أكد فهد السيف الرئيس التنفيذي للإدارة العامة للتمويل الاستثماري العالمي في صندوق الاستثمارات العامة السعودى “PIF” أنه بفضل قيادة مجلس إدارة الصندوق وتوجيهاته أصدر الصندوق سندات خضراء كخطوة ريادية كأول صندوق سيادي يصدر هذه السندات، بما يؤسس لمستقبل أكثر استدامة عبر تسريع وتيرة المشروعات الخضراء الصديقة للبيئة، وكان ذلك حدثا تاريخيا.
وأضاف “السيف” – في مقابلة مع ” قناة العربية” أمس الخميس – أن الصندوق تبنى خطوات عديدة، منها التصنيف الائتماني والإطار الأخضر للتمويل، والتحدث مع المستثمرين، وطرح الإصدار في سوق ليس سهلا (سوق لندن) ولاقى الإصدار تفاعلاً كبيراً في الأسواق ومن جميع فئات المستثمرين بحجم طلبات تجاوز 25 مليار دولار كأول إصدار للصندوق لتمويل مشروعات خضراء بما يتسق مع مبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر والاستدامة البيئية.
وأوضح أن الطلبات جاءت من جميع الأسواق حول العالم مثل آسيا وأوروبا وبريطانيا وأمريكا، ومن جميع فئات المستثمرين، أهمها من صناديق الاستثمار الخاصة بالمعاشات والتقاعد والصناديق طويلة الأجل.
وأكد فهد السيف أن الصندوق نجح في إصدار أول 100 عام خضراء كناد جديد في هذا النوع من التمويلات عالمياً، عبر إصداره هذه السندات.
وقال الرئيس التنفيذي للإدارة العامة للتمويل الاستثماري العالمي في PIF، إن الصندوق لديه إستراتيجية طويلة المدى للتمويل، وتبلغ قيمة الاستثمارات الخضراء المعلنة في الإطار الأخضر 10.5 مليار دولار، ولذلك رأى الصندوق الاكتفاء في الإصدار الأول الأخضر بقيمة 3 مليارات دولار، ومع التأكيد للعالم على رفع مستوى الإطار الأخضر.
وأضاف فهد السيف أن الصندوق سيعود للأسواق مرة أخرى مستقبلا، لا سيما بعد أن وجد الصندوق طلبات كبيرة على السندات الخضراء بمعدل تغطية يتراوح من 7 إلى 8 مرات.
وأوضح الرئيس التنفيذي للإدارة العامة للتمويل الاستثماري العالمي في PIF، أن السندات الخضراء هي متحصلات تستثمر في أصول تطابق الاستثمار الأخضر في قطاعات معينة مثل الطاقة المتجددة والإدارة المستدامة للموارد المائية ومكافحة التلوث والمباني الخضراء ووسائل النقل النظيفة، وحاليا يوجد طلب عالمي كبير على هذه الاستثمارات التي تتسق مع إستراتيجية الصندوق لا سيما استثماراته في مشاريع نيوم وأمانة وترشيد وسالك وروشن.
وأشار إلى أن الصندوق أعلن للعالم استثماراته الخضراء، ولذلك حدث إقبال كبير على السندات الخضراء، في ظل إيمان وثقة المستثمرين في هذه الاستثمارات التي تتعدى 5 و10 سنوات وتصل إلى 100 سنة.
وقال فهد السيف إن الصندوق من الصناديق السيادية الرائدة حول العالم التي أعلنت استثماراتها الخضراء واتساقها في قطاعات مستدامة طويلة الأجل وأراد أن يكون له اسم في هذا المجال ودور فاعل في التمويل الأخضر بكل ممكناته وتحدياته في المستقبل وتحت إطار المملكة وضع الصندوق نقطة جديدة في التمويل الأخضر وهي استثمارات الـ100 عام، متابعاً: “اليوم نكتب أكثر مما نستمع للآخرين”.
وأضاف أن الصندوق لديه إستراتيجية التمويل الاستثماري العالمي لمدة 5 سنوات وتجدد سنويا تتوزع بين الأسواق العامة والخاصة والمحلية والأجنبية، والبداية كانت مبادرة الصندوق للتمويل عن طريق قروض مجمعة من البنوك الاستثمارية العالمية.
وأوضح فهد السيف أن الإستراتيجية محددة بخطوط عريضة وأقرها مجلس الإدارة، وتهتم بالسمعة الائتمانية والتصنيف الائتماني للصندوق، وبها محددات إستراتيجية واضحة بعدم دخول الأسواق التي عليها طلب كبير، ويهم الصندوق التسعير ومدد الآجال التي تتسق مع الاستثمارات طويلة الأجل، وبهذا الإصدار تم تفعيل الخطة الاستثمارية لعام 2022 مع الاستمرار فيها إلى 2025.
وقال الرئيس التنفيذي للادارة العامة للتمويل الاستثماري العالمي في “PIF” إنه بهذا الإقبال نتوقع أن أي خطوة يأخذها الصندوق مستقبلاً سيكون عليها إقبال كبير وسيفتح أسواقاً جديدة في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن الصندوق أعلن في نشرة الإصدار وإطار التمويل الأخضر عن مساهمة الصندوق في بعض المشروعات والشركات في القطاعات المستفيدة من التمويل، مثل مشروع نيوم صاحب النصيب الأكبر من التمويل ومشروعات ترشيد وسالك وروشن والبحر الأحمر وغيرها من المشروعات القادمة.
وجمع صندوق الاستثمارات العامة السعودي 3 مليارات دولار من خلال بيع أول سندات خضراء، حيث باع الصندوق سندات على 3 شرائح، بما في ذلك أول إصدار من نوعه لسندات خضراء بأجل 100 عام.
وجاءت تفاصيل الشرائح الثلاث كالتالي:
1.25 مليار دولار بأجل 5 سنوات بسعر 125 نقطة أساس أعلى أذون الخزانة الأمريكية، و1.25 مليار دولار أجل 10 سنوات بسعر +165 نقطة أساس، و500 مليون دولار لأجل 100 عام بفائدة 6.7%.
وعلى الرغم من الزيادة الأخيرة في أسعار الفائدة، فإنها لا تزال منخفضة بالمستويات التاريخية.