‮«صندوق الاستثمار السيادي الصيني»..عملاق يستكشف الفرص المصرية

تعد المرة الأولي التي يولي فيها صندوق الاستثمار السيادي الصيني الذي يبلغ حجم الأصول تحت إدارته 300 مليار دولار وجهه صوب السوق المصرية.

‮«صندوق الاستثمار السيادي الصيني»..عملاق يستكشف الفرص المصرية
حازم شريف

حازم شريف

12:00 ص, الأحد, 4 يوليو 10

تكتسب زيارة «جين ليكون»، رئيس صندوق الاستثمار السيادي الصيني، والمعروف باسم CIC للقاهرة خلال الأسبوع الماضي أهمية فائقة في ضوء مجموعة من الاعتبارات والعوامل.

فهي تعد المرة الأولي التي يولي فيها العملاق الصيني الذي يبلغ حجم الأصول تحت إدارته 300 مليار دولار، وجهه صوب السوق المصرية.

فيما قد يمهد لو سارت الأمور علي ما يرام، لإحداث تغيير نوعي هائل في معدل تدفق الاستثمارات الأجنبية إلي مصر، وفي وضع – مصر – نفسها، علي خريطة جذب الاستثمارات، وبصفة خاصة عبر الصناديق السيادية.

فهذه الصناديق تتشاور وتتبادل الأفكار والمعلومات، وترصد الاتجاهات فيما بينها، في ظل اقتصاد عالمي بات يتمتع بندرة الفرص، وصناديق سيادية أغلبها في شرق آسيا، تتطلع لتفريغ حمولتها من السيولة في أسواق واعدة.

ويزيد من تأثير الزيارة أن الضيف الصيني يشغل في ذات الوقت منصب نائب رئيس اتحاد الصناديق السيادية، والذي يضم في عضويته 26 صندوقاً تدير الحصة العظمي من أصول صناديق الاستثمار السيادية في العالم وتبلغ نحو 2.3 تريليون دولار «التريليون = 1000 مليار».

وفي المقابل فإن مصر تتطلع لنيل حصة كبيرة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لإعانتها علي العودة لتحقيق معدلات نمو سنوية تتجاوز نسبة الـ%6.

وقد جاء الحوار مع «ليكون» بسيطا لا يتناسب مع حجم الأموال الطائلة تحت امرته، وحضره كريم هلال، الرئيس التنفيذي لمجموعة «سي آي كابيتال»، التي قامت بتنسيق الزيارة. وشهد اللقاء الذي استمر حوالي 45 دقيقة، مناقشة هادئة مع «ليكون» تناولت السياسة الاستثمارية

للصندوق، والقطاعات المفضلة لديه، ورؤيته لمناخ الاستثمار في مصر، وكذلك طبيعة عمل اتحاد الصناديق السيادية العالمي.. وماهي الأهداف التي حددها لزيارته الحالية، والتي تتبعها – وفقاً للمسئول الصيني – زيارة أخري تجري خلالها مناقشة تفاصيل المشروعات.

المال: ما مناسبة زيارتكم القاهرة؟

جين ليكون: بناء علي دعوة من وزير الاستثمار الدكتور محمود محيي الدين، للتعرف علي فرص للاستثمار المتاحة في مصر. وفي هذا الاطار فإنني أعرب عن امتناني لبنك الاستثمار سي آي كابيتال الذي قام بالترتيبات اللازمة لتسهيل مهمتنا.

وهي زيارة تكتسب أهمية كبيرة علي المستوي الشخصي لسببين، أولهما العلاقات القوية التي تربط الصين بمصر. وثانيا أننا في صندوق الاستثمار السيادي الصيني  CIC لم تحن لنا من قبل فرصة للاطلاع علي فرص الاستثمار في هذا البلد، ولذلك فقد اصطحبت معي فريق عمل لدراسة المشروعات المعروضة.

المال: كم يبلغ عدد هذا الفريق؟

ليكون: أربعة أفراد واعتقد أن الزيارة كانت مثمرة للغاية.

لقد قمنا بعقد اجتماعات مع وزير الاستثمار، ومساعد وزير الإسكان، ووزير النقل والمواصلات.

