوي للسياسات الاقتصادية الأمريكية إنه يتوقع الآن نمو إجمالي الناتج المحلي الأمريكي بنسبة 2.9 % في 2022 مقابل أقرب توقع له ونسبته 3.7 % في أبريل.
صندوق النقد يقلص توقعه لنمو الاقتصاد الأمريكي إلى 1.7% في 2023
وبالنسبة لعام 2023 ، خفض صندوق النقد الدولي توقعه لنمو الاقتصاد الأمريكي إلى 1.7% من 2.3 %، ويتوقع الآن معدل نمو ضئيلا نسبته 0.8 % لعام 2024.
في أكتوبر، قبل موجة كوفيد-19 التي أشعلتها السلالة أوميكرون وقبل وقت طويل من تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع حاد في أسعار الوقود والأغذية، توقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5.2 %.
وقالت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي في بيان “ندرك أن هناك دربا يزداد ضيقا لتجنب كساد في الولايات المتحدة” مشيرة إلى أن هذا التصور ينطوي على درجة كبيرة من الغموض.
وقالت جورجيفا “الاقتصاد يواصل التعافي من جائحة (كورونا) كما أن الصدمات القوية ما زالت تعصف بالاقتصاد من آثار الغزو الروسي لأوكرانيا ومن عمليات الإغلاق في الصين… من المؤكد أن حدوث مزيد من الصدمات السلبية سيجعل الوضع أكثر صعوبة”.
وأضافت جورجيفا أن مناقشاتها مع وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالى جيروم باول “لا تترك مجالا للشك في التزامهما بخفض التضخم مرة أخرى”.