ومن القطاع الخاص شركتا السويدي، والنساجون الشرقيون، علاوة علي شركة الصعيد البحر الاحمر، والمنطقة الاقتصادية شمال غرب الخليج السويس.

المال: كم يبلغ حجم الأصول المدارة بواسطة CIC صندوق الاستثمار السيادي الصيني؟

ليكون : يبلغ رأسمال CIC صندوق الاستثمار السيادي الصيني نحو 200 مليار دولار، من بينها 100 مليار دولار تمثل أسهما مملوكة للدولة في المؤسسات المالية المختلفة كالبنوك التجارية والتنموية وشركات الأوراق المالية والتأمين.

أما الـ100 مليار دولار الأخري فهي مخصصة للاستثمار خارج الحدود. ولكن في الواقع يبلغ إجمالي الأصول نحو 300 مليار دولار من خلال بعض الصناديق الآخري تحت اداراتنا.

المال : هل تعملون بأسلوب صناديق الاستثمار المباشر؟ أم انكم أيضا تستثمرون في أسهم مقيدة بأسواق الأوراق المالية؟

ليكون: كما تعلم أننا كصندوق استثمار سيادي فإن وظيفتنا هي تنويع المخاطر فيما يتعلق بإحتياطي العملة الأجنبية، ولذلك فنحن ندير استثمار جزء مهم من هذه الاحتياطيات بشكل مستقل، من دون أي تدخل من الحكومة.

ومن هنا فنحن نستثمر وفقا للاعتبارات الاقتصادية، ونعتبر أنفسنا مستثمرا طويل الآجل ، ولا نقوم بالمضاربات السريعة ما بين الأسواق التي يطلق عليه ظاهرة الأموال الساخنة.

وإنما نبحث عن فرص ذات عائد مقبول من ناحية، وفي الوقت نفسه تحقق النفع للدولة المستقبلة لاستثماراتنا.

وقد قمنا بالفعل باستثمار أغلبية الـ100 مليار دولار المخصصة للاستثمار الخارجي، ونعتقد أننا قد قمنا بعمل جيد، وعلي سبيل المثال، فقد بلغ العائد علي الاستثمار «كنسبة من القيمة الدفترية» العام الماضي نحو %13.

نحن علي ثقة اننا قادرون علي تحقيق عوائد جيدة جدا علي المدي الطويل، بما نملكه من توزيع استراتيجي للأصول، ومن موارد بشرية، وخبرات متراكمة، وقواعد للحوكمة نطبقها علي نظم العمل بالصندوق.

ما أرغب في التأكيد عليه مرة أخري، اننا نحرص بشدة علي تجنب سلوكيات المستثمر قصير الأجل الذي يعتمد علي محاولة استغلال التقلبات في الأسواق لجني مكاسب سريعة، وإنما نسعي لمشروعات طويلة الآجل، تمكننا من تحقيق عوائد جيدة مستقرة لفترات طويلة. وبأخذ كل ما سبق في الاعتبار، اعتقد أن هناك فرصا هائلة للاستثمار في العديد من الاسواق الناشئة ومن بينها مصر.

المال: كم بلداً استثمر الصندوق به حتي الآن؟

ليكون: نحن مازلنا في البداية، ومع ذلك فقد استثمرنا في امريكا الشمالية، وبعض الدول الآسيوية والاوروبية وما زلنا نبحث عن فرص وبلدان أخري.

المال: هل قام صندوق الاستثمار السيادي الصيني بالاستثمار في الشرق الأوسط؟

ليكون: نحن في سبيلنا لذلك حاليا، فالشرق الأوسط من وجهة نظري منطقة مثيرة للاهتمام وهناك أفكار وفرص متعددة في هذا المجال.

فكما تعلم ان العديد من دول الشرق الاوسط تمتلك صناديق سيادية مماثلة، ومن ثم فنحن نتبادل ونتشارك خبراتنا فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العالمي.

 كما اننا نرحب بهذه الدول وغيرها من الدول الآسيوية للاستثمار في بلادنا والعكس صحيح أيضا.

ومن المثير للاهتمام أن نعلم أن الاستثمار المتبادل العابر للحدود مفيد للغاية، رغم أن هناك من يتساءلون لماذا نضع أموالنا في بلاد أخري وبلاد أخري تضع أموالها في بلادنا؟ أقول إن هؤلاء مخطئون، لانه أحيانا تتواجد فرص للاستثمار في دول أخري قد لا يستطيع مستثمرون محليون أن يضطلعوا بها، ووفي المقابل فإن هناك مشروعات في بلدنا قد ينجح مستثمر أجنبي في تحديدها وتنفيذها ولا نستطيع نحن القيام بها ، ففي كثير من الحالات يمتلك كل مستثمر ما يميزه عن غيره من سمات، وهذا تحديدا ما يجعل الاستثمار عابر الحدود بالغ الأهمية.

المال: ما انطباعك الأول عن مناخ الاستثمار في مصر؟

ليكون: قبل الحضور الي القاهرة جمعنا بعض المعلومات عن مصر، وعلمنا أن مناخ الاستثمار في مصر جيد جدا، وأن الدولة تعطي أهمية كبيرة لجذب ودعم الاستثمار الأجنبي المباشر وحققت نجاحا كبيرا في ذلك، وهذا امر مشجع للغاية.

كما انها وفرت العديد من المشروعات لجذب المستثمر الأجنبي كالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالسويس، وقد التقيت أيضا أثناء زيارتي، الدكتور محمد حسني رئيس شركة تنمية الصعيد البحر الأحمر، الذي عرض علينا المشاركة في بعض المشروعات.

والخلاصة أن المناخ جيد والاقتصاد مفتوح والحكومة ترحب وتمد يد العون للمستثمرين الذين يرغبون في العمل وتأسيس مشروعاتهم في هذا البلد.

أما فيما يتعلق بأداء الاقتصاد الكلي، فإن ما اتبعته الحكومة من سياسات جيدة قد نجحت إلي حد كبير في تجنيب الاقتصاد المحلي الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية.

وهذا امر طيب، خاصة لو وضعنا في الاعتبار أن العديد من الاقتصادات في المنطقة قد تأثرت بشدة مثل دبي علي سبيل المثال.

ولاحظ أن أي مستثمر يدرس الدخول في بلد ما، فإنه لا يركز فقط في البحث علي اقتصاديات مشروع بعينه، فقد يكون المشروع جيد الجدوي، ولكن قد يكتنف الاقتصاد من حوله العديد من المخاطر سواء مخاطر عدم الاستقرار السياسي من توترات وحروب وخلافه، أو مخاطر ديون الدولة السيادية نفسها أوتقلب سعر الصرف وغيرها من المخاطر.

ولدينا في أزمة الديون الحكومية اليونانية مثالا واضحا علي مثل هذه المخاطر. ولو قارنا ذلك كله، بالحالة الطيبة التي يتمتع بها الاقتصاد الكلي في مصر، وبصفة خاصة قدرته علي الاستمرار في تحقيق معدلات نمو ايجابية، نستطيع القول إن الوضع يبعث علي الاطمئنان.

المال: ما القطاعات المفضلة لدى صندوق الاستثمار السيادي الصيني للاستثمار؟

ليكون: نستثمر في العديد من القطاعات كالعقارات سواء مباني سكنية أو إدارية أو المراكز التجارية، وكذلك في مشروعات البنية الأساسية من طرق وسكك حديدية وغيرها، وقطاع الطاقة في البترول والغاز والطاقة المتجددة.، وكذلك التعدين.. كل هذه المجالات ممكنة.

 ولكن يجدر بي الإشارة الي اننا عندما نقوم بالاستثمار في دولة معينة، فإننا نتجنب بعض الأمور الحساسة عند اختيار المشروعات، فمثلا لا نستثمر في تجارة السلاح، أو المشروعات الضارة بالبيئة وبالطبع نكون سعداء بالمشاركة في المشروعات الصديقة للبيئة كالطاقة المتجددة.

 وكذلك نبتعد عن أي مشروعات من شأنها الاساءة إلي سمعتنا، كنوادي القمار علي سبيل المثال. نحن كصندوق سيادي نحرص علي الحفاظ علي سمعتنا، ونهتم فقط بالمساهمة في المشروعات التي تساهم في الاستقرار الاقتصادي والمالي للبلاد التي نستثمر بها، وتعود بالنفع علي سكانها.

 المال: كم من الوقت تحتاج صندوق الاستثمار السيادي الصيني لاتخاذ القرار بالاستثمار في بلد معين؟

ليكون: هذا يختلف من حالة لآخري، فقد نتخذ القرار بسرعة أو ببطء، ويجب أن تعلم اننا لا نمتلك الموارد البشرية الكافية لاجراء مسح للعالم كله لاختيار المشروعات المناسبة.

وعموما فإن سرعة القرار تعتمد علي نوع المشروع، ففي الدخول في مشروعات قائمة بالفعل، يمكنا الاستثمار بمجرد الانتهاء من الفحص النافي للجهالة.

الامر يختلف بالنسبة للمشروعات الجديدة تحت التأسيس أو لو كانت دورة حياة المشروع طويلة، فإن الامر يحتاج لوقت أطول للدراسة.

وقد يصبح القرار أسرع بحسب المرحلة التي يمر بها المشروع ودراسة الجدوي الخاصة به، وتوافر الموارد اللازمة لتمويله.. في النهاية الامر يعتمد علي نوع المشروع.

المال: هل أنت مقتنع بالاستثمار في مصر؟

ليكون: أولا لقد لقد جئت الي مصر لبناء علاقات علي مستوي رفيع مع السلطات المصرية، وثانيا نحن نرغب في تنمية علاقتنا مع مجموعة سي آي كابيتال، الجناح الاستثماري للبنك التجاري الدولي، الذي يتمتع بإدارة جيدة.

كما أننا بحاجة إلي مؤسسة مالية علي قدر كبير من الاحتراف، كي تساعدنا في التعرف علي فرص الاستثمار المتاحة الملائمة لاحتياجاتنا. كما يمكن أن تعمل تلك المؤسسات كاستشاريين وربما كشركاء.

وكل ما استطيع قوله الآن، انه جرت اتصالات ببعض الشركات أمدتنا بأفكار لعدد من المشروعات سوف اتناولها بالبحث عند عودتي للصين مع مجموعة العمل، لنكون صورة أكثر دقة عن المشروعات الجذابة التي يمكن القيام بها.

وفي حال اقتناعنا بمشروع معين، سوف أعود مع فريق العمل سريعا إلي مصر للبدء في تنفيذه.

المال: كم عدد المشروعات التي تحمل أوراقها في حقيبتك حتي الآن؟

ليكون: حوالي دستة!

كريم هلال: هذه هي أول زيارة من جانب » « CIC للقاهرة، ولذلك يمكن اعتبارها بمثابة رحلة استكشافية، لتكوين وجهة نظر عامة عن السوق والديناميكيات التي تعمل بها واللاعبون الرئيسيون بها.

وفي حقيقة الامر لم تحدث مناقشات تفصيلية لأي مشروع بعينه لأن ذلك سابق لأوانه ولكننا أطلعنا علي مشروعات متعددة مثيرة للاهتمام متعددة في خلال الزيارة.

وما اتفقنا عليه مع السيد ليكون، هو أننا سنقوم في مجموعة سي آي كابيتال خلال الأيام المقبلة بفحص ودراسة هذه المشروعات مع الشركات والجهات التي التقينا بها، وبناء عليه، نصل إلي إعداد قائمة مختصرة بعدد من المشروعات المقترحة تتضمن لمحة موجزة عن كل مشروع، نرسلها للجانب الصيني لدراستها، بعدها نتلقي استفساراتهم عن مشروعات بعينها لنتولي امدادهم بالمزيد من التفاصيل، نتوقع بعدها أن يعود فريق العمل لمصر مرة آخري لمناقشة أكثر تحديدا لما قد يقع عليه الاختيار من مشروعات.

المال: هل لديكم حد أدني من الأموال تشترطونه للمساهمة في أي مشروع؟

ليكون: هذا يختلف من مشروع لآخر. في العادة نستثمر في مشروعات يتراوح حجمها ما بين مليار وملياري دولار، وأحيانا في مشروعات تصل أحجامها إلي 200 مليون دولار.

المال: هل تشترطون أن تحصلوا علي حصص حاكمة في المشروعات التي تساهمون بها؟

ليكون: نحن مستثمرون ماليون، وفي العادة نكون مستثمرين سلبيين، ولا نملك الرغبة في السيطرة علي أي شركة في معظم الأحيان.

«جين ليكون»، رئيس صندوق الاستثمار السيادي الصيني،
جين ليكون رئيس صندوق الاستثمار السيادي الصيني

المال: ما الاستثناء؟

ليكون: دعني أقول لك انه لو تمت دعوتنا للحصول علي حصة حاكمة فلن نمانع.

ولكن دعني أؤكد أن ما ننظر اليه بعين الاعتبار هو مدي جودة تاريخ الشركة، وكفاءة الإدارة، والأداء، وأساليب الحوكمة الداخلية المطبقة وكيفية ادارة المخاطر.

 فإذا حظت كل هذه العناصر بموافقتنا، فلا مانع لدينا ان نحصل علي حصة أقلية مثلا %10 طالما نثق في الأدارة.

لذلك فإن العديد من الشركات بمقدورها أن تشعر بالسعادة لكوننا علي لائحة مساهميها، لأن اداراتها ستكون قادرة علي المضي في تنفيذ استراتيجياتها دون أي تدخل من جانبنا.

المال: ماذا عن سيناريوهات الخروج التي تتبعونها في المشاريع التي تستثمرون بها؟

ليكون: هذا أيضا يختلف من حالة لأخري، فقد تكون الشركة في مرحلة التأسيس أو تخطط لطرح عام أولي ومن ثم قد نخرج أو حتي ندخل أو نرفع حصتنا من خلاله.

المال: هل يمكن اعطائي تعريفا زمنيا للاستثمار طويل المدي بالنسبة لكم؟

الضيف: بوجه عام اعتقد أن الفترة الأدني هي 5 سنوات ولكن لو كان المشروع يسير علي ما يرام فينبغي ان تبقي لفترات زمنية أطول قد تصل إلي 10 سنوات أو أكثر.

المال: هل لديكم محفظة للأوراق المالية المقيدة في البورصات؟

ليكون: لا أفضل الحديث عن تلك النقطة، كل ما استطيع قوله أن لدينا استراتيجية لتوزيع الأصول يتم تعديلها من حين لآخر بناء علي الأداء.

المال: هل تهتمون بالاستثمار في البورصة المصرية؟

ليكون: في الواقع لقد تم توجيه نفس السؤال لي من قبل بعض المسئولين في مصر، وقيل لي _ وعلي حد علمي أيضا- إن سوق الاسهم في مصر تمتعت بأداء جيد علي مدار السنوات الخمس الماضية.

 وبناء عليه فسوف نقوم بدراسة هذا الموضوع.

كريم هلال: هناك نوعان من الاستثمارات التي يهدف إليها الصندوق الصيني الأولي في مجال الأوراق المالية المقيدة في سوق الأوراق المالية التي تتميز بسهولة تسييلها والثانية في مجال الاستثمار المباشر خارج البورصة.

وما سنقوم به، عند اعداد قائمة مختصرة ، هو وضع  بعض الاقتراحات لفرص الاستثمار في سوق الاوراق المالية المصرية.

المال: هل تفضل العمل مع القطاع العام أم الخاص؟

ليكون: الملكية ليست هي القضية ما يهم هو كيفية الادارة، فالشركات الخاصة يمكن أن تدار بطريقة سيئة أو العكس.

وفي نهاية الامر نحن مستثمرون طويلي الآجل ونتخذ قراراتنا علي أساس العائد، ولا نهتم كثيرا ما اذا كانت ملكية المشروع ملكية خاصة أو عامة طالما أنه يخضع لادارة جيدة.

المال: ما موعد زيارتكم التالية؟

ليكون: أولا يمكنني القول ان مهمتنا كانت مثمرة للغاية. وآمل أن ننتهي سريعا من دراسة فرص الاستثمار التي اطلعنا عليها خلال الزيارة، وفي هذه الأثناء سنكون علي اتصال وثيق بمجموعة سي آي كابيتال، وفي القريب العاجل سيعود فريق العمل إلي مصر مرة آخري وفي الواقع أن زملائي متحمسون جدا للمجيء.

المال: متي ستكون القائمة المختصرة جاهزة؟

كريم هلال المال
كريم هلال

كريم هلال: اعتقد أنه خلال أسبوعين ستكون القائمة المبدئية جاهزة لتقديمها للسيد »ليكون« وفريقه.

المال: آين درست؟

ليكون: باختصار أنا خبير اقتصادي تخرجت في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة.

كريم هلال : أريد أن أشير الي أن السيد «ليكون» متواضع جدا، فهو لم يذكر أنه شغل لفترة طويلة منصب نائب لوزير المالية الصيني.

وقد عمل أيضا بالبنك الدولي كمسئول عن إقراض عدد كبير من الأسواق الناشئة.

وكذلك كنائب الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الآسيوي قبل أن ينتقل لمنصبه الحالي في CIC . وهو أيضا نائب رئيس اتحاد صناديق الاستثمار الحكومية علي مستوي العالم SOVERAIGN WEALTH FUND CONGRESS ، وان لم أكن مخطئا فسوف يتقلد رئاسة الاتحاد بعد نحو عامين.

المال: هل يمكن ان تشرح لنا طبيعة عمل ومهام هذا الاتحاد؟

ليكون: يتشكل الاتحاد من 26 صندوقا سياديا تعمل بدعم من سكرتارية صندوق النقد الدولي، وقد أصدروا معا ما يعرف باسم مبادئ سان دييجو نسبة لمدينة سان دييجو التشيلية التي تم الاجتماع بها.

وجاء اصدار هذه المبادئ لتشكل المعايير المهنية والاخلاقية التي تحكم عمل الصناديق السيادية وقواعد تقديم الاستثمارات في الدول المتلقية.

بعد اقرار تلك المبادئ كانت الخطوة التالية هي العمل علي تطبيقها. ويعمل الاتحاد علي أسس تطوعية، ومن ضمن أهدافة أيضا تعزيز التعاون والتنسيق بين صناديق الاستثمار السيادية، وتبادل الآراء والأفكار حول أوضاع الاقتصاد العالمي، وأيضا التواصل مع البلدان النامية »المتلقية« لاستثماراتنا، لتحسين التفاهم بيننا، ولكي تتعرف هذه الدول بشكل أكبر علي طبيعة وأهداف صناديق الاستثمار السيادية. ولكي نفهم نحن هذه البلاد بصورة أفضل. وعلي هذا النحو يشكل الاتحاد قاعدة مهمة لبناء حوار بين الطرفين.

وقد اجتمع الأعضاء لأول مرة عقب تشكيل الاتحاد في أبريل 2009 بالكويت. ثم عقد الاجتماع الأول الرسمي في سبتمبر الماضي بأذربيجان.

تلاه الاجتماع الثاني في مايو 2010  في سيدني بأستراليا. وسيتم عقد الثالث في بكين العام المقبل.

المال: كم يبلغ حجم الأصول المدارة بواسطة أعضاء الاتحاد؟

ليكون: وفقا لاحصائيات صندوق النقد فإن صناديق الاستثمار السيادية في العالم تدير أصولا تصل قيمتها إلي نحو 2.3 تريليون دولار.

واعتقد أن أعضاء الاتحاد يديرون الحصة الأعظم منها، مع العلم بأن الاتحاد لا يضم في عضويته حتي الآن كل الصناديق السيادية.

المال: الي أي مدي تلعب السياسة دورا في الاتحاد؟

ليكون: السياسة لا شأن لها بالاتحاد.

 واستطيع أن أقارن الكيفية التي نعمل بها بتلك الآليات المتبعة في الغرف التجارية.

 فنحن نجتمع معا ونتناقش ونحاول أن نحل المشكلات الخاصة بالاستثمار واعتقد أن الحوار مع الدول النامية وإقرار مبادئ الشفافية والمحاسبة من شأنها تحجيم مخاوف وقلق الدول المتلقية، خاصة بعد الأزمة المالية العالمية، التي حدت كثيرا من معدلات تدفق السيولة والأموال لهذه البلدان.

المال: دعني أعيد صياغة سؤالي.. هل يسعي البعض مثلا داخل الاتحاد لفرض توصيات من نوعية حظر الاستثمار في دول بعينها كإيران أو أفغانستان أو العراق أو إسرائيل وغيرها من الدول؟

ليكون: لا.. هذه الأمور لا علاقة لنا بها، فنحن منظمة ذات طابع اقتصادي ومالي ونحرص علي ألا نتورط في السياسية.